عادل العرداوي
قبل ان التحق بقطار صاحبة الجلالة (الصحافة) في نهاية ستينات القرن المنصرم كنت قارئاً نهماً متابعاً لمعظم الصحف والمجلات المحلية التي كانت تصدر انذاك، بل كنت اقتني معظم الجرائد والمجلات الاسبوعية خاصة تلك لتي كانت تعنى بنشر الادب والتراث الشعبي خصوصاً كنت حينها شاعراً ناشئا في هذا المضمار..
ومن خلال الآدب الشعبي اتيحت الفرصة امامي ان اقفز الى شباك عالم الصحافة (البغدادية) الساحر والسحري..
وهكذا كان لابدأ خطوة الف ميل الطويلة الطويلة التي لاينتهي مشوارها ابداً..
فقد منحني استاذي الراحل المرحوم الفنان (حميد المحل) فرصة الولوج لعالم الصحافة من خلال مجلته الاسبوعية الكاركتيرية الساخرة (الفكاهة) التي انضممت الى اسرة تحريرها في اواسط عام / 1969 محرراً لصفحة الادب الشعبي بعد وفاة محررها استاذي الشاعر الغنائي الشهير ابراهيم وفي وهو رحمه الله الذي كان ينشر مختارات من نتاجاتي الشعرية (المتواضعة) بين الحين والاخر.. وهكذا دارت الايام لان اتحول من قارئ نهم وشاعر مبتدأ الى مسؤول صفحة الادب الشعبي في المجلة المذكورة مرة واحدة وبقدرة قادر، اذ لم اكن حتى احلم بان تتاح لي الفرصة النادرة بهذة الصورة (الدراما تيكية) المذهلة وهكذا انتقلت من (خانة) القراء الى (مصاف) هيئة تحرير تلك المجلة الشعبية العزيزة التي كانت تمثل المختبر الاول لي في سلك درب الصحافة الساحر، والطويل والمتعب واللذيذ.. واتحول من قارئ يرد على نتاجاته في نفس المجلة (نتاجاتك مازالت دون مستوى النشر نامل بغيرها) في زاوية ردود القراء اتحول محررًا لتلك الصفحة واقوم بالرد على رسائل القراء والشعراء ونتاجاتهم غير الناصجة بانها مازالت دون مستوى النشر..!!.
سبحان الله مغير الاحوال..!
هذه هي (الجدحه) الاولى، وأظن ان لكل زميل صحفي (جدحه) خاصة به حبذا لو سردها علينا ونحن نعيش اجواء الاحتفال السنوي للصحافة العراقية الباسلة...
عندما ولجت باب الصحافة العراقية لانخرط في مسارها اواسط عام / 1969 كان عمري بحدود(20) عاماً وغير متزوج مفتون بالشعر وتخيلاته وهكذا فقد اتاح لي المرحوم الفنان المسرحي والتشكيلي والصحفي الرائد حميد المحل فرصةذهبية لاتتوفر لغيري بهذه السهولة لان الج هذا العالم السحري المدهش، عالم الصحافة يوم تسلمت مهمة الاشراف على صفحة (الادب الشعبي) في تلك المجلة الاسبوعية الشعبية الساخرة..
فقد سبقني في تحرير تلك الصفحة الشاعرين الراحلين كاظم هادي التميمي والغنائي ابراهيم وفي..
فقد وجدت في اسرة تحرير المجلة قبلي المترجم القدير والباحث الفولكلوري المرحوم (فؤاد جميل) الذي كان يحرر صفحة (لكل فولكلورية اصل) وللتعريف اكثر بالمرحوم جميل نوضح انه عم المخرج السينمائي محمد شكري جميل..
ووجدت ايضاً قبلي واحداً من شيوخ الصحافة والترجمة واعني به استاذي (ابو رياض) سليم طه التكريتي..
ووجدت ايضا زميلي الصحفي المخضرم (ليث الحمداني) المقيم منذ سنوات في كندا الذي كان يحرر صفحة (الفن في 7 ايام)..
وكذلك ايضا الزميل الاديب والشاعر والمصحح اللغوي تركي كاظم جودة الذي كان يشرف على صفحة (ادب وادباء)..
اضافة لمجموعة من الزميلات العزيزات اللواتي كنا يحررن مجموعة صفحات منوعة وهن كل من: شكرية العقيدي، وبنت الفرات الزميلة خيرية عباس المنصور(بنت الديوانية) التي اصبحت فيما بعد مخرجة سينمائية، وايضا الزميلة القاصة النجفية مائدة الربيعي، والزميلة سعاد منصور الهيتي..
وايضاً زميلنا المدرس في معهد الفنون الجميلة / قسم الموسيقى المرحوم عبد الوهاب بلال.. الذي كان يحررصفحة الموسيقى..
وكذلك محرر صفحة الطوابع في المجلة الزميل (ارتين دمبكچيان)..
اضافة الى مجموعة محترمة من الزملاء الاعزاء الذين حرروا صفحات وزوايا في المجلة لفترات زمنية عديدة منهم:
رياض عبد اللطيف وسرجون امير، وابراهيم محمد علي الكاظمي وصباح المندلاوي، وسالم العزاوي ومحمد عبد الجبار الشبوط، ورواء الجصاني، وعباس الكعبي، وعبد الجبار محمود السامرائي وسامي عاشور وسالم الطائي ومحمد توفيق ويردي ومحمد سعيد آل نجار والحاج توفيق القره غولي، وغازي الجوهر، وشاكر حسن والمحامي محمد نجيب الجبوري.. وغيرهم وعذرا لمن نسيت ان اذكر اسمه..!
ولا انسى مدير ادارة ومالية واعلانات المجلة (ابوعليوي) الزميل المخضرم والصارم ناصر جرجيس صاحب جريدة (النديم) البغدادية التي كانت تصدر في بغداد زمن العهد الملكي الذي كان يقتر علينا تمام التقتير عندما يسلم كل واحد من اسرة التحرير نسخة واحدة فقط من المجلة في يوم صدورها..!