لنتذكر الفنان خزعل فاضل..

لنتذكر الفنان خزعل فاضل..

إعداد: ذاكرة عراقية

يقول الفنان الكبير سالم حسين الأمير "أتيت الى بغداد أسأل أن كان هناك موسيقيون قالوا لي هنالك حلاق في منطقة الفضل يلتقي عندة جميع هواة وعازفي المحلة مصطحبين معهم آلآتهم الموسيقية" وكان ذلك الحلاق خزعل فاضل، فذهبت وتعرفت عليه وأصبحت لا أنقطع عنه،

نتمرن لساعات طوال في دكانه الصغير ومعي الفنان خضر الياس عازف الناي الشهير وعزت نعيم وخضير الشبلي عازف القانون والمطرب رضا علي وأسماء كبيرة في عالم الموسيقى والتلحين وكنا نشارك في الحفلات الخيرية بدون مقابل لكي نُعرفُ ونشتهر في الوسط الفني والمجتمع البغدادي .

وبعد هجرة اليهود من العراق أقترحت على خزعل فاضل أن يترك الة العود ويتعلم العزف على آلة الجلو، حيث في تلك السنة كان قد وصلا للتو من الموصل كلاً من جميل بشير ومنير بشير وكانا بارعين في العزف على آلة العود ويتفوقان عليه عزفاً وتكنيكاً فأخذ بنصيحتي وبدأ التعلم على آلة الجلو والتمّرن عليها، بعد ذلك أصطحبته الى السفارة الراعية لمصالح اليهود بغية تهجيرهم الى فلسطين فأشترى لنفسه آله الجلو من أحد الموسيقيين من الطائفة اليهودية ويدعى (طقو)، حيث كان طقو عازفاً لآلة الجلو في التخت الموسيقي التابع لدار الأذاعة، وأنا أشتريت آلة القانون من عازف القانون (حسقيل).

كذلك يضيف الفنان سالم حسين ويقول " في بداية العام 1948 بدأت بتأسيس فرقة من الهواة العازفين الجيدين وهم في وظائف للدولة فمنهم المحامي ومنهم الضابط وكان مقر الفرقة في صالون حلاقة الفنان والملحن خزعل فاضل في منطقة الفضل وسميت هذه الفرقة (فرقة الرافدين الموسيقية) وقد شاركت في تقديم العديد من الحفلات للجمعيات الخيرية مثل جمعية حماية الاطفال وجمعية الهلال الاحمر وجمعيات خيرية أخرى دون مقابل، تضم جميع أفراد فرقة الرافدين الى الفرقة الموسيقية التابعة لدار الاذاعة العراقية، وعند وصول الفنان الكبير روحي الخماش من فلسطين سنة 1948 الى بغداد وكان فناناً خلوقاً جداً ومتعاوناً، أخذ يعلم خزعل فاضل وغيره من العازفين قراءة وكتابة النوتة الموسيقية فأصبح خزعل فاضل قادراً على كتابة النوتة الموسيقية مما ساعده في تدوين جميع الحانه بيده.

و عازف "التشيللو" خزعل فاضل، كان عضوا مؤسس للفرقة الموسيقية للاذاعة والتلفزيون ومعه الفنان سالم حسين والفنان خضير الشبلي والفنان حسين عبدالله والفنان محمد كريم والفنان خضر الياس... رحل في في عام ١٩٧٧ من القرن الماضي كان مصاب بمرض القلب وداء السكري، صاغ الحانا جميلة كما في اغنية "تجونه لو نجيكم" للمطربة، مائدة نزهت،واغنية هيانة وللمطربة هيفاء حسين، اغنية "رسالة للولف"، اما للفنان ناظم الغزالي: يامرحبا بالزارنا وللمطربة لميعة توفيق انطر طلوعك ياكمر واغنية مساء الخير يا اهل المحلة واغنية هل هلالك رمضان واغنية من خمرة هواكم ماصحينه وللمطربة احلام وهبي هلهلي بله ياسمرة هلهلي واغنية ياكريم الشعب للفنان جميل قشطة اغنية الماينوش العنب بيدة اما الانشاد" فقد لحّن الكثير على مثال اغنية "حنة حنة بيدها حنة بايديها"، وكذلك اغنية "عروسة والحبايب زافيها".واغنية ولفي تركني وما اجه. ويقع كثيرون في خطأ، حين يخلطون، بين "الأنيق" خزعل فاضل، وابن محلته البغدادية الشعبية ذاتها، خزعل مهدي، الذي هو شخصية فنية اخرى.

لحن خزعل فاضل العديد من الأغنيات لبعض المطربين والمطربات ولفرقة الموشحات الأندلسية، وقد لقب بملحن الاعراس كون أغلب ألحانه كانت للأعراس ومن أبرز الحانه للفرقة أغنية(حنه حنه بيدها)،كما لحن أغنية وطنية للمطرب ناظم الغزالي (يامرحبه بالزارنه نورت أرض ديارنه) لحنها بمناسبة قدوم الرئيس الجزائري احمد بن بله الى العراق وللمطربا ت فقد لحن أغنية (تجونه لو نجيكم) التي غنتها المطربة الكبيرة مائدة نزهت وكذلك أغنية (ياكريم الشعب غنه) وهي أغنية وطنية عنتها مائدة نزهت في زمن عبد الكريم قاسم ولحن للمطربة لميعة توفيق أغنية (مساء الخير يا اهل المحلة) وللمطربة هيفاء حسين لحن لها أغنية (رسالة للولف).

استمر خزعل فاضل عازفاً لآلة الجلو وموظفاً ضمن فرقة الأذاعة والتلفزيون العراقية بقيادة منير بشير وعلى الملاك الدائم طوال حياته ومنذ العام 1949 حين أنتمى الى الاذاعة والتلفزيون وحتى وفاته في العام (1977) وكان يبلغ من العمر 56 عاماً، حيث وافته المنية في ١٤ /٢/ ١٩٧٧ في مستشفى مدينة الطب عندما كان يجري فحصوصات طبية لأحالته على التقاعد كونه كان مريضاً بمرض السكري والقلب.