تأثيرات مناصرة الريال وبرشلونة عالمياً ومحلياً ؟!

تأثيرات مناصرة الريال وبرشلونة عالمياً ومحلياً ؟!

بقلم / باسم عبد الحميد حمودي
في كل العالم الرياضة لعبة ولاعبين وأندية ومشجعين ولكل ناد بنيته الاجتماعية والسياسية في أحيان أخرى.ولست ادري كيف (عجّ ) شبان العالم اليوم بهذه المناصرة الاجتماعية التي قسمت الشباب الى قسمين كتلوني برشلوني أو ريالي ملكي من جماعة ريال مدريد وملك اسبانيا .

منذ سنوات كانت (حركة) التشجيع العالمي الشبابي متوزعة بين الفرق الانكليزية والايطالية والهولندية .. الخ
كان هناك نوع من التوازن في عملية التشجيع ثم هبت رياح تشجيع السامبا دوريا وروما والفرق الايطالية الأخرى وبقدرة قادر(ارجو ان تبحث دوافعها واسبابها من قبل علماء علم الاجتماع الرياضي ) تحول الاتجاه العالمي شبابيا الى تشجيع الفريقين الإسبانيين الفريق الملكي والفريق الشعبي الكتلوني .
في بغداد الخمسينيات كانت الجماهير الشعبية تقف خلف فريق القوة الجوية القوي على الضد من الفريق الذي لا يقل مهارة وقوة وهو فريق الحرس الملكي وكأن الأمر مفهوما سياسيا الفريق الملكي يمثل الدولة والفريق الجوي يمثل الجماهير برغم أنه فريق يعمل برعاية حكومية لكن ما يشبه ذلك يوجد اليوم في مصر وبقوة وهو ذلك الانقسام الأسري بين مؤيدي الأهلي والزمالك اضافة الى مؤيدي الترسانة والالمونيا (في المنيا) وغيرها من فرق مصر .
للطرفة أقول: اني كنت في زيارة شخصية للقاهرة عام 2000 ونزلت في فندق شعبي في منطقة سيدنا الحسين حيث المسجد الشريف وخان الخليلي والفيشاوي وزقاق بين القصرين وكل ما يذكرك بمصر القديمة وشخوص نجيب محفوظ والحكيم ويحيى حقي، المهم ليس موضوعنا هذا لكن الموضوع المرتبط بصراعات الكرة الساحرة اني كنت في صالة الفندق اجلس مع مجموعة من النزلاء واصحاب الفندق نرقب لعبة كرة اساسية بين الالمونيا المنياوي والاهلي وكان احد النزلاء المزمنين الحاج عبد الرحمن عمدة احدى القرى في المنيا وهو نزيل محبوب في هذا الفندق ويعشق فريق محافظته وكان اصحاب الفندق يقفون لمجرد النكاية وشد أعصاب الحاج ) مع الاهلي ضد المنيا وكنت اشجع الاهلي معهم نكاية بالحاج وطلبا لغضبه لا رضاه هنا جاء هدفان متتاليان للاهلي فثارت اعصاب المنياوي الحاج وانطلق بشتائم متصلة ضد الجالسين بمن فيهم العراقي الذي تدخل بما ليس له .
كنت اضحك ساعتها فقد تحقق الهدف وهو اثارة الحاج عبد الرحمن ويبدوعجبا فعلا اليوم تدخل الشباب عالميا لصالح برشلونة أو الريال، بل ونزاعاتهم مع بعضهم وارتداء ملابس الناديين وهوس البعض في التدقيق باسماء اللاعبين وجنسياتهم ورواتبهم واسرار بيعهم بين نادٍ وآخر.
ماذا في الامر حقا : هل هو الاعجاب أم الحسد أم استضعاف الداخل لصالح الخارج أم هو الانحياز الى ظاهرة عالمية لم تدرس كاملة، ولم تدرس اسباب حرمانات الشباب الوطني وطغيان ألوان الشاشات العارضة عبر الاقمار الفضائية وموسيقاها على ألوان الدريسات العراقية ؟
مازالت الانحيازات الشعبية نحو فرق الزوراء والنجف والميناء والجوية والشرطة انحيازات توحي بشيء من الثقة لكن أية لعبة تقام بين الكتلونيين والرياليين تجعل الاصطفافات الشعبية في العراق ومصر وسوريا والدانمارك وباكستان أصطفافات أخرى يقف فيها الاهلاوي والزمالكاوي والمنياوي سوية ضد (ومع) أحد الفريقين، ويقف فيها مشجعو الزوراء والجوية والنجف ... الخ موقف انقسام مع بعضهم البعض وانسجام مع واحد من التحالفين برشلونة أو الريال ويعيش العالم الشبابي اصطفافا جديدا خارج حدود الجنسية والمحلية.
لندرس ذلك ولنستخلص منه التجارب والعبر، والظاهرة بعد هذا ليست عراقية فريدة ، بل عالمية تماما .