نوري السعيد.. 5 حكايات طريفة

نوري السعيد.. 5 حكايات طريفة

عماد مجيد المولى

1. حكايه الحوار الذي دار بين (بنجرجي) ورئيس الوزراء الباشا نوري السعيد يرويها الصحفي والاعلامي الاذاعي المخضرم صبري عباس الربيعي في كتابه الموسوم (اوراقي في الصحافة والحياة) يقول: كان لرجل بغدادي محل صغير لممارسة الضلاعة,

يقع بالضبط مقابل الباب النظامي لوزارة الدفاع في منطقة الباب المعظم, ولقد بالغ الرجل في وضع لافتة كبيرة اعلى واجهة محله, تحمل كلمات (البنجرجي نوري سعيد.. وفي فترات كثيرة كان الباشا نوري السعيد يتولى فيها وزارة الدفاع, وبحكم وجود محل هذا البنجرجي امام بوابة الوزارة, كانت تلك اللافتة تواجه الباشا نوري السعيد لدى ذهابه وايابه ما اثار غيظ (الباشا) حيث اوقف سيارته ذات مرة, ليتحدث الى (نوري الثاني) متسائلا عن ضرورة وضع لافتة مبالغ بها تحمل اسم صاحب المحل المستفز (نوري سعيد).

ويضيف الاستاذ الربيعي قائلا: بانه في عام 1974, التقيت مع نوري سعيد البنجرجي, الذي اتخذ له محلا الى جانب جسر الصرافية, بعد سنوات طويلة على رحيل (الباشا نوري السعيد) حيث اعتدت مراجعته لصيانة بطارية سيارتي, وسالته عن ما دار بينه وبين رئيس الوزراء الباشا نوري السعيد, بخصوص موضوع اللافتة, فقال له: انه حار في جواب مناسب للباشا, اذ تفتق ذهنه عن اجابته: سيدي الباشا فدوة الك انت نوري السعيد! واني نوري سعيد.. واكو فرق.. وموكل اصابعك سوه وموكل نوري نوري ضحك عراب السياسة البريطانية في الشرق الاوسط وركن الدولة العراقية, ليختصر غضبه برجاء نوري سعيد (البنجرجي) تصغير حجم اللافتة, واصدار امره لسائقه, باجراء ملاحظة بطارية سيارته واطاراتها لدى (نوري سعيد).

2. روى محمود الجندي الذي قال: كنت خارجا لتوي من السجن في نهاية الاربعينات جراء اتهامي مع عدد من عمال المطابع بالانتماء للحزب الشيوعي حيث حكم علينا بالسجن ثلاث سنوات وكنت قد استأنفت عملي كمرتب للحروف في مطبعة تقع في جديد حسن باشا كانت تطبع جريدة يصدرها سعيد السامرائي وسليم طه التكريتي واسمها (الشباب) ومساء احد الايام وحينما كنت جالسا في احد مقاهي منطقة المهدية سمعت رجلا يروي حكايات عن معرفته بنوري السعيد ومن بين ماقاله ان نوري في شبابه كان صديقا (للقرم بارية) اي (الشواذ) وقد التقطت الجملة وبنيت عليها تعليقا صغيرا دفعته لسليم التكريتي الذي كان شديد الكره لنوري السعيد فدفعه للطبع وفي اليوم التالي لظهور الجريدة جاء رجال الشعبة الخاصة الى المطبعة وسالوا صاحبها عني فناداني وكنت بملابس العمل واصطحبني هؤلاء في سيارة جيب عبرت بنا الجسر القديم واذا بي امام دار نوري السعيد سلمني الجماعة الذين اصطحبوني الى شرطي الحراسة الذي ادخلني للمنزل وكانت رائحة سكرة الليلة الماضية تفوح مني وجاء نوري السعيد فنهضت للوقوف سالني: انت اسمك محمود الجندي؟ قلت له نعم ياسيدي!!

اجابني بالسؤآل كم عمرك؟ فقلت له عشرون عاما!!

اجابني ضاحكا: يعني انت ماجنت جاي للدنيا من اني جنت مصادق (القرم بارية) شلون كتبتها لعاد؟

قلت له لقد سمعتها من شخص في مقهى بالمهدية!! فضحك وقال لي: لازم جنت شارب عرك قجغ وكتبت مقالتك؟

حاولت ان اعتذر له فمد يده في جيبه واعطاني ربع دينار وقال لي: ابني اشرب عرك مستكي احسن ترة القجغ يخليك تشحط بعيد!! ونادى الشرطي وقال له: هاك هاي درهم ركبه بالعربانة يروح لشغلة!!

3.ذكر الكاتب التراثي المرحوم عبدالحميد العلوجي في زاويته الاسبوعية في جريدة الجمهورية في التسعينات الموقف التالي:

كنت طالبا في الثانوية حين رايت الباشا يتوقف بسيارته عند دكان بائع الفاكهة المعروف (كنو) الواقع قرب تمثال الرصافي الحالي. كان الموسم بداية الحر ونزول المشمش للسوق. أخذ الباشا كيسا ورقيا اسمر وجعل (يقلب) كوم المشمش ويلتقط الثمار الناضجة القليلة وسرعان ما أخذت (أي عبد الحميد العلوجي) من(كنو) كيسا ورقيا وبدأت بجمع ثمار المشمش متسابقا مع الباشا التقط الثمرة الناضجة التي تظهر بعد تقليبه للكوم قبل ان يلتقطها. فتبسم نوري السعيد وردد: واي واي يتعب ابو كلاش وياكل ابو جزمة!!

4. كتب السير أنثوني نتنج عن صديقه الباشا نوري السعيد, في كتابه الضخم (العرب) في الفصل الذي سماه (عهد نوري السعيد) قائلا:

((كثيرا ما تنكر الأفضال في ميادين السياسة, وتنعدم الرحمة عند وقوع الثورات, ولكن مما لاشك فيه أنه مهما تبدلت الأوضاع في المستقبل, فإن العراق كدولة حديثة مزدهرة, بعد أن كان خاضعا للحكم العثماني مدة أربعة عقود, سيبقى وبما لايُقدَّر, مدينا لجهود نوري السعيد الجبارة, وهمته كرجل دولة)).

5. روى ليث الحمداني... في الثمانينات حين كنت مسوؤلا عن جريدة (الاتحاد) البغدادية اقنعنا رشيد الرماحي سكرتير التحرير وانا الصحفي الكبير صادق الازدي صاحب مجلة (قرندل) الساخرة بنشر مذكراته وفعلا بدأنا النشر وكانت تحت عنوان (خمسون سنة صحافة) ولم تعجب المذكرات وزارة الاعلام يومها واضطر الازدي لحذف الكثير منها وقد حدثني الازدي يومها عن نوري السعيد وتحمله للنقد فقال: كان الرسام غازي الذي يرسم اغلفة قرندل قد تمكن من تجسيد كاريكاتير لنوري باشا يظهره قصيرا جدا بشكل قزم وهو يرتدي السدارة البغدادية وكرشه يتدلى امامه من قميص تفتحت ازراره وصادف ان نشر له غلافا بهذا الكاريكاتير وهو يحاور فاضل الجمالي الذي اعتنى غازي كثيرا برسمه واظهار اناقته وصادف ان كنت مدعوا في حفل دبلوماسي لاحدى السفارات وجاء الباشا وشاهدني ومعي ناصر جرجيس محاسب المجلة فناداني:

ابوجعفر اشلونك؟ ورددت له التحية الحمد لله باشا..

ابو جعفر شنو القصة يبين اخونا غازي مالاكي احد يشتغل بي غيري؟ وضحك واستطرد كله يتوصى بيه مثل مامتوصي بمعالي فاضل الجمالي ترة اني هم حلو..