فرقة (مسرح اليوم)..صفحة رائعة من تاريخ المسرح العراقي

فرقة (مسرح اليوم)..صفحة رائعة من تاريخ المسرح العراقي

أديب القليه جي

في 4 ايلول 1969 انظمت فرقة جديدة الى الفرق الأهلية العاملة هذه الفرقة هي (فرقة مسرح اليوم) التي اسسها جمع من الفنانين الديمقراطيين الموهوبين والمؤهلين, على رأس هذه المجموعة الفنان القدير جعفر علي الذي درس السينما والمسرح في امريكا ويدرس مادتي المسرح والسينما في اكاديمية الفنون والرئيس السابق لفرقة مسرح بغداد الفني التي تأسست عام 1961.

وكان الكاتب المسرحي نور الدين فارس ضمن تشكيلة الفرقة الجديدة. اضافة الى الفنان قاسم حول والفنان نجيب عربو والفنان ضياء محمد ناجي والفنان احمد فياض المفرجي والفنان مكي البدري. اضافة الى الفنانين والفنانات وداد سالم, فاطمة الربيعي, اديب القلية جي,بسام الوردي, علي فوزي, فاروق اوهان, منير عبدالامير, صفوت الجراح, ناظم شاكر, وازهر جواد.. والتحق بالفرقة بعد سنة من تأسيسها الفنانة سعدية الزيدي, والفنانون عبدالوهاب الدايني ووجدي العاني و منذر حلمي وعلي رفيق.

وتوالت اعمال فرقة اليوم واخذت مكانها الى جانب الحركة المسرحية واعمال الفرقة التي سبقتها وكانت فرقة مسرح اليوم واعمالها اللاحقة مركز اهتمام الفنانين والجمهور على حد سواء.

وكان اول عمل مسرحي اقدمت الفرقة على انتاجه هو مسرحية نور الدين فارس (الغريب) التي بدا الفنان جعفر علي على اخراجها لتقدم بعد ذلك للجمهور.. وقد حشد جعفر علي اخراجها لتقدم بعد ذلك للجمهور وقد حشد جعفر علي مجموعة من فناني الفرقة للعب ادوارهم في هذه المسرحية وهم: ناظم شاكر و علي فوزي, صفوت الجراح, فيصل المقدادي, بسام الوردي وداد سالم, فاطمة الربيعي, اديب القلية جي, ازهر جواد, عزالدين طابو, مكي البدري... واخرين وعرضت المسرحية على خشبة المسرح الوطني عام 1970 وسجلها تلفزيون بغداد تقول الفنانة وداد سالم (اثارت مسرحية الغريب الكثير من النقاش والجدل في اوساط النخبة الفنية والثقافية وفي الوسط السياسي ايضا وفي وقتها عرض غازي مجدي وكان انذاك المسؤول الثقافي في اتحاد نقابات العمال فكرة عرض المسرحية لحساب الاتحاد على ان تجري بعض التغيرات في بعض المشاهد والافكار لتواءم مع توجه الاتحاد الذي يقوده حزب السلطة ومع سياسة الحزب الا ان الفرقة رفضت هذا العرض المشبوه رفضا قاطعا رغم المغريات المالية التي اشار اليها غازي مجدي لكن الفرقة كانت اكبر من تلك المغريات ومن هكذا مساومات خسيسة فهي فرقة ذات اصالة فنية وفكرية) هذا ماكتبته وداد سالم في الكراس الصادر عن رابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين العراقيين – فرع بلغاريا, بعنوان (مسرحيون عراقيون في المنفى) وكان الكراس مكرسا للفنانة وداد سالم والصادر عام 1987.

تتلخص فكرة مسرحية الغريب ان شدهان بغطرسته وبساطته وسذاجته لم يكن ليتصور ان الانسان الذي هو حصيلة العلاقات الاجتماعية المتمثلة في العمل يمكن ان يباع ويشترى ويشترى كما تباع وتشرى اي بضاعة في السوق لذلك كان رد فعله عنيقا كل العنف على نحو غير متوقع في بيئة تعودت على استغلال عمل الانسان بيعا وشراءا بحكم القانون والنظام وبحكم انقسام المجتمع ذاته على نفسه بين الذين يملكون كل شي والذين لايملكون اي شيء ان شدهان ينشده وينذهل حين يتساوى هو ودابته في كفتي ميزان العمل.. انه الامر الواقع الذي لم يستطيع ان يدركه بفطرته السليمة وقلبه الكبير ونفسه الصافية ومن هنا كان رد الصراع مزدوجاً بينه وبين نفسه وبينه وبين من يريد شراء قوة عمله. المسرحية نجحت فكريا وفنيا واستطاع جعفر علي وكادر العمل التمثيلي من تجسيد الفكرة الانسانية وتوصيلها الى المشاهد بوسائل ابداعية وبتمثيل متقن وفهم عال والتزام قوي في ذات الوقت.

عن كتاب: 97 عاما من مسيرة المسرح العراقي