محسن مهدي والف ليلة وليلة

محسن مهدي والف ليلة وليلة

باسم عبد الحميد حمودي

ولد الفيلسوف العراقي المعاصر محسن مهدي في كربلاء عام 1924، وفيها أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة ثم الثانوية في بغداد، قبل أن ينتقل لدراسة الإدارة والاقتصاد في الجامعة الأمريكية ببيروت ليتخرج بتفوق ويعود إلى بلاده عامي 1947 و1948 ليعمل محاضرا في الاقتصاد بجامعة بغداد لسنة، حصل أثرها على منحة لدراسة الاقتصاد في جامعة شيكاغو عام 1948

إلا انه تحول هناك إلى دراسة الفلسفة التي نال فيها الماجستير فالدكتوراه بعد أن أنجز في 1954 أطروحة شهيرة في الفلسفة عن"فلسفة ابن خلدون التاريخية: دراسة في الأساس الفلسفي لعلم الثقافة».

عمل محسن مهدي بعد عودته ثانية إلى بغداد بين 1955 و1957 محاضرا في كليات القانون والفنون والعلوم في جامعة بغداد، ومحاضرا زائرا في معهد الاستشراق بجامعة فريبورغ بألمانيا ثم انتقل في 1957 ليعمل أستاذا في جامعة شيكاغو التي ظل فيها إلى سنة 1969 عندما انتقل إلى جامعة هارفارد الأمريكية حيث أمضى عقوداً عديدة يعمل أستاذاً للفكر الإسلاميّ استمرت حتى تقاعده في 1996 ليصبح مديراً لمركز «دراسات الشرق الأوسط"وأستاذاً في قسم لغات وحضارات الشرق الأدنى كما اشرف على عدد من الدراسات الفلسفية العليا في جامعتي باريس و بوردو و لوس انجلوس بالإضافة إلى جامعة فريبورغ بألمانيا، وهو مؤسس ورئيس للجمعية الدولية لتاريخ العلوم والفلسفة العربية في باريس، وعضو مؤسس لجمعية دراسات الشرق الأوسط، كما كان عضواً في هيئة تحرير مجلة الفلسفة والعلوم، وظل يكتب في الفلسفة والأدب واللغة حتى وفاته في 2 تموز 2007 في مدينة بوسطن، إلى جانب تحقيقه نصوصاً مجهولة للفارابي، فيما ترجمت كتبه الفلسفية والفكرية إلى عدة لغات بعد أن غدا مرجعا عالميا في دراسة الفلسفة السياسية في الإسلام.

من مؤلفاته:

1. فلسفة ابن خلدون في التاريخ -لندن، 1957.

2. فلسفة أرسطو عند الفارابي -بيروت، 1961.

3. كتاب الفارابي في الأدبيّات -بيروت، 1969.

4. الاستشراق ودراسة الفلسفة الإسلاميّة -أكسفورد، 1990.

5. "مدينة الفارابي الفاضلة – ولادة الفلسفة السياسية الإسلامية"1998.

6. تحقيق وإصدار النسخة الأصلية لكتاب"ألف ليلة وليلة"مسبوقة بدراسة عميقة.

7. تحقيق وإصدار الكتب التالية للفارابي:

‌أ. كتاب الالفاظ المستعمله في المنطق.

‌ب. كتاب الحروف.

‌ج. كتاب الواحد والوحدة.

‌د. -كتاب الملة.

الف ليلة وليلة

(المفاجأة الكبيرة هنا أن الف ليلة وليلة ليست كذلك حقيقة وان النسّاخ والوراقين هم من اوصلها الى هذا الرقم الذي اشتهرت به – قارئ هذا الموضوع سيعرف الحقيقة)

(قام الباحث الكبير د. محسن مهدي منذ سنوات بتحقيق هذا الكتاب الخالد (الف ليلة وليلة) واثبات نسخه الخطّية المتعددة وصولا –بعد هذا – الى تحقيق الحكايات الحقيقية التي وجدت في الكتاب من دون أضافات النسّاخ والورّاقين.

أن أبرزطبعات الكتاب التي زعم أنها أصلية تتحدد بـ:

1-طبعة بولاق

2- الطبعة الشعبية المغربية

3- نسخة الاب صالحاني طبعة المطبعة الكاثوليكية ببيروت

4-نسخة رشدي صالح- مطبعة دار الشعب – بيروت

5- نسخة برسلاو التي حقق اقساما منها عبد الصاحب العقابي ونشرها منجّمة في مجلة (التراث الشعبي) العراقية في ثمانينيات القرن العشرين

قام الباحث د. مهدي بتحقيق الليالي تحقيقا علميا معتمدافي ذلك على النسخة الخطّية الاقدم (وهي نسخة المكتبة الوطنية بباريس) وعلى نسختين اخريين هما نسخة المكتبة الرسولية في الفاتيكان ونسخة مكتبةجون رايلندرز في مانشستر.

ووضع المحقق مقدمة ضافية تولت مناقشة النقاط الاتية:

آ-نقد النسخ القديمةالمطبوعة من الكتاب وهي:

1- طبعةكلكتا الاولى

2- طبعة برسلاو

3- طبعة بولاق الاولى

4- طبعة كلكتا الثانية

ب- تحقيق الكاتب

ج- نسخ الكتاب الخطية وشجرتها:

1- الامهات القديمة والام والدستور

2- الفرع الشامي

3- الفرع المصري

ونجد أنه يشيرهنا وبسرعة الى الاصول العراقية الاقدم للكتاب ويربطها بالنتائج التي توصل اليها تسلسل الفرع الشامي

د-لغة الكتاب: من حيث الاملاء والترقيم.

توصل الباحث الى وجود نسخ خطية رئيسة للكتاب تربطها شجرة من فرعين رئيسيين هما الفرع المصري وفروع الاسرة الشامية ورواياتها وهو يشير في تحقيقه الى وجود نسخة (أم) لكل النسخ لم تعد باليد الان ,,أن النسخة الدستور قد نقلت من النسخة الام أو من نسخة نسخت عليها مؤكدا على: 1- ان النسخة الام ألفت في عصر دولة المماليك التي كانت تضم مصر والشام 2- ان تأليفها لم يسبق النصف الثاني من القرن السابع للهجرة-النصف الثاني من ق13 الميلادي – وهذا التحديد مرتبط بالنقطة التالية 3- يسبق النسخة الام نسخة الام القديمة التي الفت في القرن الثالث الهجري وضاعت بين رواة القصص والمصادر الادبية المتعددة 4- اعتمد المحقق على الرواية الشامية المحفوظة باربعة نسخ وفي التعديلات والاضافة على النسخ الاخرى وقد اوضح ان نسخ الفرع المصري اكثر حداثة وبعضها متداخل مع الرواية الشامية التي لها نسخة وحيدة , وقد وضع المحقق حكاية قمر الزمان كنموذج في العمل في تحقيق الاصل بين النسخ المختلفة

من دراسة النصوص اعتبر الباحث ان لغة الكتاب هي لغة الحديث الوسط ذلك ان الف ليلة ككتاب-في راي كثيرين – لم يكتب الا ليروى وقد فعل النساخ الكثيرزيادة ونقصا.

ناقش المحقق النسخ المطبوعة واوضح زيف الحكايات المضافةمشيرا الى زيف طبعات الكتاب الثلاث اضافة الى أن طبعة بولاق تعد رواية اخرى للكتاب تنقصها خصائص عصر وفن الرواية القديم مشيرا الى انفراد هذه الطبعة باعتمادها نسخة خطية واحدة

وجد محسن مهدي (رح) ان هذا الكتاب لم يصل الى 1001 ليلة في نسخته الاساسية بل الى 300 ليلة وحكاية تقريبا عدا الحكاية الاطار وان النساخ واصحاب دكاكين الوراقة قد اضافوا الليالي الباقيات كسبا لاجر من سائح او من هاو أعتقد خطأ ان النص المختلق يعد جزءا من الليالي , وبذلك كبر حجم الليالي دون مبرر ومن دون تدقيق.

وأستخلص محسن مهدي - رحمه الله – ان لغة الليالي عموما وخصوصا النسخ الامهات ونسخة الدستور مستنبطة من اللهجة الشعبية البغدادية القديمة – وهي لهجة تقارب الموصلية – عدا ما اقترن بالاضافات الدرامية المصرية والشامية.