سلام عادل.. مسيرة لامعة

سلام عادل.. مسيرة لامعة

اعداد : رفعة عبد الرزاق محمد

* ولد حسين احمد الرضي في مدينة النجف عام 1922 ، وفيها اكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة ، فالتحق بدار المعلمين الايتدائية في بغداد عام 1940 ، واثناء دراسته في الدار انضم الى الحزب الشيوعي العراقي .

* عين معلما في مدرسة ابتدائية في الديوانية ، واختار اسما حركيا هو (مختار ). ولنشاطه السياسي ابعدته السلطة عن الوظيفة ، فعمل خطاطا في مدينته النجف.

* انتقل الى بغداد واستقر فيها ، الا انه اعتقل في 19 كانون الثاني 1949 اثر مشاركته في مظاهرة نظمها الحزب الشيوعي . وافرج عنه عام 1951 ، فعاد الى نشاطه الحزبي السري وعهدت اليه قيادة الحزب مسؤولية الحزب في الجنوب .

* بعد اعدام زعيم الحركة الشيوعية يوسف سلمان ( فهد ) في 14 شباط 1949 ، تشكلت لجنة مركزية يقودها حميد عثمان ، ثم لجنة بقيادة زكي وطبان تعرضت هي الاخرى للاعتقال ، فشكل بهاء الدين نوري لجنة جديدة في ايلول 1949 ، اعتقلت ايضا في نيسان 1953 .

* بعد اعتقال بهاء الدين نوري سكرتير اللجنة المركزية للحزب ، تشكلت قيادة جديدة للحزب يرأسها كريم احمد الداود ، وقد رشح فيها سلام عادل عضوا فيها مسؤولا للفرات الاوسط.

* مثل الحزب الشيوعي العراقي في مؤتمر الاحزاب الشيوعية في البلدان الخاضعة للنفوذ البريطاني في نيسان 1954 .

* في 16 حزيران 1954 هرب حميد عثمان مسؤول سجن الكوت من سجنه ، فتسلم قيادة الحزب وشكل لجنة مركزية جديدة استبعد فيها سلام عادل لخلافه معه ، وكان حميد عثمان قد عرف بتصعيد المواجهة مع السلطة على الرغم من العواقب الوخيمة التي قد يجر اليها .

* في حزيران 1955 عقدت اللجنة المركزية للحزب وقررت تنحية حميد عثمان واختير سلام عادل لتولي منصب سكرتير اللجنة المركزية . وقد استطاع بناء الحزب من جديد ووحد صفوفه بعد عدد من الانشقاقات التي طالته بسبب بعض مواقف القيادات التي تلت اعدام يوسف سلمان ( فهد ) ، ففاوض الكتل المنشقة عن الحزب واعاد دمجها في الحزب ( مثل راية الشغيلة ووحدة الشيوعيين ) ، و وكانت جريدة الحزب المركزية السرية هي ( القاعدة ) ، فغير اسمها الى اتحاد الشعب لتلائم التطور الجديد في مسيرة الحزب .

* كانت له صلة بحركة الضباط الاحرار ، وهو من القلائل الذين عرفوا بساعة اندلاع الثورة ، فجهد كثيرا لدعم الثورة ووجه اعضاء الحزب ومؤيديه للخروج تاييدا لها والدفاع عنها . وقد عاد الحزب الشيوعي العراقي بعد اندلاع الثورة بقوة الى ساحة العمل السياسي ، وانخرطت في ضفوفه اعداد كبيرة من مختلف شرائح الشعب العراقي واصبح القوة السياسية الاولى في تاثيرها في الشارع السياسي والنقابي . وقد اصدر جريدته ( اتحاد الشعب ) بشكل علني ، وكان له حضور واضح في الدفاع عن الثورة ومسيرتها في سنتها الاولى ، وطالما اعرب سلام عادل لزعيم الثورة عبد الكريم قاسم عن رغبة حزبه بالمشاركة في الحكم .

* تأزمت العلاقة مع السلطة في عام 1960 ، بعد صدور قانون الاحزاب ، ولم تجز السلطة طلب العمل العلني للحزب الشيوعي العراقي ، بل اجازت جماعة منشقة حملت اسم الحزب . وفي خضم تلك التطورات ، برزت في قيادة الحزب كتلة الاربعة التي وجهت اصابع النقد الى قيادة سلام عادل .

* سافر سلام عادل مع الشهيد جمال الحيدري الى موسكو ، ولم يعد الا في ايلول 1962 بعد غياب جاوز السنة والنصف .وفور عودته انعقد اجتماع موسع للجنة المركزية ، تقرر فيه اعادة حسين الرضي سكرتيرا للجنة المركزية ، بعد اقصاء كتلة الاربعة المذكورة .

* وعندما وقع انقلاب 8شباط 1963 الدموي ، تولى توجيه المقاومة المسلحة ضد الانقلابيين الذين قاموا بمجازر بشرية يندى لها جبين التاريخ والانسانية ، وقامت قطعان الحرس القومي بمساعدة القطعات العسكرية بحملات قتل واعتقال للآلاف من اعضاء الحزب وانصاره ، ولم ينجوا الا من لاذ بالاختفاء والهجرة . وقد حاول سلام عادل الاتصال بفروع الحزب في الالوية لاعادة ربطها ، الا ان اعتقاله في 19 شباط في وكر حزبي في منطقة الكرادة الشرقية انهى كل شيء . وقد تعرض لتعذيب شديد ، يشيب من هوله الولدان ، حتى تم الاجهاز عليه واعدامه الحياة في مشهد دموي رهيب .

* وفي يوم السابع من آذار 1936 اصدرت قيادة الانقلاب الاسود بيانا بتنفيذ حكم الاعدام بسلام عادل مع اثنين من رفاقه في قيادة الحزب الشيوعي العراقي .

* كان آخر توجيه حزبي كتبه سلام عادل وهو في مواجهة الانقلابيين قبل اعتقاله بساعات ، هو تقييمه لاحداث 8 شباط ، بعنوان ( ملاحظات اولية).

* ان تاريخ الحركة الشيوعية في العراق زاخر بالاسماء التاريخية التي تركت بصمات واضحة فيه ، غير ان اسمين لايمر حديث هذا التاريخ ، الا ويشار الى دورهما اللامع والمؤثر ، يوسف سلمان يوسف(فهد) وحسين احمد الرضي (سلام عادل) . فسلام عليهما في ذكراهما ...