المسرح في بغداد في الاربعينيات.. أسماء وجمعيات

المسرح في بغداد في الاربعينيات.. أسماء وجمعيات

د. اياد يونس عريبي

ان أول فرقة تمثيلية تأسست في بغداد هي الفرقة التي الفها الحزب الوطني عام 1921, وابرز من شارك فيها احمد الراوي , نجيب الراوي , عبد الرحمن خضر وصادق البصام.

في عام 1923 تكونت فرقة تمثيلية من طلاب مدرسة التفيض الاهلية التي انشئت آنذاك بفضل عدد من الشخصيات الوطنية المثقفة , وقد اشتركت فرقة التفيض مع فرقة المدرسة الجعفرية التي تألفت بعدها بمدة وجيزة في انتاج تمثيلي مشترك.

وكانت نهاية الثلاثينيات ومطلع الاربعينيات من القرن الماضي نقطة تحول كبيرة في المسرح العراقي الذي شهد تطوراً ملموساً في هذه المدة الزمنية، لاسيما بعد عودة حقي الشبلي من فرنسا عام 1939 وتعيينه مشرفا على النشاط الفني المدرسي، فقد قام بتشكيل عدة لجان للنشاط الفني في مدارس بغداد، كانت النواة الأولى لمديرية النشاط المدرسي، فضلا عن موافقة الوزارة على مقترحه بتأسيس معهد الفنون الجميلة الذي تولى ادارته، فضلا عن رئاسته لفرع التمثيل الذي قام بتأسيسهُ فكان له صدى واسع في تاريخ الحركة المسرحية في العراق عموماً.

اشتدت فاعلية الحركة المسرحية في بغداد في الاربعينيات من القرن العشرين، وقد تجسد هذا النشاط بظهور عدد ليس بالقليل من الجمعيات والفرق التمثيلية المسرحية التي كان من أشهرها:

جمعية انوار الفن:

تم وضع حجر الأساس لهذه الجمعية في 22 اب 1940، وتألفت هيئتها الإدارية من توماس حبيب رئيسا، ورؤوف توفيق مديراً للإدارة، وسليم بطي سكرتيرا، وجوزيف عجاج محاسبا، فضلا عن الأعضاء(صلحي مصطفى وإسماعيل حقي ولويس توماس وإسماعيل الأمين ومجيب حسون وإسماعيل إبراهيم الشيخلي) واسهمت هذه الجمعية برفد الحركة الثقافية , عن طريق تمثيلها مسرحيات عدة كان من أهمها (مجنون ليلى، عبد الرحمن الناصر، الهارب البخيل، انتقام المهراجا، الروح الشريرة، ارهاصة القلب وطعنة القلب) لم تستمر طويلا اذ حلت بعد عامين من تأسيسها.

فرقة بغداد:

في عام 1943 تأسست فرقة بغداد، وتألفت هيئتها الإدارية من السادة فاضل عباس رئيسا وعبد الله العزاوي مديراً فنياً وعضوية محي الدين محمد وصبري الذويبي، وقدمت مسرحيات جيدة مثل (هارون الرشيد، المجنون، عبد الستار أفندي) وغيرها، ولم تستمر الفرقة طويلا اذ توقفت عن العمل نهاية عام 1945.

جمعية اخوان التمثيل والسينما:

شهد عام 1945 افول فرقة بغداد وتأسيس جمعية اخوان التمثيل والسينما، والتي تكونت هيئتها الإدارية من كل محمد حسين البصام رئيساً وعلي العزاوي سكرتيراً وعلي النعيمي اميناً للصندوق، وقدمت مسرحيات كثيرة نالت رضا الجمهور مثل (ملاك في الجحيم، لقيط الصحراء، جريمة بلا عقاب) وغيرها لكن هذه الجمعية توقفت أنشطتها في العام نفسه, كما انها تعد اول جمعية الفت الحان موسيقية وغنائية ورياضية , واصدرت عدة نشرات , كما انها قامت بجولات كثيرة لكافة الالوية.

الجمعية الفنية للتمثيل والسينما:

تأسست هذه الجمعية في عام 1946وغدا رئيسها عباس العبيدي وأصبح كل من زكي السامرائي نائبا له وإبراهيم شاكر سكرتير واتفق الأعضاء المؤسسون على عدم تمثيل المسرحيات في الملاهي لانطباعهم السيء عنها وقد اغنت هذه الجمعية الحركة المسرحية بإنتاجها الذي تناول موضوعات متنوعة , ومن اهم مسرحياتها (شهداء الوطنية، نهاية مجرم، ورسول النبي الى هرقل) وظلت هذه الجمعية تداول اعمالها حتى قرار الغلق العام للجمعيات الذي صدر عام 1954.

جمعية النهضة الفنية:

تأسست هذه الجمعية في26 كانون الثاني عام 1946 بموجب كتاب وزارة الداخلية المرقم(1153) وشغل منصب الرئيس فيها صائب الجصاني وعضوية عدد من خريجي الدورة الأولى لمعهد الفنون وامتازت الجمعية , بتنظيمها وفنها الجيد الذي عالجت اثنائه موضوعات اجتماعية مختلفة ومن اهم مسرحياتها (جريمة الإباء، الدموع البائسة، الزوجة الخائنة) وغيرها من الاعمال الجيدة التي عرفت في بغداد وبعض المحافظات العراقية الأخرى ,وتألفت هيئتها الإدارية من صائب الجصاني رئيسا ومحسوب العزاوي سكرتيرا وعدنان القيسي امينا للصندوق والاعضاء هنري غنام ومحمد رشيد الزيدي, وبقيت تواصل اعمالها لحين توقفها عام 1954.

الفرقة الشعبية للتمثيل:

شهد عام 1947 بزوغ الفرقة الشعبية للتمثيل، التي كانت انعطافه جديدة في مسيرة الحركة المسرحية في العراق، وانطلاقة جديدة في النشاط الفني، وكان يقودها اشخاص يتمتعون بثقافة فنية عالية امثال، ابراهيم جلال وعبد القادر توفيق وخليل شوقي وجعفر السعدي وصفاء مصطفى وعبدالجبار توفيق, وقد قدمت هذه الفرقة اعمالا رائعة مثل مسرحية شهداء الوطن في عام 1948، للكاتب الفرنسي فكتوريانساروو واخرجها ابراهيم جلال ومثلها (عبدالجبار توفيق، تقي البلداوي، صلاح الدين توفيق، جواد الساعدي، فائق عارف القيمقجي).

تميزت الفرقة الشعبية بوفرة انتاجها من المسرحيات الاجتماعية، التي اظهرت حقائق ومعلومات، استمد بعضها من طبيعة المجتمع البغدادي ومعاناته، ومن اهمها مسرحية (الفلوس) للكاتب التركي نجيب فاضل عام1952، ومسرحية (القبلة القاتلة) عام1953 وفي عام 1955 عرضت ثلاث مسرحيات هي: (صرخة الالم، الملاح، البائس) وعرضت في عام1956 مسرحيتين هما: (المورد المسموم، ايريد يعيش).

كانت هذه المسرحيات من اخراج جعفر السعدي الذي اختير بعد نجاح تلك المسرحيات في البعثة العراقية الى الولايات المتحدة الامريكية للتخصص في الانارة المسرحية والسينمائية، وسافر في اب 1957 الى الولايات المتحدة الامريكية، وقد تخصص في الاخراج المسرحي لعدم وجود فرع الانارة المسرحية والسينمائية واستمرت الجمعية بالعمل حتى نهاية العهد الملكي.

جمعية جبر الخواطر:

شهدت نهاية الاربعينيات من القرن الماضي ظهور بعض الجمعيات المتميزة في انتاجها الفني، لاسيما جمعية جبر الخواطر التي تأسست عام 1948,وقد جرب فيها فنون النقد الشعبي والنقد الاجتماعي والنقد السياسي.

تألفت هيأتها الادارية من يوسف العاني وشهاب القصب وعبدالمنعم حامد الجادر، مثلت هذه الجمعية المسرحيات التي كتبها العاني وكان من اهمها: (في مكتبة محامي، مع الحشاشة، طبيب يداوي الناس، محامي نايلون، مجنون يتحدى القدر، موخوش عيشة، ام حسين).

كانت مجموعة جبر الخواطر، ترمي الى ان الفن للمجتمع، يثورون على البالي المتفسخ، ويتحدون المال ومصادر المال, وكانت هذه المسرحيات تمثل المفارقات الاجتماعية السائدة في المجتمع البغدادي في تلك الحقبة استمرت بالعمل حتى عام1954.

فرقة المسرح الحديث:

تجلت في بغداد اوائل الخمسينيات عدة فرق فنية اسهمت في زيادة الوعي الفني والثقافي للمجتمع البغدادي، عن طريق تقديم المسرحيات وكان من اهم هذه الفرق فرقة المسرح الحديث التي تأسست عام1952, وتألفت هيئاتها الادارية من ابراهيم جلال رئيساً، يوسف العاني سكرتيرا، عبدالرحمن بهجت محاسبا ويعقوب الامين عضوا وانظم الى الفرقة فيما بعد مجيد العزاوي وحميد قاسم ومحمد القيسي وراسم القسيس وفوزية قحطان وسامي عبدالحميد وشكري العقيدي.

ومن الجدير بالذكر ان شخصية يوسف العاني قد برزت على الساحة الفنية في مطلع الخمسينيات، وغدا اكثر اعضاء فرقة المسرح الحديث انتاجا فقد كان مؤلفاً للمسرحيات وممثلاً وناقداً لها في ان واحد, ورفد الحركة الفنية بسلسلة من المسرحيات ذات المغزى الاجتماعي الهادف عالج فيها هموم المجتمع ومعاناته بأسلوب نقدي ساخر, وكان من اهمها(راس الشليلة عام1951، حرمل وحبة سودة عام 1952، اكبادنا، تؤمربيك عام 1953، فلوس الدوة، ست دراهم عام1954، ايراد ومصروف) وقد ذكر عند عرضها انها من تأليف محمد يونس وعلى اثر هذه المسرحيات سحبت اجازة الفرقة من قبل وزارة الداخلية.

فرقة المسرح الحر1954:

اسست هذه الفرقة عام1954، وكانت هيأتها الادارية الاولى تألفت من باسم جاسم العبودي رئيسا وعضوية كل من: (صفاء مصطفى، وعبد الرحمن فوزي، يوسف العاني، شكري العقيدي، ثم التحق بهم عبد الواحد طه، قاسم محمد، كارلو هاريتون) وبعض طلاب معهد الفنون الجميلة تعرضت الفرقة الى مضايقات وزارة الداخلية التي قامت بسحب اجازتها ثم سمحت لها بالعمل في عام1956، بعد نفي بعض اعضائها المؤسسين لا سيما جاسم العبودي ويوسف العاني وكان من اشهر مسرحياتها: (الغرفة المشتركة، اصدقاء، الخبز المسموم) استمرت بالعمل حتى نهاية العهد الملكي.

(الجمعيات الاجتماعية والدينية والفنية واثرها الثقافي في بغداد 1933-1958)