عذوبة الصوت وجمال الأداء

عذوبة الصوت وجمال الأداء

حيدر شاكر الحيدر

ونحن نكتب عن مطربات العراق ومبدعاته من الرعيل الثاني نقف عند صوت ملأه الجمال والحنان والأداء المميز قد تختلف هذه الفنانة عن زميلاتها من حيث الأسلوب الغنائي الذي اجتمعت من خلاله صفتين الأولى ريفي والأخرى بغدادي ,

فبرغم بداياتها وميولها بعالم الغناء كانت تقلد وتردد لأصوات عربية كبيرة أمثال أم كلثوم وليلى مراد وأسماء أخرى إلا إنها تأثرت بالملالي وما يمتلكن من أصوات معبرة أثناء أدائهن الطقوس الدينية ومجالس العزاء فحفظت ذلك الأسلوب الباكي الملائم لحنجرتها الحزينة هنالك شيء مهم تعلمته هذه الفنانة من خلال فرق الخشابة البصرية الشعبية والتي كانت هذه الفرق من النساء اللواتي يجيدن الضرب على الخشبة.

فما كان من وحيده خليل إلا أن تكون عازفة لآلة إيقاعية ترافقها أثناء الغناء الذي تأثرت به قبل ان تصبح مطربة ريفية تنتقي اطوار الريف كالغافلي والعنيسي والحياوي وحسب ما ذكرته المصادر وما تذكره وحيده في إحدى اللقاءات إنها تأثرت بغناء مطرب الريف جويسم حينما التقت به بإحدى الحفلات وتذكر وحيده أن للمطرب الريفي داخل حسن دور مهم بحياتها بل هو من ساعدها بمسيرتها الفنية.

إن مريم عبد الله جمعه هو الاسم الحقيقي لهذه الفنانة التي تضاربت تواريخ ولادتها وربما كانت ولادتها في العقد الثاني من القرن العشرين أو نهاية العقد الثالث إلا أن العقد الأربعيني شهد مغادرتها من البصرة إلى بغداد التي كانت على موعد مع نجمة من نجوم الغناء العراقي حيث كانت ملاهي بغداد وبيوتها أماكن لشهرة هذه الإنسانة المبدعة حقاً كونها استطاعت أن تسرق الأضواء من خلال روائع الألحان التي صاغ جمالها ملحنون كبار أمثال عباس جميل ومحمد نوشي وناظم نعيم اضافة لروحي الخماش ومحمد عبد المحسنمع وجود شعراء الأغنية البغدادية أمثال جبوري النجار وأبراهيم وفي وسيف الدين ولائي وآخرون..

هذه الفنانة من يستمع لأغانيها يدرك أنها كانت تعبر عن حبها للوطن وللأم وللحب وللزمن الذي عاصرته لتظل أغانيها حقاً قصصاً تقرأ من قبل الأجيال المحبة المبدعة لجمال الأغنية العراقية.

الحديث عن هذه الفنانة المبدعة يجعلنا نقف عن مدى ما تحمله من ثقافة فكانت لها محاولات العزف على آلة العود من خلال الراحل الموسيقار جميل بشير الذي كان معجب بصوتها وشخصيتها حيث قام بتدريسها العزف لآلة العود..

يبدو أن وحيده خليل كانت تدرك أن الآلام والمعاناة التي مرت بحياتها لابد أن تترجم إلى أغاني ذات مضامين ومعاني على سبيل المثال أغنية غريبه وآنه بين أهلي ربما كانت تنتمي لتلك البيئة الجنوبية بمدينتها البصرة حيث الذكريات والثقافة وكل ما هو جميل بحياتها.

هل لنا أن لا نستذكر تلك الروائع الغنائية المعبرة عن حب الأم وهي تقدم من الحان عباس جميل وماني صحت يمه أحا جا وين أهلنه او على بالي ابد ماكان فركَاك في كل أغنية موضوع يبدو انها عانت منه ومن مرارته.

استطاعت وحيده خليل أن تظل مميزة حتى أعداد هذه السطور فقد وثقت الكثير من أغانيها ومن خلال شركات التسجيل ومن خلال الإذاعة العراقية والتلفزيون ومن خلال صوتها المعبر سافرت إلى خارج الوطن لتحيي حفلات للجاليات العراقية بالولايات المتحدة الأمريكية وبعض من الدول العربية إلا أنها تدرك تماماً أنها ظلمت من قبل الإعلام والدولة مقارنة بزميلاتها.

الجميل بمسيرة هذه الفنانة طموحاتها فكما ذكرت لم تكتفي بالغناء فقط بل كانت لها مساهمة بعالم السينما العراقية حيث مثلت بفلم الفجر الجديد وقدمت من خلاله أغنيتها الشهيرة هذا منو دك الباب يمكن اجونه الاحباب.

قد نكون لا نذكر جوانب أخرى من حياة هذه الفنانة التي عُد صوتها علامة فارقة بتأريخ الغناء العراقي كزنها غنت الأطوار الريفية من جهة وقدمت الغناء البغدادي المميز بصوتها ذو النكهة الريفية ذائقة للمجتمع العراقي والبغدادي فيه لتظل مطربة للريف والمدينة بتميز

أهم أغانيها

انا وخلي تسامرنه وحجينه / كلمات جبوري النجار والحان كاظم الجابري

عليمن ياكَلب تعتب عليمن / / الحان عباس جميل

هذا منو دكَ الباب / الحان محمد نوشي

سبحانه الجمعنه بغير ميعاد / الحان محمد نوشي / كلمات حميد رشيد

أمس واليوم مامر عليَ / الحان حسين محمود /وكلمات محمد حسن الكرخي

الي يحفظج ربي يايمه

يا أرضنا يا أرضنا

بسكوت أون / الحان عباس جميل

ماني صحت يمه أحا / الحان عباس جميل / كلمات جبوري النجار

طالت غيبتك يا أسمر عليه

حرت والله بزماني / الحان محمد نوشي/ كلماتاسماعيل جودت

يايمه ذاك أهواي /الحان عباس جميل

من وصلج ولاج

يمه وحك عيناج / الحان عباس جميل

مدريتك تريد الغدر

غريبه وآنه بين أهلي/ الحان عبد الفتاح حلمي /كلمات حافظ القباني

ماجنت أدري / الحان ناظم نعيم

عين بعين / الحان عباس جميل

لو غاب الأسمر/ الحان عباس جميل

ضيعت ثلثين عمر/ الحان عباس جميل

ياناس ولفي كَمر/ الحان عباس جميل

مستاهل ياكَلبي/ الحان عباس جميل

ياحبيبه يايمه / محمد نوشي

على بالي أبد ماكان فركَاك / الحان عباس جميل/كلمات سيف الدين ولائي

هذه بعض من أعمالها الغنائية التي ما زالت حاضرة لذائقة الأجيال المعاصرة لفنها ودعتنا الى العالم الآخر عام 1995 بعد عقود من العطاء الغنائي المميز رحمها الله..

عن كتاب (الاصوات النسائية في الغناء العراقي) ، ونود تقديم الشكر للاستاذ حيدر شاكر الحيدر الباحث الموسيقي القدير على تقديم نسخة من كتابه القيم الى هذا الملحق.