توفيق منير المحامي 1915 - 1963 من رواد حركة السلم والديمقراطية

توفيق منير المحامي 1915 - 1963 من رواد حركة السلم والديمقراطية

ابراهيم خليل العلاف

في تاريخ العراق المعاصر سجلات تاريخية ليس من السهولة طيها أو تجاهلها.كما ان الصراعات السياسية وخاصة خلال ال (100) سنة الماضية لايمكن تجاوزها بأي حال من الاحوال، والذاكرة التاريخية العراقية تختزن الكثير من الاحداث كما تختزن الكثير من الذكريات عن شخصيات كان لها دورها،

وقد اعتقلت او تم نفيها او تم استهدافها بالقتل او تم تغييبها وواجب المؤرخ ازاحة الستار عنها، وتوضيح الجوانب المتعلقة بها او على الاقل توضيح بعض ما يتيسر من معلومات عن هذه الجوانب اختلفنا معها ام اتفقنا لكن التاريخ ناطق وله لسان ولايمكن استئصال هذا اللسان وقد اقترح علي احد الاحبة ان اكتب عن الاستاذ توفيق منير وهو احد رجالات الحركة الوطنية العراقية المعاصرة.

وقد يكون من المناسب القول انني وجدت عددا من المصادر تتحدث عنه ووجدت ان زوجته السيدة آسيا شريف، قد كتبت عنه في جريدة (المدى) وتم استذكاره ومما كتبته انها عادت الى ايام العهد الملكي والى السنة 1954 وهي واحدة من المحطات المهمة في حياة الاستاذ المحامي توفيق منير العاني حيث تمت الموافقة على ترشيحه نائبا عن منطقة باب الشيخ وهي من المناطق العريقة في العاصمة الحبيبة بغداد.

كان المرحوم الشهيد يشغل انذاك منصب نائب رئيس نقابة المحامين وكان متميزا بنشاطه السياسي والوطني وبكونه واحدا من انصار حركة السلم في العراق لكن نوري السعيد عد كل من يعمل في هكذا حركة من ذوي الافكار الهدامة لهذا اسقطت عن بعض روادها الجنسية العراقية وكان توفيق منير ناشطا في هذه الحركة.

الف المحامي توفيق منير كتابه (حركة السلم على حقيقتها)، وقد اعتقل واستنجدت زوجته بالرئيس الراحل القائد الخالد جمال عبد الناصر وارسلت له رسالة حول الموضوع.

المرحوم الاستاذ توفيق منير من مواليد مدينة عانة (محافظة الانبار حاليا) سنة 1915، وكان متميزا في دراسته وقد دخل سنة 1921 دار المعلمين الابتدائية وتخرج فيها وفي اثناء اشتغاله في مهنة التعليم اكمل دراسته في كلية الحقوق ببغداد وتخرج فيها سنة 1941 ومارس المحاماة وكان له نشاطا سياسيا مناوئا للحكم الملكي وهو احد اعضاء (حزب الشعب) المؤسسين ستة 1946 وكان قد اختير نائبا لزعيم الحزب الاستاذ عزيز شريف.كما تولى الاشراف على جريدة الحزب (الوطن).

تقول زوجته المرحومة آسيا شريف ان زوجها الاستاذ توفيق منير لم يكن شيوعيا بل كان دمقراطيا محبا للسلام منتصرا للشبيبة والحرية ووالده الحاج منير كان ملاكا من اهالي قضاء عانة، وان له اربعة اولاد منهم ابنته الكبرى سعاد وكانت تدرس في مدرسة الراهبات ووصلت بتحصيلها العلمي الى الصف الخامس الثانوي والثاني هو موفق وهو في الصف الثاني المتوسط في (عنه) والثالثة هي سلوى وهي تبلغ من العمر ثماني سنوات ووصلت في تحصيلها العلمي في الصف الرابع الابتدائي واصغرهم سميرة وهي في روضة الراهبات.

بعد نجاح ثورة 14 تموز 1958 اعيدت للمرحوم توفيف منير الجنسية العراقية كما اعيدت لرفيقه كامل قزانجي وكان دائما يردد انه يعمل من اجل العراق من اجل الوطن وقد عاد لممارسة نشاطه السياسي وكان معروفا بتوجهاته اليسارية التقدمية التنويرية.كما عرف بقربه من الزعيم عبد الكريم قاسم لكنه كان ينصحه باعتماد الدمقراطية نظاما للحكم لذلك وبعد انقلاب 8 من شباط 1963 دفع ثمن هذه العلاقة حيث تم اغتياله رحمة الله عليه.

كان الاستاذ توفيق منير العاني شخصية وطنية يسارية تقدمية وكان له نشاط سياسي وضمن اطار الحركة الوطنية وحركة السلم والشبيبة الدمقراطية ومن الممكن ان تكتب عنه رسالة ماجستير فهو يستحق ذلك واكثر .