الأب البير أبونا وتسمية الآراميين

الأب البير أبونا وتسمية الآراميين

هنري بدروس كيفا

أولا - من هو الأب المؤرخ البير ابونا؟

هو من أهم مؤرخي الشعب السرياني/الآرامي و أنزههم ، أهميته ليست بعدد الكتب التي ألفها أو ترجمها و لكن أهميته هي في عمق الدراسات التاريخية التي كتبها . كنت مرة في مكتبة في بيروت و إلتقيت صدفة برئيس قسم التاريخ في الجامعة اللبنانية و كان يسأل إذا كان يوجد كتب جديدة للأب البير ابونا ثم نظر إلي قائلا « لا شك أنت تعلم أن كتاب أدب اللغة الآرامية هو مرجع علمي ليس لطلابنا فقط و لكل من يبحث في تاريخ السريان «.

كتب الأخ سمير «من هنا نقول لمعلمنا ألبير أبونا ان الملعب )التاريخ الكنسي) هو ملعبك (اختصاصك) لذا ندعوك ايها العزيز ان تكمل المشوار ..» بعض إخوتنا الذين لا يميزون بين مرجع علمي و بين بحث تاريخي مسيس يروجون أن الباحثين المتخصصين في التاريخ الكنسي ليس لهم أي وزن في تاريخنا القومي .

أن المؤرخ البير ابونا له الكلمة الفاصلة لأنه ضليع بالمصادر السريانية و مطلع على المراجع العلمية حول ميادين عديدة تخص شعب السورايي أي السريان/ الآراميين !والأب المؤرخ البير ابونا هو من أشجع المؤرخين السورايي و قد خلق تيارا قويا بين إخوتنا الكلدان الذين إستنادا الى ابحاثه صاروا يجاهرون بإنتمائهم الآرامي .

ثانيا - الآرامية في أبحاث الأب البير ابونا .

لقد أعاد الأب البير ابونا طبع كتابه « أدب اللغة الآرامية» سنة 1995 و في الصفحة الأولى قصيدة له باللغة السريانية تبدأ « يا أبناء الأمة المحبوبة...» و لكنه لم يذكر إسم هذه الأمة ( ربما الأمر هو طبيعي عنده ) و في الصفحة التالية في المقدمة يكتب « ظهر الآراميون ...» و في الفصل الأول صفحة 10 عنوانه « الآراميون و الآرامية «. بالنسبة الى الأب البير ابونا شعب السورايي ينتمون الى الآراميين ! قبل عدة سنوات نشر الأب البير ابونا دراسة مهمة جدا و هي» البحث عن قومية « لا يزال منشورا في عدة مواقع .و قد أكد الأب البير ابونا أن الشعب الاشوري قد ذاب و إنصهر و غاب ذكره عن مسرح التاريخ .

و كان للمسيحيين الآراميين، كما قلنا، حضور مكثّف في المنطقة الواقعة جنوبي المداين التي سُميت منطقة « بيث ارامايي». و هي المنطقة التي كانت تُدعى سابقاً «كلدو» او «كلدي». و لقد ظل المسيحيون الآراميون في بلاد بين النهرين، بالرغم من الاضطهادات التي تعرضوا لها عبر الاجيال الطويلة، و لم يترددوا في تقديم الألوف من الشهداء في سبيل الايمان. و لكنهم صمدوا ومايزالون صامدين في ايمانهم و تقاليدهم. و هنا اتساءل بكل موضوعية و بدون أي تزمت :

ألا نكون نحن، سكان هذه البلاد ، أحفاد هؤلاء الأقوام الآراميين؟

ولماذا لا تكون قوميتنا الحقيقية «آرامية»، و هي التسمية التي قد يكون من شأنها أن تضم جميع المسيحيين تحت خيمة واحدة، مهما اختلفت ميولهم و طوائفهم الدينية؟» و لكن للأسف الشديد الأحزاب الكلدانية الجديدة لم تأخذ برأي هذا العالم المتخصص المتواضع .

لقد نشر الأب البير ابونا في 29 حزيران مقالا جديدا عنوانه» هويتنا القومية؟» .. و مرة ثانية يؤكد الأب البير ابونا هويتنا الآرامية و ينتقد السياسيين»فالقومية لا تُباع ولا تُشترى بالمال. إنها دم يغلي في عروقنا وطبيعةٌ تنعش طبيعتنا. فجلّ ما اتمنـاه هو ألا ينساق الناس الى السير في مسالك قوميـة لا تمتُّ الى الحقيقة بصلـة، بل ان يكونوا منصفين تجاه أنفسهم وتجاه التاريخ الذي سيحاسبهم على كل خطأ مصيري يقترفونـه. فالتاريخ، الذي يجب ان يكون الركيزة الصحيحة لتمييز القوميات، لن يرحم اولئك الذين يجرّون شعوبهم في سبل تؤدي الى الضياع. «. و ينتقد التسمية المثلثة المصطنعة « انها تسمية ان دلت على شيء فهي تدل على مدى انقساماتنا وتأرجحنـا في شأن أصلنا، وترددنا في اختيار قوميتنا الحقيقيـة. «

الأب المؤرخ البير ابونا يعتمد على المصادر السريانية و يؤكد أن إسمنا و هويتنا أو قوميتنا التاريخية هي الآرامية .وما هو مصدرنا التاريخي والعلمي هل نحن قومية واحدة ام ثلاث الاهم من كل هذا هو: اية تسمية واحدة جامعة هي الاقرب الى الحقيقة!

الخاتمة :

أ - الأب البير ابونا يؤكد أن هويتنا التاريخية هي الآرامية و الأخ سمير يتجاهلها فهو يكتب « (نحن الشعب المسيحي – شعب كنيسة المشرق – السوراي – السريايي – مسيحيوا الشرق ،،،،،، اية تسمية واحدة جامعة،،،،،) لما هذا التجاهل الفاضح !

ب - الأب البير ابونا يرفض التسمية الثلاثية لأن إسمنا و هويتنا الموحدة هي الآرامية . لم نفهم ما المغزى من هذا السؤال « هل نحن قومية واحدة ام ثلاث ؟» .

ج - كتب الأب البير ابونا « فالقومية لا تُباع ولا تُشترى بالمال...فالتاريخ، الذي يجب ان يكون الركيزة الصحيحة لتمييز القوميات،...ولماذا لا تكون قوميتنا الحقيقية «آرامية»، و هي التسمية التي قد يكون من شأنها أن تضم جميع المسيحيين تحت خيمة واحدة، مهما اختلفت ميولهم و طوائفهم الدينية؟»

د - ينطلق الأب البير ابونا من تاريخنا و يقول بكل صراحة إن التسمية الآرامية هي التسمية الصحيحة .

أختصاصي في تاريخ الآراميين ــ فرنسا

بتصرف عن مقال : الأب ألبير ـبلونا وحوار الطرشان ــ التنظيم الارامي الديمقراطي