متعة العمل مع سعدون العبيدي

متعة العمل مع سعدون العبيدي

فاضل جتي

في العام 1988 تلقيت دعوة من استاذنا الكبير (سعدون العبيدي) للانضمام الى فرقة الرسالة المسرحية.وفعلا التقيت به في دائرة السينما والمسرح بصحبة المخرج السينمائي المرحوم (عبدالسلام الاعظمي) والمخرج الدكتور عبدالرحمن التميمي لتكون لنا وقفة جادة مع (منجز فني)يسجل في تاريخ الفرقة المسرحية .

وبالفعل حظينا بالموافقة على تناول قصائد الشاعر (رسول حمزاتوف)وتم إعداد هذه القصائد اعدادا وتأليفا مسرحيا في قالب مسرحية (تعويذة الكابوس مكعب) للدكتور عبدالرحمن التميمي شاركت فيها مخرجا ضمن مهرجان منتدى المسرح السادس ..

كان للاستاذ الكبير سعدون العبيدي دورا في متابعة كل صغيرة وكبيره في العمل.بل كان قريبا من افكار الشباب في ذلك الوقت ويشاركنا التحليل والرؤى الاخراجيه لعمل التعويذه..فعلا كان بمثابة الموجه الحقيقي والداعم لكل افكارنا ،الله يحفظه كان العين الثالثه لنا ،وبالفعل حققنا منجزا للفرقة في اعلان النتائج في الكرنفال الذي شهدته قاعة الرباط في العام 1990وحضره وزير الثقافة والاعلام الاسبق (حامد يوسف حمادي ) وليعلن من على المسرح استاذنا الكبير المخرج مقداد مسلم الذي كان يتبوأ منصب مدير منتدى المسرح فوز العمل بثلاث جوائز وهي فوزي بجائزة افضل مخرج والجائزه الاولى لافضل ممثل من حصة الممثل د.الرحمن التميمي وفوز العمل بجائزة افضل إضاءه..هذا الفوز لم يأت مجاملة كما الان في توزيع الشهادات والدروع .بل جاء من قبل لجنة رصينة وعلمية برئاسة الاستاذ مقداد مسلم وعضوية الفنان المرحوم صادق علي شاهين والفنان المرحوم عزيز عبدالصاحب والفنانه الكبيرة المغتربة فوزيه الشندي حفظها الله.

حقيقة العمل مع الاستاذ سعدون العبيدي ممتع للغايه ،كان بالنسبة لنا الاخ الكبير والانسان الطيب الداعم الحقيقي لكل تجارب الشباب..كان يمني النفس بان نختار من نجوم التمثيل العراقيين للعمل معهم من خلال إصراره على تواجدنا معهم في دائرة السينما والمسرح.كان يتصل بنا كثيرا ليكسر حالة الاستاذ مع الشباب والعمل معهم بروحية الشباب وافكارهم المتسرعة لنجد اعمالنا وقد (تشذبت)من جديد دون ان نعلم وبما يخدم الفن المسرحي بشكل عام ومسرحيات الفرقة بكل عناصرها الدرامية واسس بنائها بشكل خاص.

سعدون العبيدي اسم كبير في عالم الاخراج والكتابة والتمثيل.ليس في المسرح فحسب بل تعدى ذلك فكان مؤلفا وممثلا لاغلب الأعمال الدراميه في التلفزيون.والأجيال السابقة تتذكر أعماله الجادة والجميلة الذي بقيت عالقة في اذهاننا لحد اللحظة، ومنها السهرة التلفزيونية (المكحله)وغيرها من الاعمال الذي يشار لها بالبنان في عموم خارطة الابداع التلفزيوني والدرامي .