بليغ لحن شرقي مسكون بالشجن

بليغ لحن شرقي مسكون بالشجن

أحمد السماحى

مرّ ربع قرن على رحيل الموسيقار «بليغ حمدى»؛ هذا البحر المتلاطم بالنغم الشجى الرائع، والزاخر بالأصالة الخلاقة القادرة على منحنا السعادة والنشوة. بليغ هو الوحيد القادر على أن ينتقل بك من كرنفالات الفرح الصاخبة إلى غيابات الحزن الهامس، ومن حسية الحب إلى صوفية العشق الإلهى ببساطة وسحر. بليغ؛ ذلك العبقرى الذى كتب شيكا على بياض على نفسه لمصر؛ تلك الفاتنة التى سحرته فحول حبه إلى نغمات ساحرة تليق بعظمة محبوبته.

وقد كانت حقبتا الستينيات والسبعينيات هما فترة الغزارة والتنوع اللحنى فى حياة الموسيقار بليغ حمدى، حتى إن البعض قال عنه إنه بين أغنية وأغنية لبليغ توجد أغنية أخرى له. بليغ الذى قالت عنه سيدة الغناء العربى أم كلثوم إنه «كالنهر المتدفق فى حاجة إلى بعض السدود حتى يتوقف تدفقه الهائل»، وقال عنه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب إنه مزيج بين أصالة النغم الشرقى والتجريب والتجديد فى الموسيقى المصرية، ووصفه الشاعر كامل الشناوى بأنه «أمل مصر فى الموسيقى»، وقال عنه توفيق الحكيم: «لقد عبّرت موسيقاه عن روح الوطنية ونبضت بكم هائل من الشجن فى ألحانه الفولكلورية والدرامية والعاطفية».

هذا التدفق اللحنى، وتلك الغزارة فى الإنتاج، كان وراءهما سر لا يعلمه الجميع ونكشف هنا عنه لأول مرة، وهذا السر كشف عنه بليغ بنفسه دون أن يدرى للكاتب الصحفى اللبنانى جورج إبراهيم الخورى. ففى أحد الأيام من عام 1973 أرخى بليغ رأسه على كتف الكاتب الخورى وهو يقول له: أنا سأموت! يومها شعر الخورى بأن بليغ قد أفرط فى الشراب، فربت على كتفه وهو يقول له: كلنا سنموت يوما ما. فرد بليغ: هذا صحيح ولكنى أعرف تماما متى سأموت وهذا سر عذابى. فرد عليه الكاتب اللبناني: أنت واهم يا صديقى. بليغ: بل أنا صادق يا رفيقى، فقبل أن أنام أصلى إلى الله أن يجعل مثواى الجنة لأنى أشعر بأنى لن أقوم من نومى، لهذا عندما أفتح عينى عند الصباح أو الظهر أحس بأنى سعيد، سعيد لأنى عشت يوما آخر، عشت يوما جديدا من أجل فنى. الخوري: هذا الشعور ينتاب كل فنان يختزن فى صدره موسيقى لم يفجرها بعد على الدنيا، هذا الشعور انتاب الكثيرين من قبلك ولكنهم لا يزالون أحياء يرزقون. قال الملحن بشغف: أما أنا فأريد أن أملأ الدنيا موسيقى وغناء، إننى أشرع بالتلحين الكثير لأنى أحب أن أستبق الموت، وإنى لأرجو ألا يفاجئنى الموت قبل أن أعزف سيمفونيتى الكبرى للعالم. الخورى: لا تخف ستعزفها فى يوم من الأيام. بليغ: لقد درست جميع أنواع الموسيقى وأصبحت ممتلئا منها، أمامى طريق طويل يجب أن أمشيه، وأمامى اتجاه يجب أن أعممه، عندى مدرسة يجب أن يزداد عدد خريجيها، أنا صاحب دولة موسيقية خاصة اسمها دولة بليغ حمدى، ولكن الرهيب العظيم الذى اسمه “الموت” يترصدني! هنالك قال جورج: ابعد هذا الشبح عن وجهك فأنت بخير يا بليغ. بليغ: ولكن أبى مات وهو فى الخامسة والأربعين، وأنا اليوم فى التاسعة والثلاثين ولن أعيش أكثر مما عاش أبى. جورج مداعبا: على فرض أن حدسك صادق لا سمح الله فمن سيكون بليغ الثانى من بعدك؟ بليغ بإشراق وتفاؤل: أخى.. فأنا عندى أخ ضابط فى الجيش، ولكنه موسيقى فذ وسيحمل المشعل من بعدي”. غير أن المفارقة أن شقيقه الذى تحدث عنه فى الحوار هو الذى مات فى سن صغيرة بعد حديث بليغ مباشرة، بينما عاش بليغ حتى سن الثانية والستين بالتمام والكمال. فى هذا الملف نقدم صفحات من حياته المفعمة بالقصص والحكايات التى تكشف كيف ارتبطت ألحانه العذبة بحياته الشخصية عبر مفارقات إبداعية غاية فى الرقة والإتقان.

منذ بدأ قلب بليغ حمدى يتفتح وهو يشبه قطرة “الزئبق” التى من الصعب أن تقبض عليه يد، ومهما حاولت تسللت من بين أصابعك. هذه الطبيعة هى التى جعلته بطلا لمغامرات عاطفية عديدة، لم تصل أى منها إلى نهاية المطاف، وأشهر هذه المغامرات كانت خطبته السريعة القصيرة للفنانة سامية جمال، لذا بدا غريبا أن يتزوج بليغ وأن يدوم زواجه، وكان للزوجة الأولى قصة شكلت حنجرة سيدة الغناء العربى أم كلثوم لتكون بمثابة مذكرات شخصية لبليغ يحكى من خلالها بألحانه وكلمات أغانيه أوجاعه وأفراحه، فتعالوا بنا نعرف قصة الزواج الأول لعبقرى النغم:

عام 1960 فى ضاحية الزمالك الهادئة والراقية معا، استأجر “أنور منسي” عازف الكمان الشهير شقة أنيقة فى العمارة رقم 17 بشارع يحيى إبراهيم، حاول أن يجعل منها شرنقة تلتف حول أحزانه وضمادة تجمع قلبه الذى تناثرت شظاياه، فالخيط الذى كان يربطه بالفنانة صباح الزوجة الحبيبة تمزق، ومعه تمزق وتر السعادة فى كمانه، الأنغام المرحة التى كانت تخرجها آلته تحولت إلى أنين، وصراخ مكتوم، وعويل خفيض، وبقدر ما يكون الجرح عميقا بقدر ما تكون بلسمته صعبة، وجراح “أنور” كانت أكثر من عميقة، كانت غائرة، أشبه بمغارة نرى لها مدخلا ولا نعرف لها مخرجا، وفى الحب الكبير نستعذب حتى الأحزان.

وبمرور الأيام بدأ العازف الحزين يفتح باب شقتة، وباب قلبه، وفى أحد الأيام دخلت “آمال حسن تحيمر”؛ هذه الساحرة الصغيرة من باب الشقة، وتمنى لو أنها دخلت من باب القلب، وفى آحد الأيام وآثناء جلوسهما معا فجأة رن جرس الباب فتوقف أنور عن العزف، وغاب دقيقة أو أقل وعاد ومعه شاب قصير ممتليء القوام، أسمر وقال لها: ده صديقى الملحن بليغ حمدى.. ودى آمال يا بليغ أو ميمى بنت صديق لى، قالت آمال: تشرفنا، طبعا عارفاه.. وبسمع ألحانه الجميلة، وراح بليغ يقلب الاسم على شفتيه كأنه يختبر رنين حروفه وقال وهو سرحان ميمى.... ميمى.

كانت البسمة مستقرة على شفتى بليغ أكثر من الكلمات، وغاب أنور عن ضيفيه دقائق أكمل خلالها ارتداء ملابسه، وعاد إلى الصالون ليجد الألفة قد استقرت فى النفسين، كان يناديها: “ميمى”، وكانت ترد: “ بلبل”، واندهش أنور مما حدث وقال ببساطة: أنا رايح معهد الموسيقى العربية فى رمسيس توصلينى يا آمال؟، وردت آمال: طبعا، ثم سألت: معاك سيارة يا بلبل؟ وأجاب: لا، فأضافت: إذن اتفضل معانا. ثم وهما فى الطريق تكلم بليغ كثيرا وهو سعيد، ودندن بأغنيته الجديدة “ حب أيه اللى أنت جاى تقول عليه / إنت عارف قبله معنى الحب إيه لما تتكلم عليه”، ووصلت السيارة إلى معهد الموسيقى العربية، وقبل أن ينزل بليغ من السيارة سألته آمال أغنية مين دى يا بلبل؟ رد عليها بنشوة وسعادة: أغنية الست، كان بليغ قد تخطى الأسوار العالية، الأسوار التى عجز عن تخطيها الكثير من العمالقة، ووصل بمجهوده وأنغامه التى تبعث فى القلب رعشة إلى ذلك الصوت السماوى الذى تعجز الكلمات عن وصفه. كان بليغ قد لحّن لأم كلثوم بعد أن لحّن لعبد الحليم حافظ وصباح وشادية.

وفى اليوم التالى بحث عن رقم تليفون منزل آمال وهاتفها وقال لها: طمنينى. فسألته: على أيه؟ وأضاف: على اللحن اللى سمعته ليكى امبارح فى السيارة، فقالت بصدق: جنان يا بلبل، وغاب صوته لحظات ثم عاد يقول: إنتى أول واحدة تسمعه، شعرت آمال يومها بأنه أهداها القطفة الأولى من ثمار فنه، وتكررت الاتصالات التليفونية بين العاشقين.

فى أحد الأيام، تلقت آمال مكالمة من صديقة لها تحدثتا فيها عن الموضة والأزياء وتسريحة شعر فاتن حمامة الجديدة، وبعدها رن جرس التليفون فاعتقدت أن صديقتها نسيت أن تقول لها شيئا، فإذا بها تجد صوتا نسائيا يسألها: إنتى آمال، فقالت لها: نعم، حضرتك مين؟ فردت: أنا واحدة يهمها مصلحتك، أنت تعرفى بليغ حمدي؟! آمال: ده صديق عزيز. المتحدثة: أحسن تبعدى عنه. آمال: مين معايا؟ المتحدثة: واحدة سبقتك واتعذبت وعاوزة ترحمك من العذاب! آمال: شكرا على نصايحك، ولكنى لا أعتقد إنى فى حاجة لها. وأغلقت المتحدثة التليفون وهى تقول لها: بكره هتندمى!

وحكت آمال لبليغ ما حدث معها، فنظر إليها وقال لها: قبلك يا آمال عرفت ستات كتير بس انتى أول حب حقيقى فى حياتى، وصحبها فى نفس اليوم إلى بيت أسرته ورحب بها الجميع، ووجدت فى حرارة الترحيب ما أنساها بعاد أسرتها التى تعيش فى الإسكندرية، وبعد أن تناولت معهم وجبة الغداء، أوصلها بليغ لمنزل خالتها وذهب هو إلى مسرح “ البالون” حيث كانت تجرى بروفات أوبريت “مهر العروسة”، وقرب الفجر دق جرس باب الشقة، ودخل بليغ وسط ذهول ودهشة آمال وخالتها، وقال لها “ تتجوزينى يا آمال”؟!! وسافرا العاشقين للإسكندرية واستقبلتهما الأسرة بفرحة كبرى، و شعرت الأم أن ابنتها سعيدة، وأن صانع سعادتها هو ذلك الشاب القصير الذكى العينين الذى جاء معها، وانتهت الأمور الشكلية بسرعة، ورنت الزغاريد، وبسرعة تم الزواج، كان الهناء عنوان العام الأول من زواج العاشقين، والقلق والطلاق عنوان العام الثانى للزواج، والعودة والرجوع والمتاعب حصيلة العام الثالث، وكل هذا بسبب “مود” بليغ الفنى، ونجاحه الكبير وعدم استقراره.

وفى وسط كل هذا النجاح والصخب أتت لآمال مكالمة مجهولة يقول صاحبها: أتريدين معرفة أين بليغ الآن؟ قالت طبعا، وهمس صاحب الصوت المجهول: إنه يقضى وقتا ممتعا، وأضاف ببرود: هذا شىء يسعدنى، وضحك المتحدث ضحكة صفراء خبيثة وقال: لا أظنك ستكونين سعيدة لو أنك توجهت إلى شارع عدلى رقم كذا..

أملاها المتحدث المجهول رقمين، وليس رقما واحدا، الأول رقم العمارة، والثانى رقم الشقة، ثم اندفعت إلى العنوان المحدد. أمام العمارة توقفت واكتشفت وهى تغادر السيارة أنها حافية القدمين، وصعدت درجات السلم بسرعة، ولم تنتظر وصول المصعد، ودقت الباب بعصبية وجنون، وفتحوا لها بعد لحظات بدت لها دهرا وجدت الزوجة الصغيرة أمامها مشهدا لم تنسه أبدا، كان بليغ يجلس مع شاعر غنائى معروف، وسط فتاتين فائقتى الجمال، وأمام الجميع كانت مائدة عامرة، ووسط المائدة زجاجتا خمر.

لم تقل آمال شيئا، فالكلمات كانت عصية على لسانها وشفتيها، ولم يتكلم أى من الحاضرين، وحين عادت إلى منزلها وهى لم تدر أبدا كيف فعلت ذلك كانت الحمى قد أنشبت مخالبها فى جسدها، وحين أفاقت من غيبوبة طويلة وجدت شقيقتيها حول سريرها، وقالت لها أختها “صافي” أن بليغ لم يجئ ولم يتصل، ورفعت “آمال” جفونا أثقلتها الحمى وأذبلتها الأحزان، وقالت: أنا اتخذت قرارا، وسألتها شقيقتها الصغرى “هدي”: خير يا أبله، فقالت المريضة الشاحبة اللون: مافيش غير الطلاق.

وتم الطلاق، وسافرت المطلقة الحزينة إلى لندن لعلها تذيب أحزانها فى ضباب العاصمة الإنجليزية، أما بليغ فقد ابتلع مأساته، وعصر كل عذاباته فى أغنية جديدة للست أم كلثوم بعنوان “ أنا وأنت ظلمنا الحب بإيدينا».

وبعد سنوات ما بين لندن وبيروت ومصر رجعت آمال إلى مصر بشكل نهائى وفى طريق العودة عرجت على بيروت وفوجئت بعبد الحليم حافظ يتصل بها فى الفندق الذى تنزل فيه، ويرحب بها ويدعوها لقضاء سهرة فى بيت أسرة صديقة بالأشرفية ليسمع الجميع أغنية أم كلثوم الجديدة “فات الميعاد”، وليلتها استمعت آمال إلى مرثية حبها، أحست بكل حرف فيها وقد تحول إلى إبرة مسنونة تنغرس فى جسدها المضنى، وحين وصلت أم كلثوم إلى المقطع الذى يقول: إن كان على الحب القديم / إن كان على الجرح الأليم / ستاير النسيان نزلت بقى لها زمان”. هنا لم تستطع آمال أن تقاوم المزيد من وخز الذكريات.

وعادت آمال إلى القاهرة، وعلم بليغ بعودتها فاتصل بها وقال لها: يا حياتى مازلت أحبك، الطلاق انفصال جسدين، وليس قلبين، وفى يوم ثانى يقول لها: كيف تتهميننى بحب غيرك، وقد أعطيتك حب الأمس واليوم والعمر كله. وفى هذه الفترة تقدم لآمال عريس دبلوماسى من بلد عربى ووافقت على الخطوبة منه، وفى أحد الأيام قابلت بالمصادفة بليغ، وما أن مد يده إليها حتى تبخرت فكرة الزواج من الدبلوماسى، وفى عز سعادتهما دخل فجأة الميدان وحش مفترس، بدأ عود آمال يذبل ويذبل تحولت إلى شمعة تذوب بسرعة حتى مع اللهب الصغير، وكشف عليها الدكتور “فتحى طمارة” طبيب العائلة وقال لها بأسي: سرطان!.. رقدت فى الفراش وبدأت الشمعة الذائبة تفقد المزيد من هالات نورها، وفوجئت وهى فى الفراش بزيارة عبد الحليم حافظ، وحين انصرف وجدت تحت وسادتها مصحفا من ذهب وهدية قيمة، وفوجئت ببرقية من السعودية تصل إلى المستشفى ويغطى صاحبها نفقات العلاج كله، ودمعت العينان الذابلتان فقد كانت البرقية من زوجها الأول الأمير “ف”، وعادت المريضة المعذبة إلى أرض الوطن، سافرت يحدوها الأمل فى الشفاء وعادت حطاما آدميا، وأحاط بها الجميع وطلبت أن ترى بليغ وجاء بليغ وبكى بشدة عندما رأها، فمسحت دموعه بكفيها.. وقالت له: غنى لى يا بليغ أغنية فغنى لها “من أجل عينيك عشقت الهوى “ قصيدته الجديدة التى يلحنها لأم كلثوم.

وذات صباح كئيب من يوليو 1972 انطفأ السراج تماما، ماتت “آمال حسين تحيمر” الزوجة الأولى لبليغ حمدى، وماتت معها أجمل الذكريات.

بعد انتهاء علاقة الزواج الأولى التى ربطت بين بليغ حمدى وزوجته الأولى “آمال حسن تحيمر” ارتبط بقصة حب عنيفة مع الأديبة السورية غادة السمان، وقد نشر مؤخرا الزميل “أيمن الحكيم” بعض الخطابات العاطفية بينهما. هذه القصة تناولتها الصحف اللبنانية والعربية فى وقتها كل على حسب حريته، حيث كتبت مجلة “ الشبكة” اللبنانية خبرا كان عنوانه “غادة السمان تتزوج بليغ حمدي”، وجاء فيه: ينتظر أن يتم فى نهاية الشهر الحالى زواج الأديبة السورية غادة السمان من الملحن المعروف بليغ حمدى.. وكانت غادة قد سافرت إلى القاهرة منذ شهرين استعدادا لنيل الدكتوراه من جامعتها، وأكدت الأخبار أنها أقامت فى منزل بليغ حمدى. لكن آخرين تناولوا القصة بحذر، كما جاء فى مجلة “الموعد” اللبنانية التى كتبت خبرا بسيطا لكنه حمل الكثير من الدلالات.. حيث نشرت تقول: غادة السمان تهدى الملحن المصرى بليغ حمدى أحدث ديوان للشاعر الكبير نزار قبانى بعنوان “قصائد متوحشة”، وبليغ يختار منه قصيدة “أحبك جدا” ليلحنها وتغنيها الصوت الجديد عفاف راضى.

فى هذه الفترة طلب بليغ من صديقه الشاعر محمد حمزة كتابة أغنية تعبر عن قوة حبه لغادة السمان تقول كلماتها “ مافيش أحلى من الحب”، وتركه حمزة وبعد أيام رجع بكلمات الأغنية التى يقول مطلعها:

« وأمسك بليغ بعوده ولحن الأغنية فى ساعتين، وبدأ يرددها فى جلساته الخاصة وأعجب بها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، لكن بليغ رفض إعطاء الأغنية لأى مطرب، لأنها تجربة خاصة به، وهذا اللحن موجود منه كوبليه على الإنترنت بصوت بليغ، ونفس الكوبليه بصوت عبد الحليم حافظ، أما قصيدة “أحبك جدا” لعفاف راضى فهى القصيدة التى أرسلها لغادة السمان لتكون أول مستمعة لها لأنها تعبر عن حالته معها وتقول بعض أبياتها:

أحبك جدا، وأعرف أنى تورطت جدا

وأحرقت خلفى جميع المراكب

وأعرف أنى سأهزم جدا برغم ألوف النساء

الجدير بالذكر أن هذه القصيدة اختفت تماما بعد تلحينها، وغناء عفاف راضى لها ولم تذع سوى مرات قليلة جدا!

عن جريدة الاهرام المصرية