البلاط الملكي في سنواته الاولى..الملك فيصل الاول: جئنا لنبني وطنا وليس بلاطا

البلاط الملكي في سنواته الاولى..الملك فيصل الاول: جئنا لنبني وطنا وليس بلاطا

رفعة عبد الرزاق محمد

عندما زار الكاتب العربي الكبير امين سعيد بغداد للاطلاع على معالم نهضتها الحديثة في اوائل الثلاثينيات ، وجد ان العديد من المفارقات جديرة بالتسجيل والتوثيق ، وتقديمها في كتابه الاثير ( ايام بغداد )، ومن ذلك لقاؤه بالملك فيصل الاول ،

وهو صاحب الفضل الاول في تلك النهضة التي اوصلت العراق الى منزلة دولية مهمة بسياسته المتوازنة ، حتى اصبح العراق الدولة العربية الرائدة في دخولها عصبة الامم ونيلها الاستقلال في الثالث من تشرين الاول 2003 . ومما ذكره امين سعيد انه سأل الملك عن بساطة البلاط الملكي وعدم ملاءمته التطور الكبير للعراق ، لقد وجد امين سعيد بناية البلاط الصغيرة لا تتسع لمهمة البلاط الملكي ودوره الجسيم .

غير ان المفارقة كانت في اجابة الملك للصحفي العربي ، وهي اجابة حاسمة تحمل من الدلالات الشيء الكثير .. اجابه : لقد جئنا لبناء وطنا وليس بلاطا !

عندما تقرر قدوم الامير فيصل الى العراق قررت الحكومة العراقية المؤقتة برئاسة السيد عبد الرحمن النقيب تأليف لجنة من السادة : جعفر العسكري ورشيد الخوجه وعبد المجيد الشساوي وعبد الجبار الخياط وعبد الرحمن باشا الحيدري وفخري الجميل وفهمي المدرس وناجي السويدي ويوسف رزق الله غنيمة لغرض حل المشاكل الادارية المتعلقة باستقرار الامير وسكنه ( ج . الفلاح23 حزيران 1921) فاتخذت دار المشيرية في القشلة مقرا لسكناه مؤقتا ، ثم لنتقل منها الى قصر شعشوع ، وبعد التتويج في 23 اب 1921 اصبحت دار المشيرية مقرا للبلاط الملكي ، غير ان في اواخر نيسان تسربت مياه الفيضلن الى هذه الدار فانتقل البلاط مؤقتا الى محل سكنى الملك فيصل في قصر شعشوع ، وفي حزيران انتقل البلاط الى محله الجديد في الكسرة في بستان نشأة بك ، وفي 9 نيسان 1926تعرض البلاط لفيضان دجلة ( التفاصيل في مذكرات ناجي شوكة) فتم نقل مسكن الملك وبلاطه الى دار مناحيم دانيال في السنك ، وفي 26 نيسان عاد البلاط الى مقره السابق ، وبقي مسكن الملك في دار دانيال اذ اصبحت دار شعشوع غير صالحة ! وفي عام

1927 انتقل الملك مع اسرته للسكن في مدرسة الصنائع ، وهي البناية التي اصبحت فيما بعد مقرا لمجلس النواب في محلة الميدان مطلة على دجلة ..