جليل كمال الدين ، الإنسان والمناضل والكاتب والأكاديمي المخضرم

جليل كمال الدين ، الإنسان والمناضل والكاتب والأكاديمي المخضرم

د- عبدالاله كمال الدين

الحديث عن شقيقي الراحل البريفسور جليل كمال الدين لا يمكن اختزاله بمقالة قصيرة فقد عاش الراحل حياة حافلة بالاحداث الدراماتيكية والمواقف المصيرية بيد ان الضرورات تفرض نفسها في مجال المساهمة في ملحق" عراقيون " المكرس لاستذكاره.

بمبادرة مباركة من مؤسسة المدى لذا سنقتصر على التعريف به في سطور ليتسنى للقراء الوقوف على سيرته منذ ولادته الى تاريخ وفاته. ولد جليل كمال الدين عام ١٩٣٠ في قرية الكص في ضواحي مدينة الحلة واكمل دراسته الابتدائية في مدرسة الكص وهي المدرسة التي اسست بجهود والده مصطفى حسين احمد كمال الدين في فترة تولي المرحوم الدكتور مصطفى جواد ادارة مديرية تربية الحلة. ..

اكمل عام ١٩٤٨دراسته الثانوية في ثانوية الحلة. وحاز خلال وجوده في الثانوية على عدد من الجوائز في فن الخطابة والانشاء الادبي . شارك عام ١٩٤٩ في التظاهرات الجماهيرية في مدينة الحلة ضد معاهدة بورتسموث الجائرة فالقي القبض عليه وعلى شقيقه خليل ووالده مصطفى ، حكم علي جليل بالسجن ثلاث سنوات واودع في سجن الكوت ، وحكم على خليل بالسجن سنتين امضاها في سجن نقرة السلمان وحكم على والدهما بالسجن ستة اشهر في سجن بغداد المركزي. بعد انتهاء مدة محكوميته عمل موظفا في معمل نسيج الكاظمية( معمل الوصي عبدالاله) وشارك في الاحتجاجات ضد حلف بغداد ففصل من الوظيفة.

التحق في عام ١٩٥٥بقسم اللغة الانكليزية في دار المعلمين العالية ( كلية التربية) وتخرج فيها في العام الدراسي ١٩٥٩- ١٩٦٠. عين مدرسا للغة الانكليزية في متوسطة الجمهورية في مدينة الحلة . القي القبض عليه مطلع عام ١٩٦٠ بتهمة الاساءة للاستخبارات العسكرية على اثر نشره مقالا في جريدة صوت الاحرار يتهم فيها الجهات الامنية بالتواطئ مع زمرة المنفذين لمحاولة اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم فحكم عليه بالسجن لمدة عام في سجن نقرة السلمان ثم اطلق سراحه بتوسط اتحاد الادباء وشخصيات وطنية اخرى.

نشر خلال فترة دراسته في دار المعلمين العالية ترجمة لرواية " رجال وفئران" لجون شتاينبك. فضلا عن ترجمته للعديد من القصائد الشعرية لشعراء مختلفين. غادر عام ١٩٦١ الى موسكو والتحق بجامعة موسكو للحصول على الدكتوراه في تاريخ الادب وخلال دراسته نشر كتابه المهم" الشعر العربي الحديث وروح العصر" عن دار العلم للملايين في بيروت. ،. وترجم العديد من الروايات والدراسات لصالح دار التقدم ،. كما ارتبط بعلاقات وطيدة بعدد من المستشرقين في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق فضلا عن علاقته بابرز الادباء والكتاب العرب والعراقيين وفي مقدمتهم الشاعر عبد الوهاب البياتي والدكتور صلاح خالص والروائي غائب طعمة فرمان. عاد الى العراق عام ١٩٧٢ وعين تدريسيا في قسم اللغات الاوربية في كلية الاداب / جامعة بغداد ( تحول القسم بعئذ الى كلية اللغات) وواصل انجاز عشرات الكتب المترجمة في موضوعات ادبية وتاريخية واعلامية ، ووصل مجموع ما انجزه الى ثمانين كتابا.

القي القبض عليه مطلع عام ١٩٨٦ بتهمة الانتماء الى خلية شيوعية في منطقة ديالى نفذت عملية اغتيال ضابط مخابرات. فحكم على معظم افراد الخلية بالاعدام . وحكم على جليل بالسجن المؤبد. اطلق سراحه بموجب قرار العفو العام نهاية ١٩٨٨ وبمناسبة انتهاء الحرب العراقية الايرانية. لقب بامير الترجمة من الروسية ومنح جائزة الابداع في الترجمة عام ٢٠٠١ عن ترجمته لكتاب" في جدلية التراث والمعاصرة ". اصيب عام ٢٠٠٧. بجلطة دماغية وعانى من الشلل النصفي لفترة سبع سنوات ثم توفي في تموز عام ٢٠١٤.