كنيسة الميدان ، اقدم كنائس بغداد

كنيسة الميدان ، اقدم كنائس بغداد

اعداد : رفعة عبد الرزاق محمد

منذ القدم وقبل تأسيسها سنة 145 هجـ ، عرفت بغداد مدينة السلام بكثرة كنائسها ووجود المسيحيين باعداد كبيرة ، غير ان يد الحدثان وما تعرضت اليه هذه المدينة من غزوات واحتلالا ، فضلا عن نكبات الطبيعة ، ام تبق من تلك الكنائس القديمة شيئا ، حتى عدت كنيسة ام الاحزان المشيدة في القرن السابع عشرهي اقدم الكنائس الموجودة .

وسأقدم هنا تعريفا بهذه الكنيسة التي يؤمها المسيحيون والمسلمون سواسية ، حتى لتجد في بعض الأحيان عدد المسلمين ، ولا سيما النسوة منهم اكثر من المسيحيين ، طلبا للبركة والمثوبة .

ما ان تخل فناء الكنيسة الواقعة في محلة رأس الكنيسة في شرق محلة الميدان ( اليوم تقع مطلة على شارع الخلفاء بجوار بدالة الباب المعظم ) ، حتى تواجهك لوحة كتبت عليها (كنيسة القديسة مريم للارمن الايرثوذكس شيدت 1639-1640) . اذ ينسب تأسيسها بمبادرة من ضابط المدفعية الارمني كيورك نازاريتيان (كوك نزار) في عهد السلطان مراد العثماني. وقد تم جلب بعض ذخائر (الجنود المسيحيين الاربعين) الذين استشهدوا في سيفاز (سبسطية) ووضعها في المشكاه في الجدار الايسر للكنيسة.

اثناء اعادة بناء الكنيسة خلال (1967 ـ1970) في عهد قداسة الكاثوليكوس فاسكين الاول واسقفية المطران اسو عيك غاز لريان وبنفس مواصفاتها الاصلية على نفقة المحسن ارام غريبيان عثر على الصندوق المزخرف المثمن الاوجة من المرمر محتويا على الذخائر ومحفورا فيه بالحروف الارمنية التاريخ الموافق للسنة 1663 ميلادية وقد اعيد وضع هذا الصندوق في محلة بالكنيسة.

كتبت الأستاذ شيماء علي فليح : عند عبور البوابة ستدخل الى باحة مستطيلة الشكل تحوي على احد ابراج الكنيسة وتحوي على بوابة لكن هذه الاخيرة اغلقت واصبح الدخول من الجهة الاخرى للكنيسة، وسيلفت انتباهك بالتاكيد وجود نخلة شامخة داخل الباحة. تطل شبابيك الكنيسة التي بشكل اقواس نصف دائرية على هذه الباحة . عند انعطافك لليسار ستدخل من فتحة جانبية تحيطها الاشجار ليقع نظرك على باحة داخلية كبيرة مضلعة الشكل ممتلئه بالحمام الزاجل تزينها اشجار الزيتون وتطل عليها شرفات من الطابق الثاني بشكل اقواس وتطل عليها شبابيك بذات الشكل. غلفت الجدران المحيطة بالباحة بالطابوق الاصفر (الجفقيم) وعمل من الطابوق زخارف مختلفة. داخل الكنيسة ستجد فضاء مثمن الشكل تعلوه قبة يزينها الزجاج الملون، زينت جدران هذا الفضاء باللوحات التي توسطتها لوحة كبيرة للسيدة مريم العذراء، في هذا الفضاء يوجد صليب كبير من الحديد توضع بداخله الشموع التي توقد لطلب الحاجات ومن هذا الفضاء يتم الانتقال الى فضاء مستطيل صغير نسبيا هو فضاء انتقالي يمثل فضاء الدخول للقاعة حيث تفتح عليه بوابة الدخول من فضاء ايقاد الشموع والبوابة الاخرى في الجهة المقابلة التي يتم الدخول منها للكنيسة من الباحة الامامية يفصل بين هذا الفضاء وفضاء القاعة حاجز من الحديد على شكل زخرفة لنجمة ثمانية متكررة، بعدها يتم الدخول الى قاعة الكنيسة اما من فتحة من اليمين او من فتحة من اليسار. القاعة مستطلية الشكل بابعاد 6.5 *13 جدرانها الجانبية تحوي فتحات بشكل اقواس تمثل شبيابيك هذه الاقواس بارزة للخارج مكونة خسفة للداخل لتعطينا تكسرات بالجدران، كل جدار يحوي 3 فتحات واحد هذه الفتحات تمثل بوابة للخارج. القاعة مسقفة بالاقبية والتي تحو بدورها فتحات لدخول الانارة لداخل القاعة, القاعة بارتفاع طابقين وتطل عليها من الطابق الاول شرفة يتم الوصول اليها من درج جانبي والشرفة يفصل بينها وبين القاعة ذات الحاجز بالطابق الارضي الذي زخرف بالنجمة الثمانية, للقاعة مذبح بسيط تزينه الشموع والثريات يفصله عن القاعة ثلاث درجات.

تعد الكنيسة اليوم مزار للمؤمنين من جميع الاديان والطوائف, حيث يتدفق عليها الزوار من المسلمين والمسيح وما يشد الانتباه كثرة عدد المسلمين الزائرين مما يشيد بمكانة وبركة هذه الكنيسة