رحيل فقيه الخط العربي يوسف ذنون

رحيل فقيه الخط العربي يوسف ذنون

قبل اشهر قليلة رحل فنان الخط العراقي يوسف ذنون (1931 - 2020) الذي عُرف بـ " فقيه الخط العربي" و"شيخ الخطّاطين العراقيّين"، في مسقط رأسه الموصل، حيث توفي في أحد مستشفياتها إثر تردي حالته الصحية في شهر تموز الماضي .

عمل ذنون مدرساً، وبرع في الرسم صغيراً وبدأ شغفه بالحروف ورسمها من دفاتر المدرسة المبكرة، وقد تعلّم الخط بشكل ذاتي قبل أن يحصل عام 1966 على شهادة من الخطاط التركي حامد الآمدي، وهذه إحدى الإجازات صعبة المنال، إذ لم يكن الآمدي يمنح شهاداته إلّا بعد أن يتأكّد من قدرة الخطّاط على الكتابة بكافة أنواع الخطوط العربية.

اشتهر "شيخ الخطّاطين" بالكتابة على العمارة الإسلامية، فعرفت خطوطه في مساجد العراق مثل "جامع النوري"، و"جامع المثنى" و"جامع فخري شنشل"، والأخير يضم 300 متر من الكتابة قسمٌ منها نقش على الحجر وآخر على الجص وآخر على القاشاني، وقد صنع الفنّان قلماً خاصاً به من المعدن يحمل الحبر بطريقة معينة لكي يكتب مباشرة من دون قوالب.

للراحل نقوش على أكثر 250 مبنى في بلدان مختلفة، من بينها جامعة الموصل التي كتب على بوابتها "وقل ربي زدني علماً" بالثلث الذي يصفه بأنه "أشرف أنواع الخطوط". كما كتب أبجدية لشركة سويسريه تمثّل مختصرات مرسومة لكلمات ومصطلحات.

اعتُبر ذنون واحداً من "سحرة الأرض" الذي ضمهم كتاب أصدره "مركز بومبيدو" عام 1989 في فرنسا وضمّ مئة فنان من الأمهر في مجالاتهم حول العالم والذين يشكل فنهم تحولاً فيها.

هذا المقال كتبه الاكاديمي والباحث المعروف الراحل عمر الطالب عن صديقه ذنون ايوب ونشره اعلام موسوعة الموصل.