فـي يوم المرأة العالمي..متظاهرات: مسيراتنا رد صاعق على من حاول تهميشنا

فـي يوم المرأة العالمي..متظاهرات: مسيراتنا رد صاعق على من حاول تهميشنا

 متابعة الاحتجاج
رسمت النساء العراقيات اليوم صورة جديدة لعراق المستقبل الذي تتمناه الغالبية من المتظاهرين، صورة ملوّنة لا يطغى فيها الأسود على الزهري أو الأحمر مثلاً، كما لم يحدث العكس، اجتمعن فيها من مختلف الأجيال والخلفيات الدينية والثقافية والاجتماعية، بصوت واحد ضد الرجعيّة والسلطات القمعية.

وفي خمس محافظات، بابل والنجف وذي قار وكربلاء والبصرة الى جانب بغداد، علت الأهازيج الثورية بأصوات النساء، وعلى اللافتات اللاتي حملنها، يؤكدن فيها على قوة الكيان النسوي الذي حاولت الأحزاب الدينية طيلة السنوات الفائتة إخفاءه وتأطيره في حدود وأدوار أقل من إمكانياته وتأثيره الحقيقي في المجتمع.
وجاءت هذه المسيرات الحاشدة، بعد أسبوعين تقريباً من هجمات منظمة على النساء المشاركات في التظاهرات، في مواقع التواصل، من قبل جهات منالمتعصّبين.
تصف المتظاهرة أسيل مزاحم، مشاركتها ليوم الخميس، في المسيرة النسوية قائلة "شعرنا أننا في مكاننا الطبيعي، نساند شبابنا في صناعه القرار واختيار مصيرنا".
ومن الرسائل التي أرادت المتظاهرات إيصالها عبر هذه المسيرات، أن "المرأة العراقية كانت وما زالت سنداً وذخراً لبلدها وأولاد بلدها، ولن تتخلّى عنهم" وفق المتظاهرة ميّاسة.
وتتمنّى ميّاسة أن تشهد هذه المرحلة وما يتبعها "إعادة الاعتبار للمرأة العراقية كقوّة جبّارة وإنسان كامل الأهلية والحريّة والإرادة، مثلها الرجل" مضيفةً "لا ثورة من دون المرأة".
وتقول زينب "رسالتي هي أن نعطي النساء الفرصة للمشاركة في كل شيء".
من جهتها، ترى المتظاهرة بان ليلى أن مطلب العراقيات من خلال هذه المسيرات هو "مطلب الثورة نفسها باعتبارها ورقة ضغط، خصوصاً أن الحكومة ماطلت بما فيه الكفاية" في تحقيق مطالب المتظاهرين.
وتقول بان إن المسيرات أيضاً خرجت منتفضة على "الطعن والرجعيّة في خطابات قادة الميليشيات ضد تواجد النساء في ساحات الاعتصام".
تشاركها المتظاهرة مرح هذه الفكرة، بإضافة تفصيل أن المسيرات تبعث رسالة للمتعصبين، هي أن "الدين لا يقتصر على حجاب وصوت المرأة واختلاطها بالرجل و كلمّا انتقدتمونا سنعلي صوتنا أكثر وأكثر".
وتصف ما شاهدته أثناء مشاركتها في الاحتجاجات "لا أنسى صوت امرأة عجوز كانت تجر نفسها جراً وهي تصرخ وتنادي باسم العراق".
وتتابع قولها "أمّا الشبّان كانوا قد شكلّوا حزاماً يطوقنا بهدف حمايتنا من أي هجوم محتمل، رأيت رجلاً يمشي مستعيناً بعكّاز معهم، أعتقد أنه مصاب، وعلى الرغم من ذلك أصرّ على دعمنا".
في ذات السياق، تقول المتظاهرة نسرين "هذه المسيرة تحت هكذا سلطة غليظة الذهن جاهلة العقل غافلة عن التقدم ستكون ردا مباغتا وصاعقا لعقولهم، عقولهم التي حاولت كيّنا ووضعنا في موضع هامش، خروج النساء بهذه الكميات الملفتة وقيادتها للمسيرات وكتابة الشعارات يعبر عن رغبتها في إسقاط الكثير من المنظومات التي تقيّدها وتحد من حضورها".
وتتفق أمينة معها بالقول إن "المرأة جزء أساسي في المجتمع. انتهى زمن التهميش" مضيفة لـ"ارقع صوتك": "نريد إلغاء فكرة أن المرأة خلقت للطبخ والتربية فقط، نحن نعيش في هذا الوطن، ولنا حقوق، خرجنا نطالب بها".
ونشرت الناشطة تبارك منصور، أمس الأربعاء، صورة لها في إحدى التظاهرات، تحفّز من خلالها النساء لنشر صورهن أيضاً دعماً للمسيرات النسوية، وبالفعل شاركت عشرات النساء معها صورهن.