أمين معلوف.. كَتَب للغرب عن الشرق وسحره

أمين معلوف.. كَتَب للغرب عن الشرق وسحره

بعد عام من اندلاع الحرب الأهلية في لبنان رحل الروائي أمين معلوف لإلى باريس ليمارس مهنة الصحافة مجدداً.
قلد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الكاتب اللبناني والروائي اللبناني، أمين معلوف، وسام الاستحقاق الوطني.وجرت المراسم في قصر الإليزيه يوم 29 شباط 2020 وذلك تقديراً لعطائه وجهوده وإنجازاته في عالم الآداب.

وفيما يلي نبذة عن حياة معلوف وإنتاجاته الأدبية التي نشرت بأربعين لغة حول العالم.
أبصر أمين معلوف النور في حي بدارو في 25 شباط 1949 في العاصمة اللبنانية وتعلم في مدارسها حاصلا على شهادة في علم الاجتماع في جامعة القديس يوسف الفرنكوفونية في بيروت.
ويقول أمين معلوف إن كون الشخص مسيحيا في الشرق "يخلق لدى المرء أحساسا بأنه هامشي" رغم أن عائلة معلوف كان لها باع طويل في الشعر والأدب العربيين، فأحد أعمامه ترجم أعمال موليير إلى العربية، أما فوزي معلوف فهو من أبرز شعراء المهجر ويلقب برامبو العربي.
أما والده فكان مذيعا وشاعرا وكان يقدم برنامجا إذاعيا عن لموسيقى الكلاسيكية الغربية وكان صاحب صحيفة وكتب مقالات عن الديمقراطية البرلمانية.
عام 1971 تزوج أمين معلوف من أندريه معلوف التي كانت تعمل مدرسة للصم والبكم في بيروت، وقال عنها زوجها إنها كانت أول قارئة لكتاباته وكانت قاسية جدا في تقييمها لما كان يكتبه.وأنجبا ثلاثة أبناء في بيروت قبيل اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975.
في سن الثانية والعشرين بدأ العمل في جريدة النهار اللبنانية التي كان يملكها غسان تويني، أحد أعمدة السياسة والفكر في لبنان، وبدأ بالترحال حول العالم لتغطية الأخبار العالمية فزار 60 بلداً.وأجرى مقابلة مع رئيس وزراء الهند الراحلة، أنديرا غاندي، كما كان شاهدا على الإطاحة بحكم إمبراطور إثيوبيا، هيلا سيلاسي، على يد انفستو هايلا مريام عام 1974 و سقوط سايغون على يد الثوار الفييتاميين الشماليين عام 1975.
كما كان شاهدا على عراك وتبادل إطلاق للنار بين مجموعة من الفلسطينيين ومسلحين مسيحيين قرب مكان إقامته وكانت الحصيلة "مقتل 20 شخصاً" وبات مع زوجته الحامل وابنه الصغير في قبو المبنى حتى الصباح.وبغية تفادي الانجرار إلى الحرب المجنونة التي اجتاحت البلد ولكي لا يصبح طرفا فيها استقل الروائي سفينة أقلته إلى جزيرة قبرص وبعدها رحل إلى العاصمة الفرنسية باريس. وبعدها شهرين لحقت به زوجته وأطفاله الثلاثة.
عمل في البداية في مجلة جون أفريك وبدأ يكتب أول مرة في حياته باللغة الفرنسية وأصبح لاحقا رئيس تحرير المجلة. خلال عامي 1979 و1982 كان مدير طبعة جريدة النهار الأسبوعية التي كانت تصدر في باريس قبل أن يعود إلى جون افريك.
أصدر معلوف كتابه الأول بالفرنسية "الحروب الصليبية كما رآها العرب" عام 1983 وظل هذا الكتاب الذي ترجم الى معظم اللغات الأوروبية يلقى الرواج لمدة عشرين عاما ولم تتراجع مبيعاته خلال كل تلك المدة.
يقول معلوف إنه كان شغوفا منذ البداية بالكتابة الروائية، فعلاقته مع الواقع الذي يعيشه مضطربة، "أنا شخص حالم دائما وأحاول الهروب باستمرار من الواقع". ويضيف :" لا اشعر بالانسجام مع العصر والمجتمع اللذين اعيش فيهما".
عام 1986 صدرت أولى رواياته "ليون الافريقي" التي تتناول السيرة الحقيقة للرحالة الحسن الوزان الذي فر من الاندلس بعد سقوط غرناطة الى فاس وجح الى مكة وبعدها تحول الى المسيحية.
وكان عمله الثاني رواية "سمرقند" عام 1988 التي تناولت سيرة الشاعر الفارسي، عمر الخيام، صاحب رباعيات الخيام.
أما رواية "حدائق النور" عام 1991 فهي عن حياة مؤسس الديانة المانوية في بلاد فارس ماني الذي عاش في القرن الثالث الميلادي
كما ألّف معلوف روايتين تستعيدان الماضي القريب للبنان وللمنطقة، هما "صخرة طانيوس" عام 1993 التي نال عنها جائزة "غونكور" كبرى الجوائز الأدبية الفرنسية و(موانئ الشرق) عام 1996.
أما كتابه "الهويات القاتلة" فصدرت عام 1998 تلتها رواية "رحلة بالداسار" 2000.وصدرت له رواية معاصرة الأجواء والشخصيات وتتناول فترة الحرب الأهلية (التّائهون)، وأصدر أيضاً كتاب (البدايات) عام 2004، وهو سيرة ذاتية تستعيد تاريخ عائلته.