متظاهرو ذي قار: في حال تمرير حكومة علاوي سنرفع سقف المطالب

متظاهرو ذي قار: في حال تمرير حكومة علاوي سنرفع سقف المطالب

 ذي قار / حسين العامل
لوح الآلاف من المشاركين في تظاهرات محافظة ذي قار التي انطلقت يوم الثلاثاء ( 25 شباط 2020 ) برفع سقف المطالب والدعوة الى حل البرلمان وتشكيل حكومة انتقالية في حال تمرير حكومة علاوي، وفيما جددوا رفضهم اختيار رئيس الوزراء وفق نظام المحاصصة والوصاية الاقليمية، اشاروا الى ان علاوي مرشح الاحزاب وليس مرشح الشعب.

وقال الناشط المدني المحامي حسين الغرابي للمدى ان "الآلاف من الطلبة والاهالي في محافظة ذي قار شاركوا اليوم (الثلاثاء) بتظاهرة كبيرة بمناسبة مرور اربعة اشهر على انطلاق المرحلة الثانية من تظاهرات تشرين الاول، ولإحياء ذكرى تظاهرات 25 شباط التي انطلقت عام 2011"، واضاف ان "انطلاق مليونية 25 شباط الموحدة في جميع المحافظات المنتفضة يأتي لتجديد الرفض الشعبي لتشكيل حكومة محمد توفيق علاوي واحراج الجهات السياسية التي ادعت ان علاوي هو مرشح الشعب".
واشار الغرابي الى ان "رفض المتظاهرين لحكومة علاوي جاء لكون علاوي هو مرشح الكتل السياسية التي قادت البلد الى الخراب على مدى 17 عاما"، مبينا ان "علاوي هو مرشح السيد مقتدى الصدر ومدعوم من تحالف الفتح وكتل اخرى شاركت من قبل باختيار رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي وفق نظام المحاصصة وتقاسم مغانم السلطة".
وشدد الناشط المدني على ان "يكون اختيار رئيس الوزراء القادم مطابقا للمعايير التي حددها المتظاهرون من قبل والمتمثلة بالكفاءة والنزاهة وان يكون من خارج منظومة المحاصصة الحزبية، وان لا يأتي من رحم احزاب الاسلام السياسي التي حكمت البلاد وقادتها الى الخراب"، مؤكدا على اهمية "حسم قانون الانتخابات وتمريره وان تجرى انتخابات مبكرة خلال العام الحالي وضمن سقف زمني لا يتجاوز الستة اشهر".
وعن موقف المتظاهرين في حال تمرير حكومة علاوي خلال جلسة البرلمان التي من المقرر ان تعقد يوم الخميس من الاسبوع الجاري قال الغرابي ان "المتظاهرين سيواصلون التظاهر والتصعيد في حال تمرير حكومة علاوي وسوف يرفعون من سقف المطالب من خلال الدعوة الى حل البرلمان وتشكيل حكومة انتقالية تعد لانتخابات مبكرة"، مؤكدا ان "مثل هذا التصعيد من شأنه ان يزيح الطبقة السياسية الحاكمة ويطهر البلاد من الساسة الفاسدين عبر فتح جميع ملفات الفساد المتورطة فيها احزاب السلطة".
وعن امكانية ادامة زخم التظاهرات بعد مرور اكثر من اربعة اشهر على انطلاق تظاهرات اكتوبر قال المتظاهر حميد المحمداوي ان "ساحات وميادين التظاهر باتت اليوم تمتلك زمام المبادرة في التحشيد لتظاهرات مليونية ولاسيما بعد المشاركة الواسعة للطلبة والنساء"، واضاف ان "ثورة اكتوبر اسهمت في خلق تحولات اجتماعية كبيرة خلال الاشهر الاربعة المنصرمة من عمر الثورة".
واشار المحمداوي الى ان "رصيد الثورة المجتمعي لا ينفذ، كون تظاهرات اكتوبر تمكنت من تفعيل دور شرائح اجتماعية كانت بعيدة عن الحراك السياسي طيلة 17 عاما"، مبينا ان "زج الشبيبة والطلبة والنساء في خضم التظاهرات وتثوير القضية الحسينية جعل من الطبقة السياسية تخشى الحراك الجماهيري وان حاولت التسويف والمماطلة". واكد المحمداوي ان "الحكومة والطبقة السياسية الحاكمة واذرعها العسكرية اخذت تفقد الكثير من ادوات واوراق التأثير على الحركة الاحتجاجية بعد ان جربت كل ما في جعبتها من وسائل قمعية"، مبينا ان "التظاهرات وعلى مدى اربعة اشهر اسقطت اوراق قناص الحكومة والطرف الثالث وفضحت هجمات المليشيات على ساحات التظاهر وعمليات استهداف المتظاهرين بجرائم الخطف والاغتيال على يد العصابات والمجاميع المسلحة وغيرها من وسائل الترهيب والترويع". واكد المتظاهر ان "ساحات التظاهر اخذت تعود اقوى من السابق بعد كل هجوم"، لافتا الى ان "التظاهرات وبعد تخلي التيار الصدري عن دعمها اصبحت اكثر استقلالية كونها تحررت من اية ارتباطات سياسية وحصنت نفسها من اية وصاية او تهمة قد تساق لها بفعل ارتباط الصدريين بالطبقة السياسية الحاكمة".
وشدد المحمداوي على ان "الطبقة السياسية الحاكمة كانت تراهن على الزمن وعلى حالة الطقس وجزع المتظاهرين وقلة صبرهم الا ان المشاركة الجماهيرية الواسعة افشلت رهانهم من خلال التحلي بروح المطاولة وادامة زخم التظاهرات عبر المبادرات المجتمعية الداعمة للتغيير" . هذا وتواصلت التظاهرات في ساحة الحبوبي وسط الناصرية والاقضية والنواحي وشارك فيها الآلاف من الطلبة والطالبات وشرائح اجتماعية مختلفة، فيما قام عدد من المتظاهرين بقطع جسر الحضارات وجزء من تقاطع البهو احتجاجا على جريمة اغتصاب وقتل التلميذة فواطم علاء ذات التسع سنوات على يد شخص في الاربعين من العمر، والمطالبة بالتعجيل بمحاكمته بعد ان تمكنت مديرية مكافحة إجرام محافظة ذي قار، من اعتقال قاتل ومغتصب الطفلة يوم الأحد المنصرم (23 شباط 2020). وكانت العديد من المحافظات العراقية ومن بينها محافظة ذي قار قد شهدت انطلاق التظاهرات المطلبية في يوم الثلاثاء الاول من تشرين الاول 2019 واستمرت لسبعة ايام توقفت بعدها لغرض اداء زيارة اربعينية الامام الحسين (ع) ، لتعاود بعدها في يوم الجمعة (25 تشرين الأول 2019).
وشهدت سوح وميادين التظاهرات في جميع المحافظات العراقية المنتفضة مواجهات واشتباكات دموية بين المتظاهرين من جهة والقوات الامنية والمليشيات المسلحة راح ضحيتها 545 شهيدا متظاهرا بينهم 17 منتسبا من القوات الامنية و24 الف متظاهر مصاب و2800 معتقل تم إطلاق سراح اغلبهم باستثناء 38 شخصاً و79 مختطفا بينهم أربع فتيات، تم إطلاق سراح 22 منهم فقط والبقية مازالوا مغيبين، بحسب احصائية المفوضية العليا لحقوق الانسان الخاصة بالتظاهرات العراقية والصادرة في منتصف شهر شباط الجاري. ويبلغ اجمالي ضحايا تظاهرات محافظة ذي قار من (1 تشرين الاول الى شباط 2020)، نحو 120 شهيداً واكثر من 2700 جريح وما يزيد على 600 متظاهر معتقل اطلق سراح معظمهم.