تحشيد نسوي غاضب.. نفق التحرير على موعد مع  مسيرة بنفسجية

تحشيد نسوي غاضب.. نفق التحرير على موعد مع مسيرة بنفسجية

 متابعة الاحتجاج
ما زالت "الأنشطة الملونة" تبرز في ساحات الاحتجاج، ولا سيما ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، بمظاهر مختلفة، تدل على أصحابها، ونوع الرسالة المراد إيصالها، فبعد المد الأبيض الذي أصبح ركنًا احتجاجيًا مهمًا لدعم التظاهرات بنشاط طلابي، يستعد نفق التحرير لـ"مسيرة بنفسجية"،

تحشد لها مجموعة نساء ردًا على الاتهامات تجاه "الحضور النسوي" في الساحات مؤخرًا. حيث بادرت مجموعة من العراقيات في بغداد والمحافظات، للتحشيد إلى "مسيرة بنفسجية"، للتركيز على الحضور النسوي والاحتجاج على "الهجمات المتكررة" تجاه المتظاهرات.
وجاء في دعوة التحشيد، أن "ناشطات وثائرات التحرير يدعون جميع نساء بغداد والعراق لمسيرة بنفسجيّة ورديّة في ساحة التحرير يوم الخميس القادم 13 شباط/فبراير في الساعة 12 في نفق السعدون، يجددون فيها حب العراق"، فيما بينت الدعوة أن الناشطات "سيرتدين اللون البنفسجي أو الوردي فقط، لإثبات دور المرأة في ثورتنا، وعدم السماح بالتعدي على سمعتها وخصوصيتها وحريتها ودورها الفاعل في ثورة تشرين، وعنصرية مجرمي أحزاب السلطة القمعية المجرمة ضد نساء ثورتنا، النساء مكمّلات لثوّار ثورة تشرين وسننتصر معًا".
قالت الناشطة والمشاركة في التحشيد لهذه لمسيرة، علا حيدر إن "هذه الحملة جاءت ردًا على محاولات التشويه والتحجيم التي تطال العراقيات المشاركات في الاحتجاج منذ انطلاق انتفاضة تشرين"، مبينة أن "الدور الذي لعبه التواجد النسائي كبير، فكانت الانطلاقة الأولى للتواجد النسائي في ساحة التحرير بعد يوم واحد من انطلاق التظاهرة في مطلع تشرين الأول/أكتوبر، غايتها محاولة استفزاز (المروءة) لدى القوات الأمنية ومنعهم من قمع المتظاهرين خلال تواجد النساء في صفوف المحتجين"، مستدركة "إلا أن الأمر لم يفلح واستمر القمع حتى تعرضت بعض الفتيات للضرب والاختناق بالغاز المسيل للدموع والملاحقات في أزقة السعدون ومقتربات ساحة التحرير".
من جانبها، أكدت سارة سمير أنها "ستشارك في المسيرة البنفسجية التي ستنطلق يوم الخميس المقبل، لمساندة النساء المتظاهرات ومحاولة لرد اعتبارهن بعد التخوين والطعن الذي تعرضن له"، مشيرة إلى "الجهود التي بذلتها النساء ودورهن الكبير في كل الفعاليات داخل ساحات الاحتجاج سواء بكونها طالبة، أو بدورها كفنانة وما تركته من بصمات فنية ورسومات على نفق التحرير وباقي ساحات الاحتجاج وشاركت بصبغ الأرصفة والتنظيف وتقديم الدعم اللوجستي، فضلًا عن دورها كمسعفة الذي مثلته العديد من الطبيبات والصيدلانيات والممرضات وغيرها من المهن الصحية".
وأخذت مشاركة النساء تتزايد في ساحات الاحتجاج في العراق وأمام المدارس وداخل الجامعات وفي الشوارع، يقفن في خطوط المواجهة مع قوات الأمن، أو يقدمن المساعدات الطبية أو الخدمية في الخطوط الخلفية.
ويبدو جليا لأي زائر لساحات الاحتجاج في بغداد والمحافظات أن النساء أيضا بدأن يحصلن على موطئ قدم لهن في الاحتجاجات، على أمل أن يحققن أهدافهن الخاصة، إلى جانب المطالب العامة.
وبينما يهتف الجميع ضد النخبة السياسية الحاكمة، ويطالبون برحيلها لبناء نظام جديد بعيد عن المحاصصة وسطوة الأحزاب التقليدية؛ تتطلع النساء إلى أبعد من ذلك، عبر سعيهن للانتفاض على القيود التي تعيق حريتهن إلى حد كبير في بلد لا تزال المحاصصة والقبلية والطائفية تلعب دورا كبيرا في المجتمع.