المرجعية تدين أحداث  ليلة الأربعاء  في النجف: سُفكت دماء غالية!

المرجعية تدين أحداث ليلة الأربعاء في النجف: سُفكت دماء غالية!

 متابعة الاحتجاج
دعت المرجعية الدينية العليا، القوات الأمنية "الرسمية" فقط إلى تأمين ساحات التظاهر، ومنع التجاوز على المشاركين في الاحتجاجات، مشيرة إلى أن الحكومة الجديدة التي تحل محل الحكومة المستقيلة يجب أن تكون جديرة بثقة الشعب، فيما أكدت أنها غير معنية بالتدخل أو بإبداء الرأي في أي من تفاصيل الخطوات التي تتخذ بهذا الصدد.

وقال ممثل المرجعية أحمد الصافي، في خطبة الجمعة، التي تابعتها الاحتجاج أمس الجمعة إنه "على الرغم من النداءات المتكررة التي أطلقتها المرجعية الدينية حول ضرورة نبذ العنف والالتزام بسلمية التظاهرات، وتنقية الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح من الأعمال التي تضر بمصالح الناس وتفقده تضامن المواطنين وتعاطفهم، إلا أن ذلك لم يحل دون وقوع حوادث مؤسفة ومؤلمة خلال الأيام الماضية سفكت فيها دماء غالية بغير وجه حق، وكان آخرها ما وقع في مدينة النجف الأشرف مساء الأربعاء الماضي".
أضافت المرجعية "وفي الوقت الذي تدين فيه المرجعية الدينية كل الاعتداءات والتجاوزات التي حصلت من أي جهة كانت، وتعزي العوائل التي فقدت أحبتها جراء ذلك وتدعو للجرحى والمصابين بالشفاء العاجل فإنها تؤكد على ما سبق أن أشارت إليه في مناسبة أخرى من أنه لا غنى عن القوى الأمنية الرسمية في تفادي الوقوع في مهاوي الفوضى والإخلال بالنظام العام، فهي التي يجب أن تتحمل مسؤولية حفظ الأمن والاستقرار، وحماية ساحات الاحتجاج والمتظاهرين السلميين، وكشف المعتدين والمندسين، والمحافظة على مصالح المواطنين من اعتداءات المخربين، ولا مبرر لتنصلها عن القيام بواجباتها في هذا الإطار، مشيرة إلى أنه "كما لا مسوغ لمنعها من ذلك أو التصدي لما هو من صميم مهامها، وعليها أن تتصرف بمهنية تامة وتبتعد عن استخدام العنف في التعامل مع الاحتجاجات السلمية وتمنع التجاوز على المشاركين فيها، وفي الوقت نفسه تمنع الأضرار بالممتلكات العامة أو الخاصة بأي ذريعة أو عنوان".
وأوضحت أن "المرجعية الدينية قد حدّدت في خطبة سابقة رؤيتها لتجاوز الأزمة السياسية الراهنة، وأوضحت أن الحكومة الجديدة التي تحل محل الحكومة المستقيلة يجب أن تكون جديرة بثقة الشعب وقادرة على تهدئة الأوضاع واستعادة هيبة الدولة والقيام بالخطوات الضرورية لإجراء انتخابات مبكرة في أجواء مطمئنة بعيدة عن التأثيرات الجانبية للمال أو السلاح غير القانوني أو للتدخلات الخارجية".
أكدت على أنها "غير معنية بالتدخل أو إبداء الرأي في أي من تفاصيل الخطوات التي تتخذ في هذا المسار".
من جهة اخرى أصيب متظاهرون، أمس الجمعة، خلال الاحتجاجات في العاصمة بغداد، بعد ساعات من خطاب المرجعية الدينية العليا الذي استنكر أعمال العنف ضد المتظاهرين. وأثار بيان المرجعية الدينية الذي ألقاه ممثلها في كربلاء أحمد الصافي، ، ارتياحاً بين المتظاهرين بعد أيام من العنف الذي طالهم على يد مجاميع مسلحة. وأظهر مقطع مصور تابعته الاحتجاج ترديد المتظاهرين هتافات تشيد بموقف المرجعية الدينية في النجف تجاه المتظاهرين وحركة الاحتجاج.
في الأثناء أفاد مراسل الاحتجاج بأن قوات مكافحة الشغب أطلقت وابلاً من ذخيرة أسلحة الصيد التي تحملها باتجاه المتظاهرين في الوثبة، ما أدى إلى وقوع إصابات بين صفوفهم. ووفقاً للناشط المدني، باسل المحمداوي، فإنّ "خطبة المرجع علي السيستاني أمس أعطت دافعاً معنوياً للمتظاهرين، الذين توافدوا نحو ساحات التظاهر"، مؤكداً أن "المتظاهرين حصلوا على دعم جديد من أعلى المؤسسات الدينية في النجف، وهذا مهم لهم"، آملاً بالوقت نفسه أن "تكف المليشيات والأحزاب يد القتل عنا".
وشدد المحمداوي على أن "تظاهراتنا السلمية ستستمر، ولن نتراجع عن مطالبنا المشروعة. على أحزاب السلطة ومليشياتها أن تدرك ذلك، وتدرك دعم المرجعية لنا". وفي محافظة واسط، عبر المئات من المتظاهرين والطلاب الجامعيين الذي خرجوا بمسيرات احتجاجية، عن رفضهم تكليف محمد علاوي برئاسة الحكومة، مؤكدين أن مطالب الشعب ستنتصر على أجندات الأحزاب ومليشياتها.
وفي البصرة خرج المئات في مسيرات احتجاجية باتجاه ساحة تظاهر البحرية وسط المدينة، وندّدوا باستمرار الانتهاكات والاعتداءات التي تواجه المتظاهرين، معربين عن تأييدهم لخطبة المرجعية، وضرورة التزام الأجهزة الأمنية الرسمية بها، وحماية التظاهرات، ومنع أي جهة تدعي أنها تحمي التظاهرات من دخول الساحات. وفي محافظات بابل والمثنى والقادسية وميسان، خرجت تظاهرات مماثلة، أكد خلالها المتظاهرون ضرورة الالتزام بفحوى خطبة المرجعية وتوجيهاتها. وفي سياق متصل شهدت ساحة الصدرين في النجف أمس الجمعة انطلاق مسيرة كبيرة للمتظاهرين من ساحة ثورة العشرين في مدينة النجف مرددين شعارات تشيد بموقف المرجعية من التظاهرات وحركة الاحتجاج المستمرة منذ تشرين الأول من العام الماضي.
وأظهرت صور حصلت عليها الاحتجاج عليها تجمع المتظاهرين في ساحة ثورة العشرين، ليتوجهوا بعد ذلك بمسيرة نحو ساحة الصدرين التي أعادوا تمركزهم فيها، برفقة قائد الشرطة العميد فائق الفتلاوي. فيما ، عبّر متظاهرون في ساحة الحبوبي بالناصرية، عن تأييدهم لبيان المرجعية الدينية العليا بعد أحداث العنف الأخيرة، فيما استنكروا بياناً عشائرياً.
وأظهرت صور حصلت عليها الاحتجاج “ بعض المتظاهرين في ساحة الحبوبي وهم يرفعون صوراً للمرجع علي السيستاني ولافتات تحمل بعض الجمل التي وردت في بيانه، مؤكدين رفض المكلف بتشكيل الحكومة محمد توفيق علاوي.
كما رفعت بعض عشائر مدينة الناصرية، لافتاتٍ تعلن فيها تضامنها ودعمها لخطاب وموقف المرجعية الدينية العليا من التظاهرات ومطالبها المشروعة. كما أعلن متظاهرون تضامنهم مع المحتجين في النجف، مستنكرين أعمال العنف التي طالت الشبان هناك، مؤكدين أن “الدماء واحدة” في ساحات التظاهر.