اللحظات الأخيرة لوفاة “فتى” متظاهر.. رشقة “صچم” أصابت قلبه!

اللحظات الأخيرة لوفاة “فتى” متظاهر.. رشقة “صچم” أصابت قلبه!

متابعة الاحتجاج
كشف مصدر مطلع، تفاصيل وفاة المتظاهر الشاب عبدالملك إثر إصابته بالكرات الحديدية، أثناء إحدى التظاهرات في محيط ساحة التحرير، ومقترباتها. وقال المصدر إن “الشهيد عبدالملك من مواليد ٢٠٠٣، وهو من سكنة منطقة الدورة، يتيم الأب والوحيد لأمه، توفي في مستشفى ابن النفيس، متأثراً باصابته برصاص بنادق الصيد التي أطلقتها عليه قوات مجهولة، أثناء التظاهرات في محيط ساحة التحرير”.

وأضاف، أن “الأطباء في مستشفى ابن النفيس أجروا عملية طارئة، بعد وصول عبدالملك إليهم، لكن الجروح التي أصيب بها، كانت بليغة، ولم يتمكنوا من إسعافه، حيث فارق الحياة بسبب نزيف داخلي، وخارجي حاد”.
وبشأن طبيعة إصابة الشاب، أفاد المصدر، بأنه “أصيب بـ(الصجم) في قلبه ورئته، وأجزاء أخرى من جسمه، وهو ما تسبب له بنزيف حاد، بسبب كبر حجم الكرات الحديدية، إذ لم تكن بالحجم المعتاد عليه، في مواجهة المتظاهرين، وإنما كانت أكبر بكثير من ذلك، فضلاً عن أن إطلاقها كان من منطقة قريبة، لذلك كانت إصابته خطيرة، وبالغة”.
بدورهم، وثق ذوو الشاب وأقرباؤه، اللحظات الأخيرة من حياته في المستشفى، حيث كان جمع من الأطباء حوله يجرون له عملية جراحية.
ويظهر في المقطع الشاب وهو مضرج بالدماء، فيما يحاول عدد من الأطباء وهم في وضع حذر واهتمام، لإنقاذ حياته، عبر إجراء العملية الجراحية، ومعالجات أخرى، لكن دون جدوى.
وفي وقت سابق، أفاد متظاهرون في العاصمة بغداد، باستخدام قوات غير معروفة، الكرات الحديدية للتصويب نحو المتظاهرين.
وأظهرت صور بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي،” (25 كانون الثاني 2020) متظاهراً وهو مصاباً بالكرات الحديدية التي تطلق من بنادق الصيد، أو بنادق خاصة بها، وذلك خلال المواجهات في ساحة الخلاني.
وطالبت بعثة الأمم المتحدة في العراق، الاثنين الماضي ، السلطات المختصة بتوفير الحماية للمتظاهرين.
وقالت البعثة في بيان تلقى “الاحتجاج” نسخة منه (3 شباط 2020) إنه “يجب حماية حرية التعبير لجميع العراقيين دون خوف من الترهيب”، مضيفة، أن “التهديدات ضد أولئك الذين يعبرون عن آرائهم تقوض الزخم نحو تلبية مطالب الشعب المشروعة وإطالة أمد الأزمة”.
وكشفت بعثة الأمم المتحدة(يونامي)، عن عدد ضحايا التظاهرات منذ بدء الاحتجاجات الشعبية، في الأول من اكتوبر الماضي، فيما أعربت عن أسفها من استخدام العنف ضد المتظاهرين.
وقالت البعثة في بيان تلقت الاحتجاج نسخة منه ، إنه “مع استمرار العنف والإصابات في سياق الاحتجاجات فان الممثل الخاص للامين العام للعراق، جانين هينيس بلاسخارت، تحث الجهود المبذولة لتحقيق المزيد من اجل كسر الجمود السياسي والضغط قدماً باصلاحات كبيرة، وتحذر من استخدام القوة التي تكلف حياة ثمينة ولن تنهي الأزمة”.
وتابعت، أن “استمرار الخسارة في أرواح الشباب وإراقة الدماء اليومية أمر لا يحتمل، حيث قتل ما لا يقل عن 467 متظاهراً وأكثر من 9 آلاف جريح منذ 1 تشرين الاول ، وهذا أمر مؤسف”.
وأوضحت، أن “الزيادة مؤخراً في استخدام الذخيرة الحية من قبل قوات الأمن، وإطلاق النار من قبل مسلحين مجهولين على المتظاهرين واستمرار قتل المتظاهرين والمدافعين عن حقوق الإنسان أمر مثير للقلق، ومن الضروري أن تحمي السلطات العراقية حقوق المتظاهرين السلميين، وأن تضمن امتثال استخدام القوة للمعايير الدولية، ومن المهم بنفس القدر من المساءلة الكاملة، يجب تقديم مرتكبي القتل والهجمات غير القانونية للعدالة”.
وأردفت، أن “المناخ من الخوف وعدم الثقة لن يجلب شيئاً سوى المزيد من الضرر، العمل السياسي والتقدم في البحث عن الحلول يجب أن يحل محل التردد لتقديم الوعود والنوايا العديدة، وبناء المرونة على مستوى الدولة والمجتمع هو السبيل الوحيد للمضي قدماً لاستخراج الشعب من اليأس وتجديد الأمل”.
وقالت، “لقد ضحى الكثير بكل شيء لكي تسمع أصواتهم، الحلول مطلوبة بشكل عاجل، العراق لا يستطيع تحمل القهر العنيف المستمر ولا الشلل السياسي والاقتصادي”.