مطرب الأغنية السياحية أحمد سلمان:غنيت عن (( بنت الجيران )) فقطعت علاقتي بالإذاعة !!

مطرب الأغنية السياحية أحمد سلمان:غنيت عن (( بنت الجيران )) فقطعت علاقتي بالإذاعة !!

على الرغم من أن رصيده الفني الكبير من الاغاني العاطفية والوطنية والسياحية بما فيها الوصفية والدينية واغاني الاطفال قد تجاوز الـ (300) اغنية من بينها (ميك يادجلة اشحلو.. وللصيف يله )) انه الفنان احمد سلمان الغائب الحاضر .. وعندما سالناه عن السبب قال : اسالوا الاذاعة والتلفزيون فهما السبب !!

قلنا له لنجر اذن معك حوارا حول هذه القضية وحول مسيرتك الفنية فرحب بالفكرة فقلنا له لنبدا من اللحظات الاولى لمشوارك الفني فقال :
علي ناصر
- قبل ان نبدأ اود ان اطلعك على ارشيفي الخاص الذي يضم حصيلة مسيرتي الفنية طوال اكثر من اربعين عاما .. وفعلا بدانا نقلب تلك الاوراق المتراصة فوق بعضها البعض لصحف ومجلات قديمة وجدبدة نشرت صوره ونشاطاته الفنية مع عدد من الفنانين والفنانات العراقيين والعرب وبعد ان فرغنا من الاطلاع على هذ الملف الوثائقي لبدايات الاغنية العراقية الحديثة قال بالم هل تعتقد انني ومن سبقني من الفنانين الاوائل قد نلنا من مؤسساتنا الفنية قدرا من الاهتمام يوازي ذلك العطاء الثر الذي قدمناه خلال سنوات عمرنا ؟ مضيفا: ونحن نتساءل متى ينصف بصدق اولئك الفنانون الذين رحلوا والذين مازالوا على هامش الحياة او على الاقل لنتذكرهم بين حين واخر وذلك جزء يسير من حقهم على الدولة قبل ان يلفظهم النسيان ..
قلت لنعد الى البدايات فقال :
- بدا مشواري الفني منذ ان كان عمري احدى عشرة سنة وكنت طالبا في احدى المدارس في لبنان وقد شكلت مع جماعة من الطلبة فرقه فنية للاناشيد وتوليت مسؤوليتها وتلحين اناشيدها التي كان يكتبها الشاعر اللبناني جورج غريب حيث كنا ندرس الموسيقى ضمن الدروس التعليمية المقررة وبقيت هناك حتى عام 1947 عدت بعدها الى العراق لادخل معهد الفنون الجميلة انذاك ومن الذين كانوا معي في ذلك الوقت الفنان سالم حسين الذي اختص بعزف القانون
* ومتى دخلت الاذاعة ؟
- كان ذلك عام 1948 بعد اجتيازي اختبارا اجرته لجنة برئاسة الفنان الراحل جميل بشير وفيما بعد قدمت اول اغنياتي وهي ( القدس نادت علينا ) ضمن برنامج ترفيهي للجيش العراقي الذي كان يقاتل هناك . وقد كتب كلمات هذه الاغنية التي لحنتها بنفسي الشاعر احمد حمدي
* ومن هم المطربون الذين عاصرتهم في تلك الفترة ؟
- كان معي الفنانون محمد عبد الحسين ويحيى حمدي وخزعل مهدي وناظم الغزالي ورضا علي وحمدان الساحر واخرون وقد سافرت الى العديد من الدول العربية والاوربية والامريكية للقيام باعمال فنية هناك
* من المعروف عنك انك اول من قدم الاغنية السياحية فكيف اتجهت الى هذا اللون من الغناء
- انا اول من غنى هذا اللون عام 1955 بعد عملي في شركة نفط العراق كمصور سينمائي مما اتاح لي فرصة السفر باستمرار الى محافظات العراق الشمالية والجنوبية مما حفزني للاهتمام بالاغنية السياحية واعدادها وبعد ان صورت الشركة فيلما خاصا عن السياحة في العراق اقترحت باضافة اغنيات تتناسب مع مضمون الفيلم وحصلت الموافقة وسجلت اغنيتي ( للمصيف يله ) ومن الذين عملوا معي في هذا الفيلم المصور ماجد كامل وقد تولى اخراجه فكتور حداد
* وهل تواصلت مع السينما ؟
- عملت في السينما عام 1956 اذ غنيت ولحنت ثلاث اغنيات مع الموسيقى التصويرية لفيلم ( الشمال جنة ) وتلاه فيلم (عروس الفرات ) الذي قدمت من خلاله اغنيتي المعروفة (ميك يادجلة شحلو ) وهناك فيلم اخر لم ير النور هو (كلمة الجيل ) اخراج عبد الجبار ولي وتمثيل خليل شوقي وابراهيم الهنداوي وخليل الرفاعي ومحمد القيسي وفخري الزبيدي
* هل هناك مواقف معينة مررت بها خلال عملك في الاذاعة
- بعد دخولي الاذاعة وانا في بداياتي الفنية كانت لي علاقة عاطفية بريئة مع ابنة جيراننا وكلفت حينها المؤلف الراحل عبد الستار القباني بكتابة اغنية عنوانها (بنت الجيران ) وبعد تقديمها وكان البث الاذاعي مباشرا كتب الصحفي صادق الازدي في مجلة قرندل مقالا ينال فيه من الاغنية وكلماتها وحث الاذاعة على منع مثل هذه الاغاني .. فصدر امر بايقافي عن العمل!!
* لقد ذكرت في بداية اللقاء انك تتهم الاذاعة والتلفزيون باعتبارهما السبب في عدم اذاعة وبث اغانيك فهل تحدثنا عن ذلك ؟
- انني اعزو ذلك الى سوء التنسيق في الاذاعة والتلفزيون واود ان اقول لبعض موظفي قسم التنسيق الاذاعي والتلفزيوني ان لكل مطرب جمهوره وليس للمزاج الشخصي ان يتحكم في هذا الامر وسبق ان اهديت للاذاعة 12 شريطا صوتيا تضم اكثر من 70 اغنية من اغنياتي وسلمتها بيد الاستاذ مهند الانصاري ولم تذع حتى الان اية اغنية وسجلت في بداية عام 1991 اربع اغان سياحية .