لن تُخمِد الاغتيالات والمطاردات بطولات تشرين

لن تُخمِد الاغتيالات والمطاردات بطولات تشرين

مهند البراك
بعد أن ذاعت أنباء الانتفاضة السلمية الباسلة لشباب تشرين نساء و رجالاً ، و صارت تُتناقل في النشرات الأخبارية اليومية، ليس في وسائل الاعلام العراقية فحسب و إنما في كبريات الصحف و الإذاعات و الفضائيات الإقليمية و العالمية،

و صارت تُتابع بخفقان القلوب و التأييد من مختلف أوساط شعوب العالم، بل و في أوساط الأمم المتحدة و مجلس الأمن و منظمات حقوق الإنسان و العفو الدولية، و هم يتابعون انتصاراتها و تصعيداتها و تحدياتها الجريئة بشعارات سلمية، تطالب بالحق بالحياة و الخبز و الحرية . . الحق بوطن !
لقد كُتب الكثير و عُلّق الكثير عمّا دار و يدور في البلاد و أسباب آلامها و الاحتجاجات السلمية التي اندلعت منذ 2010 في سوح العراق، حتى انتفضت الجماهير بقضّها و قضيضها، على حكّام سرقوا و نهبوا و بذّروا أموال البلاد الثريّة، بل و كتبوا ثرواتها باسمائهم و أسماء ذويهم مسخّرين المحاصصة الطائفية و العرقية و عابريها، المحاصصة التي عملوا و يعملون على صنعها و إذكائها بـ (القانون)، بالمصالح الأنانية . . القانون الذي لم تعرفه قوانين البلاد و لا أعرافها من قبل، القانون الذي لايُذكّر الاّ بورقة الدكتاتورية المنهارة لإصلاح النظام القانوني حينها على أساس ( شهادة قانون في الجيب و مسدس بالحزام )، بـ (تطويره) الى ( فقرات دستور و ميليشيات)، بعد أن افرغوا الدستور و روحه الحيّة بدلاً من تطويره.
و رغم عدم اهتمام الحكام بالاحتجاجات و إهمالهم المشين لمطالبات المتظاهرين، الذي لايدّل على حرص على البلاد و لا على ما أئتمنوا عليه، الذي لايدلّ إلاّ على جشعهم اللامحدود بما سرقوا و يسرقون، أو على تفاهة فكرهم كرجال دولة . . حافظ المتظاهرون على سلميتهم بشكل يدعو لإعجاب العالم على صمودهم اللامعهود و على رقيّ فكرهم و حضاريته، رغم أنواع التضحيات بالأرواح أمام رصاص الحكام الحي و قنابل الغاز المحرمة دولياً و القنابل الصوتية و بالكواتم و القناصين و بالسكاكين حتى بلغت أعداد الشهداء التي تتزايد الى مايزيد على 700 شهيد و 26 ألف جريح و معوّق بينهم عدد من أفراد القوات الأمنية، حتى تأريخ كتابة المقال.
و ترى أوساط شعبية واسعة أنه رغم اتّباع الحكام كل الوسائل العنفية و القمعية، يلتزم المتظاهرون بالسلمية التي كفلها الدستور و القوانين الدولية إضافة الى كفالة المرجعية الشيعية العليا للسيد السيستاني الذي أيّد المتظاهرين و شدّ و يشد أزرهم بنصائحه و الثبات على الموقف من جهة، و شدّد على الحكام بالاستجابة السريعة لمطالبهم و لإختيار رئيس وزراء جديد لحكومة انتقالية تهيء لانتخابات مبكرة و مستلزماتها، بل و دعا الحكام دائماً الى ضرب رؤوس الفساد سريعاً و بيد من حديد، حتى وصل الى دعوته ايّاهم بـ ( التنازل عن جزء مما حصلوا عليه و امتلكوه) لصالح حل أزمات البلاد و مطالبها بالخبز و الحرية و العدالة الاجتماعية.
يجيب متظاهرون : إننا ملتزمون بحقنا بالتظاهر السلمي الذي كفله الدستور، و إلاّ فالبلد مليء بالسلاح و مستعدون إن أعلنتم أنتم الحرب على الشعب . . إننا ملتزمون بالحفاظ على سلامة البلاد و كرامتها و من أجل سيادتها و قرارها المستقل، احترموا حقنا بالتظاهر السلمي و تصعيده المكفول بكل الشرائع و القوانين المعمول بها في دول العالم ! (يتبع)