غموض يلف حادثة وفاة  هدى خضير .. ومركز  توثيق الجرائم  يتهم فصيلين مسلحين!

غموض يلف حادثة وفاة هدى خضير .. ومركز توثيق الجرائم يتهم فصيلين مسلحين!

 متابعة الاحتجاج
ما زال الغموض يلف حادثة وفاة الناشطة “هدى خضير” في كربلاء عقب اختفائها لدى خروجها من ساحة الاعتصام، فيما اتهم المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب فصيلين مسلحين بـ “اغتيالها”.
ونعى ناشطون عراقيون،أمس الجمعة، عبر مواقع التواصل المسعفة الشابة هدى خضير (23 عاماً) والتي شاركت في مظاهرات كربلاء منذ تشرين الأول الماضي.

وحظيت هدى خضير بلقب "عروس كربلاء" نظراً لحرصها على المشاركة الدائمة في التظاهرات التي جرت في كربلاء منذ انطلاقها في تشرين الأول 2019؛ إذ كثيراً ما تقدم المساعدات العاجلة الفورية للمصابين جراء إطلاق الرصاص الحي من قبل قوات الأمن
وتشير معلومات مصادر أمنية إلى أن الناشطة تعرضت إلى رصاص مسلحين مجهولين لدى مغادرتها ساحة الاعتصام، وسط مدينة كربلاء، لكن مصادر أخرى تحدثت عن “حادثة انتحار”، فيما تقول رواية ثالثة إن الشابة توفيت نتيجة نوبة قلبية في منزلها.
من جانبه قال الناشط في محافظة كربلاء علي الركابي إن “الناشطة هدى اختفت بعد مغادرتها ساحة الاعتصام منذ أربعة أيام، قبل أن يعلن عن وفاتها”. وأضاف، أن “البعض تحدث عن انتحارها بعد ذلك، لكن تلك المعلومات غير دقيقة بالنظر إلى ملابسات اختفائها وتوقيت الحادثة”، موضحاً أن “مصادر طبية بينت أن خضير قتلت برصاص أطلق عليها من سلاح كاتم للصوت”.
وطالب الناشط الكربلائي، الجهات المعنية بـ “التحقيق في الحادثة وكشف حقيقية ما تعرضت له الناشطة”.
بدوره، قال عمر فرحان مدير المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب، إن “المعلومات التي وردت إلى المركز تشير إلى أن مسلحين اغتالوا المسعفة هدى خضير لدى مغادرتها ساحة الاعتصام”، مبيناً أن “4 ناشطين تعرضوا إلى الاغتيال في العراق خلال الأسبوع الماضي فقط”. وأضاف فرحان، أن “عمليات الاغتيال التي تمارسها جماعات مسلحة تحولت إلى جرائم منظمة”، عاداً تلك العلميات “جرائم دولية وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان”.
وأكد فرحان، أن “المعلومات التي حصل عليها المركز تشير إلى اغتيال الممرضة والناشطة هدى خضير لدى خروجها من ساحة الاعتصام، وسيتم الكشف عن أسماء منفذي العملية بمجرد التحقق منها”. من جانب آخر، حذّر فرحان، من أساليب جديدة لـ “تصفية الناشطين والمتظاهرين خلال الفترة المقبلة”، موضحاً أن “تلك الأساليب التي ستتبعها الجماعات المسلحة تتضمن عمليات حرق ودهس وقتل بالسم”. في السياق، قالت صفحة “التقنية من أجل السلام”، المختصة في تفنيد التدوينات المزيفة والمنشورات غير الموثوقة، إن “خبر اغتيال الممرضة هدى خضير مزيف”. واستندت الصفحة في ذلك، إلى “النعي الذي خطته أسرة الناشطة على منزلها، والذي استخدم عبارة الراحلة وليس الشهيدة”، مؤكدة التواصل “مع بعض من أهالي محافظة كربلاء، وتبين أن الناشطة توفيت بنوبة قلبية في منزلها”، على حد تعبير الصفحة.
يذكر أنه رغم التحذيرات الدولية لا تزال عمليات التصفية الغامضة للناشطين والصحافيين وغيرهم مستمرة في العراق، الذي يشهد منذ الأول من أكتوبر موجة احتجاجات واسعة انطلقت من العاصمة بغداد، لتتسع إلى محافظات الجنوب، مطالبة بـ"إسقاط نظام المحاصصة الفاسد. وتعدّدت حوادث تصفية الناشطين منذ انطلاق التظاهرات في العراق في مطلع أكتوبر الماضي.
ولم تتمكن السلطات المعنية من القبض على المتورطين في حوادث التصفية الغامضة على الرغم من أن العديد من تلك الاغتيالات وثقتها كاميرات مراقبة في الشوارع.