مرجعية النجف  تحذر  الساعين لاستغلال الاحتجاجات الشعبية

مرجعية النجف تحذر الساعين لاستغلال الاحتجاجات الشعبية

 متابعة الاحتجاج
حذرت العتبة العباسية، الاربعاء، من أسمتهم "الساعين لاستغلال الاحتجاجات المطالبة بالاصلاح"، لتحقيق "أهداف معينة". واصدرت العتبة توضيحاً، تلقت (الاحتجاج) نسخة منه امس الاربعاء، حذرت فيه "من الذين يتربصون بالبلد ويسعون لاستغلال الاحتجاجات المطالبة بالاصلاح لتحقيق اهداف معينة تنال من المصالح العليا للشعب العراقي ولا تنسجم مع قيمه الاصيلة".

وكان زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر قد دعا امس الاول الثلاثاء إلى تظاهرة مليونية سلمية موحدة تُندد بالوجود الأمريكي وبانتهاكاته. وقال الصدر في تغريدة على موقعه في "تويتر"، إن "سماء العراق وأرضه وسيادته تُنتهك من قبل القوات الغازية، فإلى ثورة عراقية لا شرقية ولا غربية يكاد نصرها يفيء على العراق واهله بالخير والبركات، فهبوا يا جند الله وجند الوطن الى مظاهرة مليونية سلمية موحدة تُندد بالوجود الامريكي وبانتهاكاته".
فيما حدد صالح محمد العراقي، المقرب من زعيم التيار الصدري تسع نقاط ملزمة للمشاركين في التظاهرات التي دعا لها زعيم التيار الصدري التي اعلن انها ستنطلق يوم 24/12/2019.
وقال العراقي في بيان تلقت (الاحتجاج) نسخة منه إنه "سنتظاهر من اجل التنديد بالاحتلال وانتهاكاته لسيادة العراق، لنعيش في عراقنا آمنين، ومع جيراننا واصدقائنا سالمين".
وتابع، "انني اجد ان الواجب الوطني يُحتّم على كل عراقي ان يتظاهر من اجل سيادته، ومن اجل رفض التواجد الامريكي في العراق"، وذلك من خلال الالتزام بالتعليمات ومنها رفع العلم العراقي فقط لا غير، ومنع كل الهتافات على الاطلاق، عدم التعرض لمتظاهرين ساحات الاحتجاج، منع رفع اللافتات المتحزبة والفردية مطلقا، ومنع رفع اية صورة، عدم التوسع عن المكان المحدد للتظاهر والذي لم يحدد حتى هذه اللحظة، ويخشى الناشطون في بغداد والمحافظات ان تستغل جماعات مسلحة تظاهرات التيار الصدري وتحاول الاعتداء على المعتصمين سواء في ساحة التحرير او ساحات الاحتجاجات في المدن الجنوبية كما حدث في منطقة السنك والوثبة.
فيما توعد المتحدث العسكري باسم حكومة تصريف الأعمال، اللواء عبد الكريم خلف، امس الأربعاء، باعتقال المتظاهرين العراقيين الذين يدعون الطلبة والموظفين إلى مواصلة الإضراب عن الدوام.
وقال خلف، إن مجلس الأمن الوطني قرر اعتقال مجموعات مكافحة الدوام التابعة للمتظاهرين، مضيفاً: "ستُقدَّم هذه المجموعات للعدالة".
يأتي ذلك بعد فشل محاولات القوات العراقية لإنهاء الإضراب عن الدوام في العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية، على الرغم من استخدامها للقوة.
واستمرّ الإضراب عن الدوام في محافظة ذي قار جنوبي العراق في الجامعات والمدارس والمؤسسات الحكومية، بينما تواصل الاعتصام في ساحة الحبوبي بمدينة الناصرية في محافظة ذي قار، إذ رفع المتظاهرون شعارات رافضة للتظاهرات التي دعا إليها زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، وزعماء مليشيات ضد الوجود الأميركي في العراق، معتبرين ذلك محاولة لحرف مطالب ساحات الاحتجاج عن مسارها الصحيح.
ورفع المحتجون في ساحة الحبوبي لافتات طالبت بتدخل الأمم المتحدة لتحقيق مطالب المتظاهرين وحمايتهم من القمع الحكومي، مشددين على ضرورة تشكيل حكم انتقالي في العراق للعبور من الأزمة الحالية، والتخلص من الأحزاب الحاكمة، وإنهاء ظاهرة القتل والخطف والاعتقال والتهديد.
وفي بغداد التحقت أفواج جديدة من طلبة الجامعات بالاحتجاج الذي ينظمه آلاف الطلبة أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، رفضاً لقرارها بإرغام الطلبة على الدوام ومعاقبة المخالفين، وانطلقت مسيرات طلابية من جامعتي بغداد والتكنولوجية الحكوميتين ومن كليات أهلية أخرى باتجاه التجمع أمام الوزارة.
وواصل متظاهرو ساحة التحرير في بغداد احتجاجهم المطالب بالإسراع باختيار رئيس وزراء جديد، ورفضوا محاولات المليشيات لاختراق ساحات التظاهر من خلال تأييدها لدعوة الصدر إلى إقامة تظاهرة ضد الوجود الأميركي.
واستمر إغلاق جامعة المثنى من قبل طلبة الجامعة الذين رفضوا محاولات السلطات المحلية والقوات الأمنية لافتتاحها وإعادة الدوام فيها بالقوة.
وفي النجف قطع محتجون عدداً من الطرق وسط المدينة، وجدد متظاهرو محافظة واسط امس الأربعاء احتجاجاتهم المطالبة بإقالة المسؤولين المحليين والقادة الأمنيين على خلفية الاعتداءات والاعتقالات الأخيرة، التي طاولت طلبة تظاهروا في جامعة واسط، كذلك رفض المتظاهرون محاولات بعض القوى السياسية والمليشيات لسرقة التظاهرات من خلال الدعوة إلى احتجاجات رافضة للوجود الأميركي. وكذلك الحال في محافظات بابل والقادسية وميسان وكربلاء، التي أصرّ متظاهروها على مواصلة الإضراب عن الدوام، ورفض محاولات حرف مطالب الاحتجاجات عن مسارها الصحيح.
من جهة اخرى أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق امس الأربعاء، أن إجمالي ضحايا المظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها البلاد منذ انطلاقها وحتى الآن بلغ 429 شهيداً ونحو 23 ألف مصاب.
وقال علي البياتي، عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان، إن "عدد الشهداء بلغ 492 فيما بلغ عدد الإصابات حدود 23 ألف مصاب، وأن عدد المعتقلين تجاوز 2900 معتقل، منهم 93 فقط قيد الاحتجاز حالياً".
وأضاف أن "عدد المفقودين بلغ 58 شخصاً، في حين بلغت حالات الاغتيال التي تطال الناشطين والمتظاهرين والإعلاميين 37 حالة".