الخائفون من الاحتجاجات

الخائفون من الاحتجاجات

 علي حسين
حالة السذاجة واللاوطنية فى التعامل مع متظاهري تشرين بلغت حداً غير مسبوق فى تاريخ عمليات غسيل الدماغ فى العالم، حيث يسلك صانعو ومروجو هذا النوع من الأكاذيب والحكايات الوهمية عن المتظاهرين وقصص الجوكر ، وأميركا التي صرفت المليارات على التظاهرات ، وكأنهم يخاطبون شعباً من الاغبياء ، يستخدمون معه أساليب التخويف والتخوين .

موجة جديدة من الشعور بقوة الثقافة " الداعشية " التي تقودها أحزاب أوغلت في الخراب وجعلت من الفضائيات واجهة علنية لشتم كل ما يتعلق بالتظاهرات، وأصرت على أن تطارد الدولة المدنية بتهمة الفسق والفجور والخروج عن الأدب واللياقة الاجتماعية.. في الوقت الذي تمارس أحزاب السلطة كل الفجور السياسي .، يحدثنا المفكر الأميركي نعوم تشومسكي في كتابه " احتلوا " وهو يستعرض مجموعة من الستراتيجيات التي تتبعها أنظمة الفشل للتحكم في البشر، ومن بينها ستراتيجية تقوم على تشجيع الناس على استحسان الرداءة، بحيث يجد أنه من " الرائع " أن يعم الجهل والانتهازية والمحسوبية، لأن كل ذلك في نظر الحكومات الفاشلة مرغوب ومقبول.. ولهذا يتم إسيبدال قصائد الجواهري بتخريفات الكفيشي.
وعلى ضوء ذلك يمكن التعامل مع عمليات النهش اليومية فى سمعة شباب التظاهرات ، بطريقة أقرب إلى اعتبارهم كائنات مستباحة، في إطار المشروع الذي تتبناه أحزاب السلطة لتشويه التظاهرات وتصوير المعتصمين وكأنهم مجموعة من القتلة والسراق ..فنجد فضائياتهم وجيوشهم الالكترونية تتحدث عن مخازن أسلحة وقصص إباحية ، وأموال مليارية لينهالوا على أولئك الشباب الطامحين الى وطن مستقر ، بكل عبوات القبح والتخوين
إن الأبواق التى تُشيطن هؤلاء الشباب في ساحات بغداد والناصرية والنجف وذي قار والكوت والديوانية وميسان والسماوة هي ذاتها التي حاولت أن تُشيطن تظاهرات ٢٥ شباط ٢٠١١، وتتذكرون " الإصلاحية " حنان الفتلاوي عندما ظهرت ليل 25 شباط عام 2011 وهي تصرخ وتولول من على تلفزيون العراقية وتصف المتظاهرين بانهم مجموعة من البعثيين؛ ومن السراق وإنهم اشتروا مقصات لكسر أبواب المحلات ..
أيها السادة إن المتظاهر الذي خرج أمس يهتف للعراق الذي يريده ويتمناه ويحبه أكثر وطنية من كل مَنْ تعامل مع الوطن باعتباره أحد المقاطعات الخاصة به فاستحوذ على ثرواته.