نساء بلغن الخمسين عاماً مصرات على تقديم الخدمات للمحتجين في ساحة التحرير

نساء بلغن الخمسين عاماً مصرات على تقديم الخدمات للمحتجين في ساحة التحرير

 عامر مؤيد
رغم مرور وقت طويل على بدء الاحتجاجات في العراق الا ان الكثيرين مازالوا يواصلون المساعدات الغذائية والطبية الى المعتصمين هناك.
المساعدات لم تقتصر على ميسوري الحال، حيث ان النساء الكبيرات اللواتي انتشرت صورهن بتقديم المعونات الغذائية للمحتجين في الايام الاولى من الاحتجاجات، مستمرات الى اليوم بتقديم الطعام.

نساء بلغن العام الستين حتى الآن مصرات على تقديم الجزء البسيط من جهدهن الى المعتصمين الذين قرروا البقاء في ساحة التحرير والمناطق المحيطة بها حتى تحقيق المطالب بشكل كامل.
ام سلوان، صاحبة غسالة لتنظيف ملابس المعتصمين تقول في حديثها لـ(الاحتجاج) إنه "لا انسحاب من ساحة التحرير حتى تحقيق المطالب بشكل كامل ومع ترك آخر متظاهر لمنطقة الاحتجاج حينها فقط نحن سننسحب".
وبينت ان "تقديم الخدمات الى المتظاهرين شرف كبير لنا، ورغم برودة الجو الا انني وزميلتي مصممات على غسل ملابس المعتصمين بشكل يومي".
واشارت الى ان "بعض المتظاهرين يقدمون الخدمة لنا ويساعدوننا بشكل مستمر في عملية غسل الملابس وتجفيفها وبشكل شبه يومي، حتى اصبحوا ضمن فريقنا اليوم للعمل".
تقديم الطعام وبالاخص "السياح" تلك الاكلة الجنوبية المعروفة بشكل كبير، ايضا مستمر من قبل ام محمد التي تتواجد عند مدخل ساحة التحرير.
ام محمد تذكر لـ(الاحتجاج) ان "بعض المعتصمين اعتادوا على اكل "السياح" بشكل يومي ومن واجبنا كجزء من هذا الاحتجاج الاستمرار في تقديم هذه الاكلة لهم".
وبينت ان "ميسوري الحال لايبخلون بتبرعاتهم التي تتركز على مادة الطحين وكذلك الرز والغاز الذي نطبخ به"، مبينة ان "الانسحاب من التحرير يكون بتحقيق كافة المطالب".
وزادت ان "الاشياء المميزة التي شاهدناها خلال تواجدنا في الايام الاولى وحتى الآن هي مساعدتنا من قبل المتظاهرين لتقديم الطعام الى زملائهم بشكل اسرع".
ومثلما معروف فان المواكب التي تقدم الطعام مستمرة الى الآن وعلى شكل اربع وجبات تكون في الصباح ووقت الظهيرة والمغرب وفي العشاء.
بعض المواكب تبرعت فيها النساء الكبيرات باعداد الطعام، وقررن الاستمرار في هذا العمل حتى الان حيث يبدأ عملهن منذ الصباح الباكر وحتى وقت المغرب.
وعند مرورك في ساحة التحرير وبالقرب منها وبعدها بالانتقال الى الشارع الرابط بين نفق السعدون وساحة الخلاني، ستشاهد النساء الكبيرات وهن يحضّرن الطعام لتقديمه الى المتظاهرين.
ام زيد – تقول في حديثها لـ(الاحتجاج)، ان "العمل يتقسم فيما بيننا مع زميلات اخريات حيث تأتي كل واحدة بنا في وقت محدد لاعداد وجبة سواء الفطور او الغداء او العشاء".
واضافت انها في اليوم الذي لاتملك فيه اعمالا منزلية، تبقى في ساحة التحرير منذ الصباح وحتى ساعات الليل المتأخرة وفي احيان كثيرة يأتي ابناؤها معها وهناك ابن لها معتصم منذ اليوم الاول في ساحة التحرير".
وبينت ان اجمل الاشياء بالنسبة لنا هي قدوم بعض المعتصمين وطلب الطعام لانهم اعتادوا على الاكل المقدم مني او من زميلاتي، فهدفنا هو خدمة ابناء هذا الوطن ممن يملكون رسالة على المسؤولين تنفيذها خدمة لابناء البلد".