سعدي الحلي الحنجرة النازفة

سعدي الحلي الحنجرة النازفة

رياض رمزي
بعد أن أوسعت أغاني سعدي سماعا، أصبحت مشدودا إليه، وعندما وقعتُ تحت قبضته، رحت أكتب عنه بوحي من أغانيه. ما خلق حسرة لدي، بعد جلسات السماع، مصيره الشخصي الذي بات شديد الوطأة علي مما جعلني أتساءل:

ما الذي أكسب سعدي هذا القدر من اللغط لدرجة صار بوسعه أن يكون نجما يتربع على الموقع الأول في الأحاديث والمزح اليومية، مع أن جلّ ما كان يمتلكه موهبة أفاض الله عليه بها، لكنها جلبت له وبالا؟. لماذا صار اسمه أكثر تداولا ربما في مرتبة الثانية بعد حاكم البلاد؟.
دراستي لمصيره الشخصي وما تعرّض له أشبه بتبرئة الذمة لما حصل له على أيدي الكثير من مواطنيه. علينا ألا نتوانى عن التذكير بمسيرة هذا الشخص، وألا نخلد للصمت إزاء حالة لم تُخترع فيها كذبة إلا و ألصُقت به، مسبّبة قدرا كبيرا من التعاسة له ومانحة الارتياح لمن تداولها. كي نضاعف همتنا في استعادة هذه الشخصية الكبيرة، علينا أن نشرح لماذا حدث له ما حدث؟، ومن الذي سهّل حدوث ما حدث؟.
لا صلاح لأمة عاقّة تعاقب مبدعين كرّسوا لها علمهم وإبداعهم. الأجدر بنا أن نرفعهم إلى مصاف القديسين، عن طريق ترديد مآثرهم طوال الوقت. التعتيم على مسيرة حياة من قاموا بتوسيع وجودنا وتكثير معناه بانجازات ابتاعوها بحياتهم، سلوك مشين واستخفاف بيّن بمن شيّد لنا مكانة بين الشعوب. وهذا هو هدف الكتاب