انتفاضة تشرين جعلت نظام المحاصصة يجثو على ركبتيه

انتفاضة تشرين جعلت نظام المحاصصة يجثو على ركبتيه

 ترجمة حامد أحمد
منذ 1 تشرين الاول تمت تنحية اسلوب نظام محاصصة في حكم العراق جانبا وذلك بعد اندلاع احتجاجات تستنكر نظاما سياسا متأصلا بالفساد اجتاح البلد .
كان ردا عنيفا لا يغتفر من قوات حكومية على احتجاجات شعبية، تخللتها اختطافات واعتقالات وقتلى بالمئات من متظاهرين شباب، جعلت نظام المحاصصة يجثو على ركبتيه .

صيغة نظام الحكم هذا، الشبيه بنظام الحكم الطائفي في بيروت الذي شكل بعد اتفاق الطائف عام 1989، تجعل من مؤسسات الدولة المهمة ووزاراتها بأيدي اشخاص بلا خبرة ولا كفاءة تابعين لاحزاب تقوم بدورها بالهيمنة على موارد البلد واختلاس الاموال من خلال عقود وهمية واسلوب المحسوبية في توزيع فرص عمل ووظائف لأتباعهم .
نظام الحكم الفاسد هذا قد وصل بالبلاد الى مرحلة جعلت من الناس، الذين وصلوا الى مرحلة اليأس، ان يخرجوا الى الشوارع مطالبين بتوفير فرص عمل وتفعيل الخدمات والقضاء على الفساد ولكن ما لبثت ان تتوسع المطالب اكثر لتشمل اسقاط النظام والاحزاب الحاكمة المتهمة بالفساد وسرقة المال العام .
قرار رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بالاستقالة بعد وصول عدد قتلى المتظاهرين الى اكثر من 400 تحت مرأى منه، قد فشل في تهدئة غضب الشعب وزخم الاحتجاج .
ولكن التسابق من الاحزاب والكتل المنتفعة لتقديم بديل عنه، فشل بالحصول على رضى المجاميع المحتجة التي تريد شخصا كفوءا مستقلا لم يسبق له ان تولى منصبا او تولى مسؤولية ضمن نظام الحكم الذي قاد البلاد منذ عام 2003 .
محمد، 24 عاما، متظاهر في ساحة التحرير قال لموقع، نيو أراب، الاخباري "انهم يحاولون اصلاح مركب متهالك، ولكننا لن نغادر ساحة التحرير ."
ونشرت صور بوسترات لمرشحي منصب رئاسة الوزراء عند ساحة التحرير وقد وضعت على وجوههم علامة كروس، بلون احمر تعبيرا على رفضهم من قبل المحتجين .
وكان محافظ البصرة، اسعد العيداني، هو ثالث مرشح يعلن المحتجون رفضهم تكليفه بالمنصب بعد عضو البرلمان محمد شياع السوداني ووزير التعليم العالي قصي السهيل .
واضاف المتظاهر محمد قائلا "هؤلاء الاشخاص لا يستحقون هذا المنصب، لأنهم اذا جاءوا فسيحاولون جهد امكانهم إرجاع نظام المحاصصة المرفوض والمتهالك للوقوف على قدميه مرة اخرى ."
وجاء في بيان لمحتجي ساحة التحرير بأن ثورة تشرين قدمت مئات من الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى لاسقاط الاحزاب الفاسدة جميعها بنظامها المقيت، نظام المحاصصة الطائفية والحزبية، ليخرج علينا الفاسدون بترشيح العيداني لرئاسة الحكومة وهو احد الفاسدين الذين خرجت ثورة تشرين ضدهم وطالبت بمحاكمتهم .
ناشط من ساحة التحرير قال ان كل ما يصدر من الاحزاب والكتل السياسية في البرلمان مشكك به من قبل المحتجين .
واضاف قائلا "نحن كمحتجين ومعتصمين نرفض كل اشكال المحاصصة سواء كانت طائفية او حزبية ".
 عن موقع نيو أراب New Arab البريطاني