منظمة دولية: مسيحيون تشجعوا بتضامنهم مع متظاهرين وسط قمع دموي حكومي

منظمة دولية: مسيحيون تشجعوا بتضامنهم مع متظاهرين وسط قمع دموي حكومي

 ترجمة حامد أحمد
ذكرت منظمة الشأن المسيحي الدولية ICC بان احتجاجات العراق الدموية التي سقط فيها مئات القتلى مع جرح آلاف آخرين بسبب قمع حكومي دموي قد أفضت عن شعورا قويا من التضامن بين مواطني البلد من مسلمين ومسيحيين من الاقلية العرقية .

وقالت ، كلير ايفانس ، المديرة الاقليمية لمنطقة الشرق الاوسط لمنظمة الشأن المسيحي الدولية التي تتخذ من واشنطن مقراً لها والمعنية بأحوال المسيحيين حول العالم ، بأن الاطياف الدينية قد توحدت في رغباتها برؤية نهاية للفساد وانخفاض نسبة البطالة مع إسقاط المؤسسة السياسية الفاشلة برمتها .
وعلى الرغم من استقالة رئيس الوزراء استجابة للاحتجاجات ، فإن ناشطين قد رفضوا التنازل عن كفاحهم من أجل مستوى معيشي أفضل لجميع العراقيين .
وأضافت مديرة المنظمة بقولها إنه رغم الإضرار الناجمة عن حالة الاضطراب ، فإن أطياف الشعب العراقي يحدوهم الأمل بان جهودهم لن تذهب سدى وهم على أبواب سنة جديدة . وقالت إن المسيحيين العراقيين ، الذين تناقصت أعدادعم من 1.5 مليون نسمة قبل العام 2003 الى 250,000 ألف شخص الآن ، قد تشجعوا من قبل مسلمين يناصرونهم وينادون بالمحافظة على حقوقهم .
وقالت ، ايفانس ، في حديث لصحيفة اكسبريس البريطانية " العراق ينهي عامه الحالي بموقف ايجابي جدا . إنه أمر مذهل ."
واضافت بان تنظيم داعش كان قد خلف جروحاً عميقة لمكونات الشعب العراقي ، وإن كثيراً من الناس شهدوا ما فعله داعش من عنف بأسم الإسلام بحق مسلمين ومسيحيين .
ومضت بقولها " متظاهرون جميعهم من مسلمين ومسيحيين يدعون لحماية المسيحيين ، وما اسمعه يدل على إنه لم يكن هناك أملاً كبيراً لحقوق المسيحيين كالذي يعيشوه الآن . البعض وجد صعوبة في تصديق ما يحصل ."
واستنادا للمفوضية العراقية العليا لحقوق الانسان فإن 450 شخصاً على الاقل قد استشهد مع جرح آلاف آخرين منذ انطلاق الاحتجاجات في 1 تشرين الأول وذلك على يد قوات أمنية مارست القمع ضد محتجين لغرض اسكاتهم باستخدام اطلاقات مطاطية ورصاص حي وقذائف غاز مسيلة للدموع من العيار العسكري .
وقالت مديرة المنظمة ، ايفانس ، إن مواطنين عراقيين من أطياف وأعراق دينية مختلفة قد توحدت فيما بينها بوجه ما صدمهم في كيفية تعامل السلطات مع المتظاهرين ، مشيرة الى دور إيران ونفوذها بهذا الشأن .
وأضافت بقولها " الذي لم يتوقع احد حدوثه هو رد الحكومة العنيف ضد المتظاهرين المحتجين ، وهناك دور لاتباع إيران في هذا القمع لأن إيران لاتريد أن ترى المحتجين وهم يحققون نجاحاً ."
وقالت ان الانطباع السائد لدى المحتجين بعد ثلاثة أشهر على الاحتجاجات في الشارع هو أن إصرارهم وصمودهم سيؤدي لتحقيق مطالبهم رغم إقرارهم من أن الجانب الآخر سيستمر بممارساته القمعية ضدهم ، مشيرة الى أن كثير من المحتجين متأملين من أن عصراً سياسياً جديداً قد يلوح بالافق رغم المصاعب التي يعيشوها .
وكان زعماء الطائفة الكلدانية قد أعلنوا في بداية شهر كانون الأول من إنهم لن يحتفلوا بأعياد الميلاد بشكل علني تضامنا مع المحتجين وكموقف أخلاقي ازاء سقوط عدد كبير من الشهداء خلال التظاهرات .
وقال الكاردينال ، لويس روفائيل ساكو ، راعي الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم " ليس من الطبيعي أن نعبر عن فرحنا واحتفالنا في حين هناك من يسقطون قتلى خلال التظاهرات ، هذا شيء لا يصح ."
وكان مطران أربيل القس ، بشار وردة ، قد حذّر في شهر أيار من أن المسيحيين يتناقص عددهم بشكل كبير في العراق الأمر الذي يهدد وجودهم في البلد .
وتعرض أكثر من 125,000 مسيحي للتهجير على يد تنظيم داعش الإرهابي عندما اجتاح قراهم في سهل نينوى عام 2014 .

 عن صحيفة اكسبريس البريطانية