مهمة الطبيب ومهمة عضو البرلمان…

مهمة الطبيب ومهمة عضو البرلمان…

 حسان عاكف
مَنْ يذهب للطبيب ينتظر منه تعاملاً انسانياً مناسباً لتشخيص عِلته، بعد إجراء الفحوصات السريرية والتحليلات المختبرية والأشعة المقطعية عند الضرورة، وأخيراً ينتظر المريض تشخيصاً صحيحاً ووصفه دوائية وتوصيات ضرورية للاستطباب والشفاء العاجل.

بالتأكيد ، لا ينتظر المريض من الطبيب أن يضيفه بكأس من العصير أو قطعة نستلة، لا بل حتى لا ينتظر الضيافة بقدح من الماء، فهذا ليس من مهام الطبيب أو واجباته. أما إذا قام الطبيب بشيء من هذا فسيكون مبادرة حلوة مفاجئة تثير الشعور بالارتياح لدى المريض، وتستحق الشكر.
كذلك عضو مجلس النواب فهو يُنتخب لمهام ذات علاقة بالبلد، مهام تشريعية خاصة باقرار قوانين الدولة وآليات بنائها وإدارتها، ومهام رقابية تتعلق بوزاراتها ومؤسساتها، الى جانب دراسة القضايا الكبرى للبلد والمصادقة عليها؛ كالموازنات السنوية والمعاهدات مع الدول الأخرى والسياسات الاقتصادية الهامة، وكذلك القرارات التي تتعلق بحالات السلم والحرب.
لا ينتظر من عضو مجلس النواب أن يكون ممثلاً عن مدينته وصوتاً لايصال مطالبها واحتياجاتها الخدمية ومطالب ناخبيه الى المجلس، فهذه هي مهمة المجالس البلدية ومجالس المحافظات والمسؤولين الإداريين، وليس مهمة البرلمان، ولا بأس أن يطرحها النائب في البرلمان إذا توفرت فرصة مناسبة لذلك، وفي كل الأحوال يبقى ذلك مهمة ثانوية لعضو البرلمان.
ليس مهمة عضو البرلمان الأساسية المطالبة بتبليط شارع أو بناء مدرسة أو فتح صالة ولادة في مدينته، بل مهمته أن يتابع حال المدارس والطرق والجسور وخطوط سكك الحديد والمؤسسات الصحية في عموم العراق، ويقترح سبل توسيعها وإدامتها والارتفاع بأدائها.
لذلك كله نقول بدوائر انتخابية على مستوى المحافظة بترشيح فردي وعبر القوائم، وليس دائرة انتخابية على مستوى القضاء، مادمنا غير قادرين على الذهاب الى اعتبار العراق دائرة انتخابية واحدة، بسبب معارضة أصحاب السلطة و النفوذ ورفضهم لهذا النظام الانتخابي كونه يتعارض مع مصالحهم وأطماعهم ومع نهجهم السياسي.