الصدر نفى صلته بترشيح محافظ البصرة العيداني يلتحق بالسهيل والسوداني..والنجف غاضبةمن الضغوط الإيرانية

الصدر نفى صلته بترشيح محافظ البصرة العيداني يلتحق بالسهيل والسوداني..والنجف غاضبةمن الضغوط الإيرانية

 متابعة: الاحتجاج
تشير المعلومات الواردة من غرف التفاوض السياسي، بشأن منصب رئيس الحكومة، إلى انهيار أسهم محافظ البصرة أسعد العيداني، بعد انتعاش حظوظه لعدة ساعات فقط، لكن الرفض الشعبي كان حاضراً بقوة في ساحات الاحتجاج. واتجه مسار التطورات، منذ مساء أمس، نحو بوادر اتفاق على تقديم أسعد العيداني كمرشح تسوية جديد، بعد حرق المرشحين السابقين، اللذين قدمهما تحالف البناء خلافاً لرغبة الصدر.

لكن مصادر وثيقة الصلة بالصدر، أكدت انهيار تلك البوادر في مهدها، إذ لم يحظَ العيداني، بقبول الصدر بشكل نهائي، وتم إبلاغ رئيس الجمهورية بذلك.
ويضيف المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه أن "ملف العيداني وضع مع ملفات السهيل والسوادني وبحر العلوم، وأصبح شيئا من الماضي، بعد التباين في المواقف بين الصدر والعامري، وعدم الاتفاق على ترشيحه، على الرغم من حصوله على ضوء أخضر سني، وربما من بعض القوى الكردية".
وإلى النجف، تشير مصادر إلى أن المرجع الديني الأعلى آية الله علي السيستاني، تلقى آخر المعلومات بشأن طبيعة التطورات السياسية في البلاد، خاصة مع قرب يوم الجمعة، لكنه أبدى امتعاضاً شديداً، حيال الضغوطات الإيرانية في مسألة تمرير رئيس الوزراء، وتحدث مع مقربيه بشأن ذلك".
وبعد رفض الصدر، أصدرت كتلة سائرون الجناح السياسي للتيار، عدة بيانات عن نوّابها، عززوا موقف زعيمهم الرافض للعيداني.
وقال النائب عن كتلة سائرون سعد مايع في بيان، إن "هناك أطرافاً تحاول تحشيد الرأي العام ضدنا في محاولة يائسة لصرف الأنظار عن مفاسدهم ومآربهم الدنيئة عبر اطلاق تهم لا تمت للواقع بصلة".
وأضاف ،أن "كتلة سائرون النيابية تقف موقفاً ثابتاً مع المتظاهرين وتلتزم التزاماً وطنياً وشرعياً بتنفيذ طلباتهم بشكل كامل"، لافتاً إلى "أنها أعلنت عن موقفها الداعم لساحات التظاهر بكل صراحة وعملت على تحقيق تطلعات الجماهير بصورة عملية وليس كبعض القوى التي تظهر تعاطفها في العلن وتبدي استياءها بالخفاء".
بدوره، أكد النائب عن التحالف، صباح طلوبي رفض تحالفه التصويت على مرشح مخالف لإرادة الشعب، وتسلم أي منصب حتى لو جاء على طبق من ذهب، حسب تعبيره.
وقال طلوبي في بيان تلقت (الاحتجاج) نسخة منه امس الخميس إن “هنالك قناة فضائية روجت لخبر لا يمت للحقيقة بصلة مفاده عقد صفقة لتمرير مرشح معين مقابل حصول كتلة سائرون على منصب المحافظ في إحدى المحافظات، داعياً تلك الفضائية إلى توخي الدقة والموضوعية وعدم الدخول في السجالات السياسية". وخلال الساعات الماضية، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي، أنباءً عن وجود اتفاق مبدئي، لمنح تحالف سائرون، منصب محافظ البصرة، مقابل الموافقة على تمرير أسعد العيداني، رئيساً للحكومة.
ميدانياً، جدد معتصمو الساحات رفضهم مرشحي الكتل السياسية للمنصب، وجسدوا ذلك عبر هتافاتهم وشعاراتهم التي رفعوها.
وقال بيان صدر عن ساحات التظاهر، امس (26 كانون الاول 2019): "انتجت انتفاضة تشرين العراقية مئات الشهداء وآلاف الجرحى وتعرض العشرات من المنتفضين الى الاعتقال والتغييب والخطف والتصفية، وعملت قوى الطائفية والفساد بشتى الطرق والوسائل على اخماد انتفاضة شعب لم ولن يتراجع امام اكبر قوى الظلام والغدر ” داعش”. وأضاف، أنه "كنا قد حملنا هذه القوى مسؤولية هدر الدم الغالي، وما وصل اليه وضع العراق من خراب وفساد وتراجع على كل المستويات، وأن انتفاضة تشرين، انطلقت اساساً ضد الكتل الطائفية والفاسدة التي حكمت البلاد طيلة الفترة الماضية، ومن آخر المستحيلات القبول باعادة انتاج نفس القوى باشكال واسماء مختلفة". وتابع، "نعيد ونكرر رفضنا التام لأي شخص يترشح من خلالهم ومنهم أسعد العيداني ونؤكد إصرارنا على رفض اي مرشح يأتي خلاف المواصفات والمعايير التي طرحتها ساحات الاحتجاج". وهدد المعتصمون بأن "أية محاولة فاشلة منهم ستجبرنا بالتأكيد على التصعيد سلمياً وهذه المرة فأن ساحات الاحتجاج لن تبقى في أماكنها المحددة، بل ان الشوارع كلها ستكون انتفاضة".