قتل المتظاهرين والسلطات لا تلاحق المجرمين

قتل المتظاهرين والسلطات لا تلاحق المجرمين

 متابعة الاحتجاج
أكثر من 520 قتيلاً من المتظاهرين سقطوا خلال الشهرين الماضيين في العراق، وإلى غاية الآن لا تُعلن السلطات الأمنية في البلاد التوصل إلى عصابة أو مليشيا أو فصيل مسلح تولى عمليات قمع المحتجين بقنابل الغاز والرصاص الحي ونيران القناصة، ولا حتى الاغتيالات التي كثيراً ما صورتها كاميرات المراقبة في الشوارع.

وبالرغم من المعلومات التي يملكها المتظاهرون، والتي تدين جهات مسلحة متورطة بقتل المتظاهرين، فإن الحكومة العراقية تكتفي بالحديث عن أنها تتابع ملفات القتل، فيما تستمر بالتشكيك بأعداد القتلى.
ومنذ الأول من تشرين الأول الماضي، واندلاع التظاهرات، لم يسلم المتظاهرون في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب من عمليات الاغتيال والملاحقات والتهديدات من قبل عصابات مجهولة، يؤكد المحتجون أنهم من "المليشيات الموالية لإيران"، إلا أن المتحدثين باسم الحكومة يقولون إن "مندسين ضمن المتظاهرين يعملون على استغلال التظاهرات لضرب الأمن في البلاد".
بالرغم من المعلومات التي يملكها المتظاهرون، والتي تدين جهات مسلحة متورطة بقتل المتظاهرين، فإن الحكومة العراقية تكتفي بالحديث عن أنها تتابع ملفات القتل، فيما تستمر بالتشكيك بأعداد القتلى.
وفتح الإعلان عن اعتقال المتورطين بجريمة الوثبة الباب أمام سلسلة من التساؤلات عن قدرة الحكومة على اعتقال القتلة بوقت قصير، وربطها بأسباب عدم الكشف عن المتورطين بقتل المتظاهرين من القوات الحكومية وشبه الحكومية.
في السياق، قال الناشط والمتظاهر أيهم رشاد إن "الحكومة العراقية والسلطات الأمنية والقضائية لم تتمكن إلى غاية الآن من اعتقال أي قاتل استهدف المتظاهرين بالرصاص الحي، ولا وقف الاغتيالات، ولا تثبيت الأمن، والحكومة إلى غاية الآن لم تقم بأي إجراء ضد الجماعات المسلحة التي تستهدف المحتجين السلميين"، مؤكداً أن "الحكومة متواطئة مع الجهات المسلحة التي تحميها وتختطف الناشطين والمحتجين وتستجوبهم في غرف مظلمة".
ووفقا لمصادر في محكمة جنايات الرصافة ببغداد، فإن ملف التحقيق بحوادث قتل المتظاهرين ما زال يراوح مكانه.
وقال قاضي تحقيق في المحكمة ببغداد، إن "الوحدات الأمنية والعسكرية غير متعاونة مع القضاء في هذا الإطار، وهناك روتين عال ومبالغ فيه فيما يتعلق باستدعاء الشهود العسكريين أو الضباط المتهمين"، مشددا على أنه "فيما يتعلق بقتل المتظاهرين ببغداد، لا يوجد أي تقدم في الملف، ولم يتم حسم أي تحقيق حتى الآن، وساء الأمر بعد استقالة حكومة عبد المهدي".
وكشف المتحدث ذاته عن أنه "من مجموع نحو 500 حالة قتل لمتظاهرين، لم يصدر القضاء أوامر قبض أو حكم إدانة على أكثر من 4 فقط في محافظة ذي قار، بينهم قائد بالجيش لم ينفذ بحقه أمر القبض حتى الآن".
أما المتظاهر في ساحة التحرير ببغداد، غيث الغزالي، فأشار إلى أن "الجيش العراقي بريء من قتل المتظاهرين. القتلة هم عناصر الجماعات المسلحة، كما أنهم يشعرون بالخطر على مصالحهم، ويسعون إلى ترهيب المحتجين، بالقتل والاختطاف والتهديد، إلا أنهم وبعد أكثر من شهرين، عليهم أن يعلنوا خسارتهم أمام إصرار العراقيين على التغيير"، موضحاً أن "المتظاهرين في ساحات بغداد شاهدوا عبر التلفاز، وما يُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، عملية اعتقال واحدة، وهي لمجرمي حادثة الوثبة، وهو أمر جيد، ولكن أين المجرمين الذين يقتلون المتظاهرين يومياً؟".