احذروا التفريط بأي جهد داعم ومساند للانتفاضة…

احذروا التفريط بأي جهد داعم ومساند للانتفاضة…

 حسان عاكف
وأنا أتابع جانباً من تصريحات بعض الإخوة والابناء، الذين يظهرون على القنوات الفضائية متحدثين باسم المنتفضين في ساحة التحرير أشعر ، وللأسف، أن جانباً من سلوك رجال الدين المتطرفين في إدعائهم احتكار فهم الدين وتفسيره والتشريع والافتاء بما هو حلال وماهو حرام،

أخذ يتسرب الى أسلوب هؤلاء في النظر الى الأشياء وطريقتهم في التعامل مع الآخرين من إخوتهم المنتفضين الرابضين معهم في الخطوط الأمامية للمواجهة في عموم المحافظات الثائرة، ناهيك عن الآلاف الأخرى من المواطنين من النقابيين والمثقفين والناشطين المدنيين والسياسيين الداعمين والمساندين لهبة الشعب، والملايين الآخرين داخل العراق وخارجه المنشدّين بعقولهم وأفئدتهم لحظة بلحظة مع ما يجري لابنائهم وإخوتهم ولبلدهم في سوح المواجهات المختلفة.
وفي ظل ساحات منتفضة بتنسيقيات متعددة غير موحدة نرى هؤلاء المتحدثين باسم المنتفضين يتحسسون بطريقة غريبة من أي موقف أو جهد أو تصريح لا ينسجمون معه، أو لا يمر عبرهم أو بموافقتهم، ويتصدون له، ولا يترددون من الإعلان إنهم وحدهم من يحق له أن يقرر أو يوافق أو يرفض، على ما يقوم به الآخرون في ساحة التحرير في بغداد أو ساحات التحرير في المحافظات الأخرى ويشرعنه، بحجج وطروحات غريبة.
ما حصل يوم السبت الماضي في بغداد في مؤتمر دعت إليه عشرات التنسيقيات من ساحة التحرير ومن أربع محافظات أخرى ومحاولة مجموعة التشويش عليه لإفشاله، مثال على ما أقول، خصوصاً بعد ظهور مسؤول أحد التنسيقيات على شاشة إحدى الفضائيات مساء ذات اليوم معبراً عن عدم رضاه على المؤتمر ومؤتمرات أخرى مشابهة عقدت في الأسبوع الماضي.
على الثوري أن يتحلى بقلب حار وعقل بارد، وأن يفرح ويرحب بأي جهد مهما كان متواضعاً يأتي من الآخرين لدعمه، وأن يفتح صدره للجميع وما يقدمونه من دعم وجهد، بقدر الشجاعة التي يتحلى بها وهو يفتح صدره لاستقبال الرصاص. فالمواجهة مع الفاسدين ونظام المحاصصة ماتزال في بداياتها، والطريق لتحقيق كامل الأهداف مايزال طويلاً ووعراً وخطيراً.