مثقفون:الشعبَ العراقيَّ بثورتهِ العظيمةِأعادَ النظرَ بالمعسكرِالثقافيِّ،وأكدعلى مقدرتِهِ في الحضورِ

مثقفون:الشعبَ العراقيَّ بثورتهِ العظيمةِأعادَ النظرَ بالمعسكرِالثقافيِّ،وأكدعلى مقدرتِهِ في الحضورِ

 علاء المفرجي
لم يخفت الصوت الحر، ولم تخفت المبادرات، أغلبها شخصي أو عبر مجاميع ثقافية صغيرة، من مقارعة واقع مر ومتسارع في تعقيداته وأسئلته الكبيرة. فقد وجد المثقف نفسه بغتة، خصوصاً النزيه منهم، خارج حفل دعاة الطوائف ومروجي خطابها، وأعراس أصحاب المشاريع الوهمية والمزيفة الذين تعج بهم الحياة العامة.

صحيح إن إنطلاق شرارة هذا البركان الهادر والشجاع جاء على أكتاف حامليه من شباب المناطق المهمشة والمسروقة علناً من قبل دعاة الفضائل، فهم وحدهم واجهوا وبصدورهم العارية منظومة حكم تمتلك في خزانتها المال والسلاح والسلطة، وتتخندق خلف عناوين كاذبة ومستعارة من التاريخ وهذا من جهة. وأخرى، وهنا تكمن المفارقة البليغة، انها، أي الإنتفاضة، لم تستأذن من أحد ساعة توقيت انطلاقتها، أو تستلف من رؤية نخبة ثقافية أو كتاب أو مثقف ما ليكون محركاً ليتصدر واجهتها، بل جاءت وفق مواصفات صرخات مكتومة ولمكابدات طويلة فجرتها وعود متهافتة ومخزية مل من سماع تكرارها الفارغ جيل له عالمه الخاص.
الاحتجاج كان لها وقفة مع بعض مثقفينا:

محمود عواد: الثقافةُ فعلاً إنسانياً مــضاداً
أكثر ُما يضفي طابعَ الحيويةِ عــلى ثقافةٍ ما ، هو أن تعتـــمدَ الحضــورَ المرحليَّ ، لا أن تنزويَ في مجلداتِ الحقبِ وتجهلَ عصرَها ، ذلك لأنَّ الثقافةَ هي الزمنُ بعينه ، فضامنُ حيويتها يقترنُ بالوقوفِ في دائــــرةِ الأزماتِ الكونيةِ ، هذا وحدَهُ ما يجــــيزُ للعاملِ في الحقـــــولِ الإنسانيةِ البقاءَ حياً ، وكي يضاعفَ حضورَه عليه أن يناضلَ للـخلاصِ من وهمِ كلمةِ مثقفٍ وأن يكتفيَ بتسميةِ ناشطٍ ثقافيٍّ، لكــــونِ كلمةِ مثقف تنطلقُ من خطابٍ إيديولوجيٍّ ميّتٍ ، بخلافِ ما نعيشُهُ من زمنٍ عابرٍ لإيديولوجيا جامدةٍ ، وصعودِ أخرى سائلةٍ ، والايديولوجيا السائلة هي اللا ايديولوجيا بحسب باومان فالبشرُ اليوم كريّاتُ دمٍ فـــي جسدِ الزّوالِ ، والجميعُ يتدحرجُ في فضاءٍ اقتصاديٍّ متـــــوحشٍ ، ولا نجاة من ذلك إلّا بمواجهةِ الكارثةِ من داخلِ الكارثةِ نفسِها ، وتلك هي مهمةُ الفعلِ الثقافيِّ السائلِ ، أي اعتمادُ اللاحسـمِ النظريِّ في رصدِنا للواقعِ ، هنا تكونُ الثقافةُ فعلاً إنسانياً مــضاداً ، وهي بذلك تعملُ على ممارسةِ عمليةِ الهدمِ الآني للخطاباتِ ، وهذا ما أفرزته سوحُ الاحتجاجِ العراقيِّ ، فقد عَمِلَت على تفتيتِ صخرةِ النُّخبةِ ، والمراهنةِ على المخيالِ الشعبيِّ واللامفكر فيه ، بهذا أصبحَ النشاطُ الثقافيِّ هو الخطابَ الإيديولوجيَّ السائلَ للمرحلةِ ، وليسَ المثقفَ بالمفهوم المتعارف عليه ، كذلك برعَ المخيالُ الشعبيُّ في إطلاقِ سراحِ الرمزِ الدينيِّ كالحسين مثلاً ، وتحريرِه من قفصِ الأُسطورةِ ، وهذا ماعجزتِ النخبةُ عن تحقيقِ نسبةٍ ضئيلةٍ منه ، لذا أنا بوصفي ناشطاً ثقافيّاً أقول إنَّ الشعبَ العراقيَّ بثورتهِ العظيمةِ أعادَ النظرَ بالمعسكرِ الثقافيِّ ، وأكد على مقدرتِهِ في الحضورِ العالميّ ، من خلال أنسنتِهِ لوحشِ العصرِ وأعني التكنولوجيا ، جاعلاً منها سوقاً عالمياً لتسويقِ ثورتِهِ للعالمِ بثقةٍ وإصرار

أحمد ضياء: دور المثقف الانبطاحي
التقيد التهكمي التعميمي لثلة من المثقفين يصاحبه إنموذجاً فاعلاً من أوهام السلطة، فاللقطة الأساس تصنع يومياً بعيداً عن أي تنظير ثقافي، الأمر الّذي بين أن الواقع داخل الحرك التزم بوثيقة الدم متجهاً لعصر ما بعد الأيديولوجيا، وهذه الطريقة هي الأولى من نوعها خصوصاً في عراق ما بعد 2003، فالتنظيم يولد بشكل آني خارج أي حذلقة طوباوية، وتظل الحقيقة موخلة بكثيرٍ من الأفعال الكوني. نشهد اليوم صعود الهامش الذي يحرك المثقف ويسهم في تكوين رؤيته، باختصار، فاعلية الإدارات لها إحداثيات هامة. بالوقت الذي نشهد حراكات متنوعة لها اغراض الإصلاح الزائف، لا ينفك المتظاهرون من تأسيس جبهة مضادة وهو الفعل السلمي الأكثر جمالاً وحرية. حيث يخفق الآخر وينجح المتفرهد. الاغراض الأهم للمثقف دائماً حيازته على تصدي المشهد فمثلاً المظاهرات التي سبقت هذه الثورة كانت تدار بأيادٍ ثقافية مما عجل موتها المشروط ببيعها و / أو البقاء فيها خارج خانة الجماهير. الأخطاء الممكنة في الرحلة الثورية هذه تشارك العراق إذ إن الجوع مصدر ديمومة هذه الثورة. فدور المثقف خجول أزاء الدم، والكم الهائل من الشهداء والجرحى، حيث يناط له حالياً تأكيد فاعليات وأنشطة مؤسساتية من قبل المثقفين عينهم . وهنا لا أود ليان الحالات السلبية المثقف لكن، الهلع وراء الأموال ديدن هذه الطبقة وأعني البعض . فتصريحات المثقفين أنهم مع السلطة ليست بالأمر الجديد، فتعودنا أن يكون هذا الكائن المهزوم متعاوناً مع أجندات الدم، ولتاريخ ليس بالبعيد نجد اصطفاف المثقف مع النظام الصدامي الفاشي ، وهنا سنطرح سؤالاً هل أن سلطة رأس المال هي من تدفع المثقف إلى الانجرار وراء السلطة، أم أن المثقف بطبيعته يحب أن يكون واجهة إعلامية لهذه الذوات القمعية؟

د.جواد الزيدي: مشاركة المثقف كانت جادة وحقيقية
مشاركة المثقف كانت جادة وحقيقية من خلال الاستمرار في البحث عن لحظة جديدة للتعبير والتواجد الدائم مع المحتجين وتقديم الدعم المعنوي في النصح والتوجيه وتقديم رؤى تفسر وتشرح مستقبل هذا الحراك والخطوات الواجب اتخاذها من أجل تحقيق الاصلاح العام شارك فيها مفكرون وأدباء وفنانون وإعلاميون وخلق رأي عام لتبني تلك المطالب ، فضلاً عن الإدارة الثقافية الناجحة التي قام بها البعض لايصال صوت المحتجين للعالم من خلال صحيفة معبرة غن طبيعة هذا الفعل الاحتجاجي وإنشاء إذاعة محلية خاصة بهذا الفعل ، مما حقق إعادة الثقة بالمثقف العراقي وفاعليته الاجتماعية المطلوبة . وهنا يمكن تلمس ذلك من خلال احتضان الجماهير في ساحات الاعتصام للمثقف بتخصصاته المختلفة واللجوء إليه أحياناً للمساعدة في في تقييم طبيعة هذا الحراك .