نريد وطن:يعني حماية مصالح العراقيين،والحفاظ على ممتلكاتهم ومصادر أرزاقهم

نريد وطن:يعني حماية مصالح العراقيين،والحفاظ على ممتلكاتهم ومصادر أرزاقهم

 يكتبها متظاهر
من بين المناورات التي بات يعتمدها أزلام الطبقة السياسية وشبكاتهم المخاتلة، إظهار استمرار التظاهر والاعتصامات وتدفق المسيرات التضامنية معها، بوصفها إمعان في زعزعة الاستقرار، والحاق الضرر باصحاب المتاجر والمكاتب والدكاكين والباعة الصغار.

وكذلك تعطيل الحياة العامة من دوائر ومؤسسات ومستشفيات ومدارس ومعاهد وسوى ذلك مما له علاقة بالمصالح المباشرة للمواطنين عامة، واصحاب الدخل المحدود والباعة المتجولين. وكل ذلك يعني بوضوح أن المنتفضين وليس الطبقة السياسية المهيمنة هم الذين يعطلون الحياة والمصالح العامة ويلحقون الضرر بها.
وهذه واحدة من أحابيل وتلفيقات كل الانظمة والحكومات اللاديمقراطية المعزولة عن شعوبها، وأساليبها لتفكيك وإجهاض أي حراكٍ واحتجاجٍ يهدف للتخلص من الحكام الفاسدين والمنظومات التي يعتمدونها، والتي هي في اساس تعطيل الحياة العامة والخاصة عبر سياساتها ونهجها في مصادرة ارادة المجتمع وتجريد طبقاته وفئاته وافراده من حق العمل وتأمين مستلزمات حياة كريمة وضمان أسباب ذلك من خدمات وتعليم وصحة وبيئة إبداعٍ وخلق. والنظام المحاصصي النهّاب هو، وليس المتظاهرون، من يتسبب في إفقار المجتمع وسلب خيراته وجعل اغلبيته تحت خط الفقر، والبطالة، والأمية، والضياع في المجمعات الهامشية التي لا تليق بالبشر. والطبقة السياسية المهيمنة على مقدرات العراقيين، هي وليس المتظاهرون من يُعطّل طاقة المجتمع وأفراده من المساهمة في بناء البلد وتعظيم انتاجه من الخيرات والثروات ووضع الوطن على طريق التقدم والتطور الحضاري.
إن ما يتسبب في تعطيل الحياة العامة ويلحق أفدح الاضرار بالمواطنين وأشغالهم وممتلكاتهم ومصادر رزقهم، هو اصرار آباء شُبه دولة الفساد والمحاصصة ومصادرة الارادة الوطنية على الحيلولة دون الاستجابة للمطالب المشروعة التي ينادي بها المتظاهرون المعتصمون في ساحات الحرية والتغيير، ويواصلون جريمة إزهاق ارواح شبابها، والاستماتة في إعادة انتاجها لحكومة هجينة معزولة تخدم مصالحها وتضع البلاد من جديد تحت رحمة زبانيتها وميليشياتها المنفلتة الوقحة.
وخلافاً لدعاوى قادة السلطة الجائرة، يقوم المعتصمون بتنظيم تجمعاتهم وتوزيعها، بالقدرٍ الذي يضمن استمرار حراكهم بعيداً عن مواقع العمل والمحلات التجارية والمراكز الحيوية التي لها علاقة بمصالح الناس. والقيادات الامنية والسياسية والحكومة نفسها برئيسها قد أكدت منذ البداية ودون انقطاعٍ على أن المندسين هم الذين يتعرضون للممتلكات العامة والخاصة والحكومية، وهم، وليس المتظاهرون من يُخرب ويحرق ويعتدي ويسرق. لكنهم لا يُفصحون عن هوية هؤلاء المندسين، كما هو الحال مع القناصين والقتلة والمسؤولين عن الخطف والاعتقالات والاغتيالات الغادرة.
لقد بدأت تتضح معالم النضوج والوعي والتنظيم والفرز وتوزيع المهام في حواضن المعتصمين وفي تنسيقياتهم. وينعكس ذلك في تشكيل الجماعات وتوزيعها حسب تخصصاتها، بما في ذلك ما يتعلق بحماية ساحات الاحتجاج من المندسين، والمكلفين من الميليشيات والاجهزة الامنية بتنفيذ مهام تخريبية لتشويه الطابع السلمي للمظاهرات والإساءة للمتظاهرين والتعرض للقوات الامنية لتبرير توجيه الرصاص الحي عليهم واستهدافِ نشطائهم بتشخيصهم لمطاردتهم واختطافهم او اعتقالهم.
واذا كان المتظاهرون على وعي ودراية بمناورات رجالات السلطة المتصدعة، عازمون على معالجة كل ما يواجههم من ثغرات او نقاط ضعف، وفي مقدمة ذلك حماية المرافق العامة والحفاظ على الممتلكات الخاصة ومصادر أرزاق الكادحين، فإن من يعطل الحياة العامة ويلحق الاضرار والخسائر بموارد البلد هم من بيدهم السلاح وموارد الدولة وسلطة القرار في البرلمان وحكومة تصريف الاعمال، والقيادات التي تواصل اجتماعاتها الليلية بحثاً عن بديلٍ رثٍ مستهلك، وعليهم وحدهم أن يعيدوا الحياة والاستقرار والحيوية للبلاد بالتخلي عن أوهامهم بامكانية انتاج خرائبهم والتشبث بنظام كان فاقد الصلاحية منذ انبثاقه. وصار اليوم في حالة موت سريري..!