طبقة تستفزنا وتستثير مواجعنا حين يبكي الوطن ويتوشح بالسواد..!

طبقة تستفزنا وتستثير مواجعنا حين يبكي الوطن ويتوشح بالسواد..!

 يكتبها متظاهر
لم تمض ساعات على اعلان عادل عبد المهدي قرار استقالته، حتى اعلن رموز العملية السياسية منتهية الصلاحية بدء المشاورات لتسمية البديل.

والاعلان بحد ذاته يُشكل استفزازاً فظّاً للمنتفضين، وغفلة تعكس سذاجة في فهم الأسباب التي كانت في اساس الحركة الاحتجاجية الجماهيرية التي تلخصت في شعار "نريد وطن". وقد اتضح لكل ذي عقل راجح، ان استعادة الوطن لن تتحقق بدون ازاحة الطبقة السياسية الفاسدة المسؤولة عن ضياعه. وبدون تغيير المنظومة القائمة على المحاصصة والفساد ووضع رموزها امام المساءلةٍ القانونية. وقد جرى استهداف رئيس الوزراء كرمز للطبقة الحاكمة وتجسيد لشرورها بعد ان لجأ الى اعتماد الرصاص الحي بوتيرة غير مسبوقة ضد المتظاهرين العُزل. ويبدو ان فساد هذه الطبقة النّهابة اعمى بصيرتها واوحى لها انها بقيت صاحبة الحل والربط بعد استقالة عبد المهدي في مواصلة هيمنتها على القرار السياسي وفرض مرشحها لقيادة السلطة وانهاء الازمة واعادة تكييف العملية السياسية بما يجهض الانتفاضة بالخديعة والإيهام الساذج. وغفلة الطبقة السياسية المُستهدفة لم تتوقف عند هذا الفهم والوهم حول هدف المتظاهرين، بل تعدته الى ما يؤكد عدم استعدادها لاستيعاب طبيعة المشهد السياسي الذي حددت ملامحه بوضوح انتفاضة تشرين الاول/اكتوبر. وما تنطوي عليه من اهداف واستحقاقات لا تقبل التسويف والخديعة والتلاعب. وهو ما يقتضي الرضوخ للواقع الجديد، حيث مركز القرار انتقل الى ساحة التحرير وشقيقاتها في المحافظات المنتفضة، وان حماية القدر الممكن لدورها يتطلب التعقل وتجنب استفزاز اولياء امر الشهداء من الشبيبة المستعدة لاجتراح المعجزات وآيات المآثر والجسارة والبطولات لتحقيق هدفها الملح المباشر المتمثل في تصفية جذور نظام الفساد والمحاصصة الطائفية. وارساء اسس دولة المواطنة الديمقراطية، والنظام الذي يكفل الحريات والمساواة والعدالة الاجتماعية .
ويبدو جلياً ان القيادات المتنفذة في الطبقة الحاكمة تُمنّي النفس بانها ما تزال قادرة على المناورة والالتفاف على الانتفاضة وحرف مساراتها. ويتضح ذلك من خلال تسريب اخبار عن مرشحين مطروحين للتداول كبديل عن المستقيل. ويكفي الاطلاع على بعض الاسماء التي تتسلل الى مواقع التواصل الاجتماعي ليتبين مدى غفلة رموز الفساد وأوهامهم وسذاجتهم في تقييم الموقف وتحديد ملامح الجديد الذي بات يفرض حضوره في الواقع السياسي.! من يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي سيصطدم بكم غفلة الجيوش الالكترونية لأقطاب الرثاثة السياسية الفاسدة، وهي تسوق اسماء تختزل كل سيرة الطبقة السياسية ومسيرتها منذ مصادرة ارادة العراقيين والاستيلاء على سلطة البلاد.. استعرضوا الاسماء بتمعن، فسترون بينها السمسار السياسي المتنقل بين منتديات الفساد في الخارج والداخل. والمسؤول عن نهب مليارات الدولارات وتسليم ثلث البلاد لداعش وابادة مئات العسكريين في مجزرة سبايكر، ومرائين وفضلات قابلة للتدوير حسب حاجة هذه الكتلة او تلك، واشباه رجال وبشر تعافهم أسواق النخاسة السياسية.
هل بعد هذا من مؤشر على ما نحن فيه من بيئة رثاثة وفساد..!