شذرات من ساحة التحرير..هل يرحلون؟

شذرات من ساحة التحرير..هل يرحلون؟

 دنى غالي
هؤلاء لن يستمروا، ولن يرحلوا من غير سفك دم، ومسح وهدم وحرق! هذا البلد لا يعنيهم بشيء، لا بشعبه ولا بحضارته ولا ببنائه!

الحقيقة صرخة الشاب الأعزل الحافي الذي فَقَدَ ويفقد وزنه منذ شهرين، يتيبس فمه ويرتجف ويحن ويشتاق ويضحك ويلطم ويبكي، ويستحي أن يقول تؤلمني قدماي، ونحن نخشى ان نقول له اصمدْ، ونخشى ان يتوقف لئلا تكون الخسارة مضاعفة، والكابوس يظل جاثما على هذا العراق الملعون!
نتابع الأخبار ساعة بساعة، ثم منتصف الليل، وبعد ساعتين، ثم منتصف الفجر، وعند الصباح لعل هذا الخرتيت يعلن استقالته وينسحب. نفكر ألا يمكن أن يجعله كابوس ما جثا على صدره مختنقا ليلا فيقرّر عند الأذان ذلك! حتى الإشاعة نضعف امامها ونقبلها لحين!
حرقتمونا وقد حرقنا السفن من خلفنا! صوت الله يبتعد ويغيب في الدخان! ما هذه الحكومة السوبر ذكية! التي تشتغل بالظاهر وفق "القانون" بديمقراطية السادة المتأسلمين، غلق القنوات، اعتقال الصحفيين ومداهمة البيوت للقبض على المسعفين، وتبكي على تسيّب الأطفال، بدلا من انتظامهم في مدارسهم، بينما تلقي اللوم على الحبيب الثالث!
ما هم في الخفية إلا دراكولا، مصاصي دماء، تشرب أكثر ما يمكن من دم الشباب لتقاوم ضوء النهار، الحقيقة!
سحر الكاميرا الخفية الآن في هذا، لو نرى كيف ينامون في بيوتهم، مع أطفالهم وامهاتهم وجدّاتهم، كيف يأكلون ويشربون؟ هل هم من البشر؟ سحالي؟ عضايا؟ ما هم؟ أين يهربون بعيونهم وآذانهم مما يدور خلال ساعات يومهم! وهذا الإيمان الذي أعمانا بسطوعه، الذي تمتلئ عمامات أسيادهم به وتُغرقِهم بـ"نورِه"، هل يأخذ استراحة الآن؟

* روائية عراقية