ذي قار / حسين العامل
بعد مرحلة القناص والرصاص الحي وقنابل الغاز المسيلة للدموع عادت العبوات الناسفة والصوتية لتكون أحد الوسائل الدموية في قمع الناشطين المدنيين في ذي قار ، وذلك من خلال استهداف منازلهم وأماكن تجمعاتهم بالعبوات الناسفة والصوتية ، حيث تعرضت 5 منازل وخيمة للفعاليات الثقافية الخاصة بالمتظاهرين للتفجير خلال 3 أيام ، من بينها 3 تفجيرات بعبوات صوتية وناسفة ليلة الاثنين / الثلاثاء استهدفت احداها الناشط المدني وساهم الذهبي صهر الفنان المعروف حسين نعمة.
وقال الناشط المدني محمد الخياط للمدى إن " عبوة صوتية شديدة الانفجار انفجرت عند الساعة الحادية عشرة والنصف من ليل الاثنين / الثلاثاء أمام منزل الناشط في مجال التظاهرات وسام الذهبي في منطقة الإسكان الصناعي جنوبي الناصرية"، مشيراً الى أن " الذهبي نقل على إثر الانفجار الى مستشفى الحسين التعليمي لتلقي العلاج ".
وأشار الخياط الى أن " الانفجار تسبب بأضرار في منزل الضحية من اثر العصف الشديد"، منوهاً الى أن "الذهبي سبق وأن تعرض للاعتقال في مديرية مكافحة الإرهاب في ذي قار نهاية الشهر المنصرم بسبب مشاركته في التظاهرات السلمية وأُفرج عنه لاحقاً.
هذا وشهدت ليلة الاثنين / الثلاثاء تفجيرين آخرين بعبوات محلية الصنع استهدفت إحداها منزل ناشط في مجال التظاهرات في حي الفداء أحد ضواحي مدينة الناصرية واسفر أحد الانفجارين عن إصابة طفل وامرأة بحسب مصادر دائرة صحة ذي قار.
وقال الناشط الاعلامي جاسم الكناني للمدى ان " عبوتين ناسفتين انفجرتا في منزلين يقعان في شارع واحد بحي الفداء بالناصرية"، مبينا ان " احد الانفجارين كان يستهدف منزل ناشط في التظاهرات الذي كان يرفع فوق منازله اعلام عراقية ولافتات وصور ساخرة تندد بألاحزاب الفاسدة".
وكانت مدينة الناصرية قد شهدت ليل الجمعة ( 15 تشرين الثاني 2019 ) المنصرمة 3 انفجارات بعبوات وقنابل مولوتوف استهدفت إحداها مكتبة المتظاهرين في ساحة الحبوبي بالناصرية وأسفر الانفجار عن إصابة 11 شخصاً بجروح حالة أحدهم حرجة ( توفي في اليوم التالي ) ، فيما استهدف مجهولون منزل الناشط المدني في مجال التظاهرات محمد الناصري ( أبو ربيع ) بقنابل المولوتوف وإحراق منزله في حي الفداء ، في حين استهدف التفجير الثالث منزل أحد المواطنين في منطقة السيف وسط الناصرية بقنابل المولوتوف.
هذا واتهم ناشطون في مجال التظاهرات المطلبية في ذي قار الأحزاب المتورطة بالفساد وما يسمى الطرف الثالث بتدبير الانفجارات التي تستهف المتظاهرين في إشارة الى المليشيات وأتباع الاحزاب المتنفذة المتورطة بقمع التظاهرات وقال الناشط المدني محمد ياسر الخياط للمدى إن " تصاعد زخم التظاهرات المطلبية وإدامة روح المطاولة فيها على مدى شهر ونصف أربك حسابات الأحزاب المتنفذة والفاسدة ، لهذا هي حاولت أن تكشر عن انيابها من خلال تفعيل أذرعها العسكرية وعصاباتها الإجرامية لارهاب المتظاهرين "، مبيناً أن " التفجيرات التي حصلت لا يمكن ان يقوم بها مواطن عادي وان الاحزاب المرعوبة من التظاهرات هي صاحبة المصلحة بترهيب المتظاهرين لغرض الحد من تصاعد زخم التظاهرات".
وأشار الخياط الى أن " اي تغيير سياسي يمكن أن يحصل نتيجة التظاهرات سيؤدي بالنتيجة الى شل حركة الأحزاب المتنفذة وتحجيم دورها فضلاً عن تقديم اتباعها المتورطين بالفساد ونهب المال العام وجرائم القتل الى المحاكم المختصة"، منوهاً الى أن " أعمال التفجيرات وإن كانت تقلق المتظاهرين وتشكل خطراً على حياتهم لكنها أبداً لن تؤثر على زخم التظاهرات فعقب كل انفجار وقمع للمتظاهرين تشهد ساحات التظاهر مشاركة أوسع من قبل المواطنين ".
وعن دور القوات الأمنية في الحد من استهداف المتظاهرين قال الخياط إن " القوات الامنية لا تقوم بدورها بصورة صحيحة كونها مخترقة من الأحزاب السياسية وإن معظم قياداتها لا يتم تعيينها إلا بمباركة الأحزاب وحسم ولائها السياسي والعقائدي للأحزاب المتنفذة "، وأضاف أن " أي الأحزاب السياسية تقاسمت مناصب قيادات الأجهزة الامنية فيما بينها بموجب صفقات المحاصصة ولهذا نحن لا نعول عليها كثيراً في الحد من نشاط الأحزاب الذي يستهدف المتظاهرين".
ومن جانبه قال قائد شرطة ذي قار اللواء محمد القريشي للمدى إنه " عقب حصول التفجيرات توجهنا الى موقع الحادث وكان أحد التفجيرين عبارة عن عبوة صوتية فيما كان الآخر قنبلة أخرى ولم يتم تسجيل أية خسائر كبيرة وحالياً ننتظر التقرير الخاص بالتحقيق من الجهات المعنية"، لافتاً الى أن " حوادث التفجير هي قيد التحقيق وتم اعتقال عدد من المتورطين ، فضل عدم ذكر أعدادهم".
وعن مسؤولية القوات الامنية في حماية المتظاهرين من سطوة الأحزاب قال القريشي إن " قيادة الشرطة وجهت القوات الأمنية بحماية المتظاهرين والتحقيق في كل حادث يحصل وملاحقة المتورطين فيه "، مؤكداً حرص قيادة الشرطة على حماية المتظاهرين حيث تم نشر أطواق أمنية لحمايتهم في ميادين التظاهرات ومفارز تفتيش لتفادي أي خرق يمكن أن يحصل.
وكان تفجير عبوة ناسفة محلية الصنع استهدف مكتبة المتظاهرين في ساحة الحبوبي بالناصرية ليلة الجمعة ( 15 تشرين الثاني 2019 ) أسفر عن إصابة 11 جريحاً حالة أحدهم حرجة ( توفي فيما بعد ) ، فيما اتهم ناشطون في التظاهرات " الطرف الثالث " بتدبير الانفجار في إشارة الى المليشيات واتباع الأحزاب المتنفذة المتورطة بقمع التظاهرات
وبلغ اجمالي ضحايا تظاهرات ذي قار من 1 تشرين الأول الى 18 تشرين الثاني 2019 ) ، ( 44 ) شهيداً وأكثر من 1250 جريحاً وما يزيد على 600 متظاهر معتقل، بينهم أكثر من 36 شهيداً و 750 جريحاً واكثر من 250 معتقلاً خلال شهر تشرين الأول 2019.
وكانت العديد من المحافظات العراقية ومن بينها محافظة ذي قار قد شهدت انطلاق التظاهرات المطلبية في يوم الثلاثاء الأول من تشرين الأول 2019 واستمرت لسبعة أيام توقفت بعدها لغرض أداء زيارة أربعينية الإمام الحسين ( ع ) ، لتعاود بعدها في يوم الجمعة ( 25 تشرين الأول 2019 ) ، وقد بلغ إجمالي ضحايا التظاهرات في عموم العراق من الأول من تشرين الأول وحتى منتصف تشرين الثاني 2019 ، ( 350 ) شهيداً و 16 ألف جريح وأكثر من 3 آلاف معتقل ومختطف ومغيب .