الحراك الرياضي  يسجّل أهدافه في ساحات الاحتجاج..صوت الشباب الحُر سلاح مشروع للدفاع عن الحقوق

الحراك الرياضي يسجّل أهدافه في ساحات الاحتجاج..صوت الشباب الحُر سلاح مشروع للدفاع عن الحقوق

 بغداد / اياد الصالحي
أكد عدد من الرياضيين والإعلاميين دعمهم الكبير للتظاهرات التي عمّت أرجاء البلاد منذ الخامس والعشرين من تشرين الأول الماضي بحثاً عن مستقبل آمن للشباب الطموح الساعي بكل قوة لبناء الوطن وتحقيق أفضل سبل العيش بكرامة وإباء، مُعربين عن سعادتهم الكبيرة في تلاحم الشعب كجسد واحد للدفاع عن قيم المواطنة وحرية العيش بسلام على أرضهم والتفاخر بإرادتهم المستقلة لتجاوز كل الصعاب بإيمان راسخ في قضيتهم التي تفاعلت وطنياً وعربياً ودولياً وغدت أمثولة للاحتجاج الحضاري والسلمي ومظاهر العصيان المدني والاضراب عن العمل دون الأضرار بالممتلكات العامة.

الكابتن عدنان حمد مدرب منتخبنا الوطني الأسبق ، قال إن كل عراقي محب لوطنه لا يريد إلا الخير والحرية والازدهار لبلده، ولهذا خرج العراقيون الشجعان من أجل عراق حُر وعزيز وشامخ يداوي جراح ستة عشر عاماً من الفساد والطائفية والتبعية.
وتساءل حمد :»بأي ذنب قُتل بعض الرياضيين الى جانب أعداد كبيرة من المتظاهرين؟ هل لأنهم طالبوا بالخُبز والكرامة وضمان حياة كريمة وعدالة ومساواة في الحقوق؟ عار على كُل مَن مدَّ يده لسفك دماء الشباب الأحرار، والمجد لشعب العراق البطل الذي خرج رافضاً للظلم والفساد وكل أشكال التمايز الاجتماعي التي خلّفها الاحتلال البغيض عام 2003 وأفرز طبقة سياسية لا تراعي مصلحة الشعب بدليل الملايين الزاحفة الى ساحة التحرير وبقية ساحات الشرف في مدن البلاد العزيزة ترفض المعاناة المزمنة وتنادي بالتغيير الشامل».
وذكر أن :»مشاغل العمل لن تبعدني عن متابعة كل صغيرة وكبيرة عن تظاهرات الشباب والشابات ومساندة كل قطاعات المجتمع لهم ، وهكذا بالنسبة للرياضيين الذين خرجوا مُعبّرين عن أمنياتهم بواقع رياضي أفضل يستند الى آليات قانونية مُشرّعة بعيدة عن الاجتهادات الفردية التي تلتقي مع مصالح ضيقة تضرّ بالرياضة وتحرم عشرات الرياضيين من حقوقهم ، ما أدى الى نفورهم عن الواقع وترك ألعابهم وخسارة العراق مواهب ثمينة نتيجة سوء رعايتهم وأهمال متطلّبات تحقيق الانجاز.
بدوره حيّا الرائد الرياضي عدنان الجابري جموع الشباب المتظاهرين في بغداد والمحافظات ، مباركاً لهم روح العزيمة والمطاولة على قبول التحديات في الإقامة المستمرة تحت نصب التحرير وداخل المطعم التركي المُسّمى ُبـ (جبل أحد) احتجاجاً على سياسة الإهمال التي طالتهم منذ سنين طويلة لم يجدوا غير صوتهم سلاحاً للدفاع عن الحقوق وتحقيق أهدافهم المشروعة.
وقال الجابري:»إن الرياضيين الرواد والأبطال وقفوا صفّاً واحداً مع أبنائهم المتظاهرين لدعم مطالبهم المكفولة في الدستور والإلتفات الى النقاط الجوهرية التي أثيرت في أحاديثهم لوسائل الإعلام أو تلك التي رفعوها عبر لافتات عريضة ركّزت على بناء وطن شامخ يليق بتضحياتهم ويحقّق أمانيهم البسيطة والمتمثلة بمعيشة حُرّة كريمة من خلال فرصة تعيين ومُرتّب كافٍ».
وطالب الجابري أن يأخذ الرياضيون العِبرة من الوقفة الملحمية للشباب العراقي ويهتمّوا بواقعهم ويتكاتفوا من أجل رياضة الإنجاز التي يُصعب تحقيقها اليوم في ظل التراجع الكبير وتقتير منح المال وسوء التحضير العلمي والنفسي للدورات الأولمبية والقارية ، وذلك يعود الى التناحر المستمر حول الكراسي وابتعاد الهيئات العامة عن مصلحة الرياضة وموجبات التطوّر لمسايرة دول المنطقة في الأقل.
فيما قال محمد خلف مدير الدائرة الإعلامية في اتحاد كرة القدم إن تظاهرات الشباب المستمرّة واحدة من الحقوق التي كفلها الدستور لهم ، ويقف الشعب كله لمؤازرتهم ومدّهم بما يحتاجونه للبقاء صامدين في ساحة التحرير بالعاصمة بغداد التي تشهد منذ عشرة أيام أسطورة تلاحم الشعب بكل أعماره من أجل تنفيذ طلبات المتظاهرين الحقة.
وأضاف :»إن سلمية التظاهر لشباب لا يتجاوز معدل أعماره (15-25) ونقاء شعاراتهم مثل (نريد وطن) و(نازل آخذ حقي) الداعية الى حماية مستقبلهم ، لها مدلولات عميقة حفّزت الشعب كله للتضامن معهم واقتطاع جزء من مصروف العائلة لدعم الاحتجاج السلمي بتجهيز الماء والطعام وكل ما يحتاجه الشباب لتعزيز مقوّمات البقاء في ساحات التظاهر على مساحات وطننا الكبير».
ولفت خلف، الى أن:»التماهي الرياضي مع أهداف التظاهرة ليس غريباً بعدما نالت الرياضة نصيبها من الإهمال إسوة بقطاعات الصحة والاقتصاد والتعليم وغيرها ، وأفتقدت الى تشريع القوانين الجديدة لإصلاح شؤونها والتخطيط لتحقيق المنجزات في البطولات الكبرى ، وعلى هذا الأساس خرج الرياضيون لتعضيد احتجاج الشباب وطالبوا بحقوقهم لا سيما إن هناك ألعاب حُرِمَتْ من المشاركة في مسابقات دولية بسبب وجود تلكؤ في التقييم ومنح المال والمتابعة ، وهذه أمور مهمّة ينبغي وأد معاضلها ، فلم تعد الرياضة تحتمل المزيد من التشرذم والانكفاء والفضائح التي أساءت لسمعتها دولياً».
وكان نجم الكرة العراقية يونس محمود قد كتب في بداية الاحتجاجات على صفحته في موقع تويتر قائلاً :»
«اللهم أني استودعتك وطني من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه وأرضه وسمائه وأستودعك أهله الطيبين صغيرهم وكبيرهم وأمنه وأمانه وخيراته فأحفظه بعينكَ التي لا تنامُ يامن لا تضيع ودائعه عندك.. اللهم احفظ العراق».