شكوى الجواهري الى المخزومي (أأبا مهند)

شكوى الجواهري الى المخزومي (أأبا مهند)

أأبا مهند والجراح فَمُ
وعلى الشفاه من الجراح دمُ

وعلى الشفاه تمور طاغيةٍ
حُرقٌ تُصعد ثم تنهزمُ

أأبا مُهندَ يا أخا خَلصتْ
منْه الطباعُ وطابت الشيمُ

تُعلى الفصاحة من صباحته
وَيزينُ رقةَ لطفهِ الثَّمَمُ

أشكُوإليكَ وانْ زَوَى ألمي
غَضَبٌ تقاصرَ دُونهُ الألُم

أرضاً تناسخت الشُّرور بها
وتهاوت الأقدارُ والقيم ُ

ياصائغ البدع الحسان ِ
بها يتجاوبُ الإحْساسُ والنغمُ

بيني وبينك في الهوى صلة ٌ
ما إن يجيءُ بها رحمُ

حججٌ تخُبُّ بنا ونحنُ فمٌ
لفم بحبل الصبر نعتصمُ

نتقاسم ُ الآهات يجمعنا
في النائباتِ الهمُ والْهمَمُ

نشدُو فيَنسجمُ الهوى شرقاً
بالحُبِّ والنجوى وننسجمُ

وَتُضيءُ شمعَتنا فُيطفئها
مُغْبرٌ درْبِ كُلهُ ظلمُ

أأبا مُهَندَ والجراحُ فمُ
وفَمي بهِ منْ جُرحه وَرَمُ

ماذا سيبقى لامريءحُجبتْ
عَنهُ الرُؤى-والرأي- والكلمُ

أأبا مُهَند رُبَّ عَافَِيةٍ
خرساء يحمد ُ عندها السقمُ

لا أظلمُ التسعين يْعوزُها
ست سيطبقُ بَعدها العدم ُ

فلطالما شُدتْ نوابضُها
بالأربعين َ وَكُلها ضرَمُ

لكنْ بما اخْمدتَ جمرتها
فيما يشبعُ اليَأسُ والسأمُ

دَاءَانِ إما اسْتَحكما صنعا
بالنفس ما لا يصنع ُ الهرمُ

بل لوْ كفرتُ لهزني ندمي
لوْ جاز عن خير مضى ندمُ

أأبا مُهَند مسني برمُ
ورديفُ كل فجيعة ٍ بَرَمُ

عندي لواعجُ تستقرُ دَمي
وتحزُ من جلدي وتقتحمُ

أبداً تُعاودني وساوسها
ويرجُ فيها اليقظةَ الحُلمٌ

حتى إذا حاولت ألفظها
عاصي بها القرطاس والقلمُ

وتيبستْ والشجوُ يخنقني
كالسيف يومَ الروْع ِ ينثلمُ

مانحنُ ما دُنيا مُصعد ة
غرُ النُجُوم لأرضها خدمُ

ما النّاسُ ما الإنسانُ ماكتلُ
مرفوضة ُ ما هذه ِ النُّظُمُ

ما حرمة ُ القانونُ دنسها
منْ سنه ُما الحِلُ ما الْحرمُ

أأبا مهند شرُّ من حكموا
ما كان لو لا ذلٌّ من حُكموا

ماذا على الراعي اذا اغتصبت
عنز ُ ولم يتمرد ِ الغنمُ

ياايها (الطاعون) حُل بنا
وبمثل وجهك تُكفُ الغممُ