الفاظ بغدادية طريفة

الفاظ بغدادية طريفة

حسين الكرخي
اﻟبﺎﭼﺔ
كلمة اعجمية بمعنى الأكارع وهي اكلة شعبية معروفة في العراق والبلدان العربية وبعض الدول الشرقية ففي سوريا تسمى ( مقادم) وفي لبنان ( غمي) تخفيف ( غنمي) كما يذكر الاستاذ الشاﻟﭽﻲ في موسوعته، وفي مصر يسمى كل جزء منها باسمه، وفي تركيا تسمى (ﭘﺎﭼﺔ) بلغتهم والباﭼﭽﻲ في الفصحى الروّاس.

واقترن حب هذه الاكلة بالكرخيين اكثر من غيرهم ولهذا فان الرصافيين يعيرونهم بانهم ( اهل الكروش) وبالمقابل فان الكرخيين يعيرون الرصافيين بانهم ( اهل اللقالق ) لانها تبني اعشاشها في ابراج وسطوح المباني العالية الموجودة-عهد ذاك-في الرصافة دون الكرخ. ان الرواسين منتشرون في جانبي بغداد على حد سواء. وفي اغلب المدن العراقية فان كانت ﭘﺎﭼﺔ ( سلمان ابن طوبان)مشهورة في محلة خضر الياس بالكرخ شهرة طرشي ( حنانش) المجاور لها فان ﭘﺎﭼﺔ (الحاتي) وباﭼﭽﻴﺔ باب الشيخ والشيخ عمر معروفون ايضاً في الرصافة فضلاً عن ذلك فان بعض الاسر الرصافية العريقة حملت هذا اللقب واعتزت به الى الان فلماذا خّصوا الكرخيين وحدهم بحبها ؟
ولا بد من القول ان اصل كلمة ( طوبان ) هو (طوبال) أي الاعرج في اللغة التركية ،وتوثيقاً لذلك قال الكرخي :-
اذا فكرك اﻟبﺎﭼﺔ العال تاكل عند ( ابن طوبال)
ابو العطسة:
كنية عقال ينكسه صاحبه على حاجبه الايمن او الايسر بحيث يكون وضعه قلقاً،يسقط من رأسه اذا عطس اقل عطسة.قال كبير شعراء العوام هاجياً :
منكسَّ ﻋكﺎلة (ابو العطسة)،وخُرِج على ﭼﺘﻔﻪ ،طيط يامال العِرِج .
الخرج: مايطرح فوق ظهر الدابة ،يضع فيه المسافر متاعه،ويتخذ من نسيج الصوف وغيره كما يضعه المسافر على كتفه اذا كانت المسافة قريبة .
طيط: عفطة،وقد تلحق بها عبارة (كُرِّش حَوْ) بقصد السخرية والاستخفاف.حدثنا الاستاذ عباس بغدادي قائلاً:في العشرينات كان لنا في الاعظمية جارٌ كنيته (ابو طيط) من بيت اشتهر بعمل الطرشي.
وحدثنا المرحوم الاستاذ عبود الشالجي،قال:كان(الجندرمة) العثمانيون في العراق لايحسنون العربية،وعندما كنت حاكماً(قاضياً) في ابي صخير عام 1935حدثوني عن واحدٍ منهم،كان قد تلقى امراً من مدير الناحية بان يصحب معه ثلاثة خياّلة (فرسان) وان ينزل على عشيرة توفي شيخها وتأخرت ارملته عن سداد بقايا الخراج،فيضطرها الى الأداء:وذهب الجندرمة واصحابه فقابلتهم المرأة مقابلة عنيفة،ولم يستطع الجندرمة ان يصنع معها شيئاً فعاد وقدّم الى مدير الناحية تقريراً جاء فيه :لما ركبنا على خديجة وطالبنا بمال البقايا رفعت ثوبها الى اعلى بطنها وقالت(طيط) قشمرة للداعي .
سوارية :
السوارية : كلمة كردية ، معناها الفارس ، الخيال ، الراكب ، قيل ان ارضا زراعية تعود لشخص من (آل فتلة) اسمه (سوار) فسميت هي و النهر الذي يمر بها بأسمه ، و في عام 1926 م سميت الفيصلية نسبة الى الملك فيصل الأول ، و الآن تسمى ( المشخاب ) و هي ناحية تابعة الى قضاء المناذرة ( ابو صخير سابقا ، في محافظة النجف ، قريبة من الأراضي التي وقعت فيها معركة القادسية ، التي انتصر فيها العرب على الفرس
من طريف ما ذكره لي الباحث المحقق الأستاذ مكي السيد جاسم بخصوص (السوارية ) : ان بعض الناس في أيام الأحتلال الأنكليزي ، انخرطوا في سلك السوارية ، تحت الأغراء و الترغيب ، و قد أغضب ذلك امرأة فراتية غيورة ، فقالت شعرا :
بيش أنحارب (الهندو) لو صرتو (سوارية)
الهندو هم العساكر الهندية العاملة مع الجيش البريطاني المحتل ، و جاء ذكر ( الفيصلية) في (المجرشة) الخالدة :-
ساعة و اكسر المجرشة و اركب انا بطيارة
للفيصلية و أبو صخير ، و عكر ، و الجعّارة و أرجع على سلاف (السعيد) بعفج و الدغارة
و (اعبيد ، و العزة ، و شمر ، و أعنـزة ، أنخيها)
ج . العراق 1989