إيلينا فيرانتي بعد الكشف عن هويتها تقرر العودة الى الكتابة

إيلينا فيرانتي بعد الكشف عن هويتها تقرر العودة الى الكتابة

تعتبر الكاتبة إيلينا فيرانتي (و هو اسم مستعار)، الروائية الإيطالية الأشهر في وقتنا الحاضر فقد بيعت مليونا نسخة من مؤلفاتها في أكثر من 39 بلدًا حول العالم - وتسارع الاهتمام بمعرفة الشخصية الحقيقية وراء الاسم المستعار الذي تكتب به ، إذ إنه الاسم الأدبي الذي اختارته هذه الكاتبة منذ ان صدر أول كتاب لها في عام 1991،

وقد وضع البروفسور (والروائي) ماركو سانتاغاتا نظرية تبدو شديدة الواقعية للشخصية الحقيقية وراء فيرانتي، إذ يكشف عن اعتقاده بأنها أستاذة جامعية تدعى مارسيلا مارمو، وتتوافق سيرتها الذاتية بشكل عجيب مع التصورات المفترضة عن شخصية إيلينا فيرانتي. فمبدئيًا على الأغلب هي امرأة كونها تحدثت عن نفسها بوصفها أمًا، وذلك في احدى المقابلات النادرة معها إضافة إلى أسلوب السرد الروائي ذي النفس النسوي الظاهر، والظن أنها ولدت وعاشت في نابولي - - ويبدو أنها نشأت في بيئة فقيرة تتناسب مع أجواء نابولي بعد الحرب العالمية الثانية.

تمتاز روايات فيرانتي بقدرة متفردة على السرد الذي يأخذ بعقول القراء من خلفيات ثقافية مختلفة مع انحياز واضح لها في صفوف النساء الناضجات لا سيما المثقفات منهن. مسرح الروايات مدينة نابولي الإيطالية في الفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى نهاية القرن العشرين، حيث تتكامل زوايا الجمال والعنف والطموح والهزيمة والولادة والموت والجنس لخلق أجواء غاية في التشويق تأخذك من دون رحمة من صفحة لصفحة ومن مجلد لمجلد، لكن دون أن تنحدر إلى مستوى سرد الأحداث في أدب الجرائم الرومانسية.
من أشهر ما كتبت الرباعيّة التي عرفت باسم “الروايات النابوليّة”: “صديقتي المذهلة” و”حكاية اسم جديد” (2013)، و”أولئك الذيــن يغـادرون وأولئك الذين يظلّون” (2014). وتنتمي هذه الرباعية الروائية إلى ما يعرف في النظرية النقدية بِـ (Bildungsroman)، وهو مصطلح صاغه في العام 1819 الفيلسوف الألماني كارل مورغنشتيرن، والذي يعني “رواية التشكُّل/التعليم/الثقافة”، حيث تنهمك الرواية، ضمن هذا النوع، في استقراء التطورات السيكولوجية والأخلاقية التي تطرأ على شخصية البطل منذ الطفولة أو الصّبا وحتى بلوغه سن الرشد، واستبطان طبيعة هذه التغيرات ومدى ارتباطها بالتغيرات المجتمعية التي تدور في فلكها الأحداث الروائية.
وفي روايتها صديقتي المذهلة تأخذنا الكاتبة الى مدينة نابولي في خمسينيَّات القرن الماضي.حيث تعيش صديقتان، إيلينا وليلا، في حيّ عُمّاليّ بائس. تكبران وتتبدّلان، تتساعدان وتتخاصمان، دروبُهما تلتقي وتفترق. وهي رحلة مذهلة في دواخل البطلتين تقودنا إليها فيرانتي. بنظرتُها الثاقبة، وسردُها العميق ،و وصفُها المتجدِّدٌ لحياتنا اليوميَّة؛ لحياةٍ نحتاج أن ترويَها لنا امرأةٌ بهذه الطريقة البديعة"
قبل عام، زعم صحفي إيطالي أنه استطاع أن يعرف الهوية الحقيقية للمؤلفة التي تصدرت كتبها لوائح الكتب الأكثر مبيعا مما أثار خشية محبيها من انها لن تعاود الكتابة مرة أخرى.
ولكن بعد عام من حبس أنفاسهم يمكن لعشاق فيرانتي أن يتنفسوا الصعداء مرة أخرى: فقد قررت فيرانتي أن تعود إلى العمل،
وابلغ الناشر ساندرو فيري، إحدى الصحف الايطالية "أعرف أنها لا زالت تكتب، ولكن في الوقت الحالي لا أستطيع أن أقول أي شيء أكثر من ذلك".
وأوضح هذا الناشر إنه لا توجد هناك خطط لإصدار رواية لهذه الكاتبة في عام 2018، لكن العمل الجديد لها سيكون كتابة سيناريو لمسلسل تلفزيوني مأخوذ عن إحدى رواياتها .
ولم يقدم سوى القليل من التفاصيل الأخرى، ولكنها أخبار مرحب بها من قراء فيرانتي، فكثير منهم كانوا يعتقدون أنهم قد لا يقرأوا لها مرة أخرى.
وذلك لأن فيرانتي، التي كانت تحرص على إخفاء هويتها، قد أشارت في مقابلات سابقة أن عدم ذكر اسمها كان شرطا مسبقا لنشر أعمالها.
"، وكتبت في مقابلة اجريت معها عبر البريد الإلكتروني "إنني أرغب في التحرر من جميع أشكال الضغط الاجتماعي أو الالتزام. وأن لا أشعر بذلك النوع من الالتزام حينما أصبح شخصية عامة وهذا ما سيمنحني الحرية الكاملة في التركيز حصرا على عملية الكتابة وستراتيجياتها
وقالت ذات مرة لاحدى المجلات "ان التخلي عن ذلك سيكون مؤلما جدا".
ولكن تم التخلي عن ذلك عندما اعلن الصحافي كلوديو غاتي، أنه استطاع أن يعرف الهوية الحقيقية للمؤلفة ، قائلًا إنها مترجمة تقيم في روما. من خلال متابعة السجلات المالية والمعاملات العقارية للمترجمة "أنيتا راجا، التي تتخذ من روما مقرا لها، والتي هربت مع أمها الألمانية المولد وتزوجت بعد ذلك من قاض من مدينة نابولي الايطالية".
وأثار هذا الأمر غضب الكثيرين لأن ذلك الصحفي "تدخل في حياة مبدعة حاولت أن تحتفظ ببعض الخصوصية لنفسها"، فضلاً عن إنه أثار من جديد قضية فهم أهمية خصوصية الكاتب.
وتقول الروائية روكسانا روبنسون ": "ان الخصوصية أمر ضروري بالنسبة للكاتب". "يجب أن يكون الكاتب قادرا على أن يتفرغ لعمله ، وهذه ليست مجرد مسألة تركيز، بل يمكن أن تكون جزءأً من عملية الابداع ، فكونك تتفرغ لعملك أمر ضروري جدا".

عن: كريستيان ساينس مونيتور