رواية ( عزيزي غابرييل ) بترجمة عراقية

رواية ( عزيزي غابرييل ) بترجمة عراقية

صدرت عن الدار العربية للعلوم ( ناشرون ) رواية مترجمة جديدة للكاتب والمترجم العراقي علي عبد الأمير صالح الذي سبق له أن نشر روايات مترجمة عديدة خلال ما يزيد على عشرين سنة منها ( طبل من صفيح ) لـ غونتر غراس و ( حفلة القنبلة )

لـ غراهام غرين و( دلتا فينوس ) لـ أناييس نن و ( بريدا ) لـ باولو كويلو . الرواية الجديدة التي نقلها المترجم إلى لغتنا العربية تحمل عنوان ( عزيزي غابرييل ) للروائي والصحفي والناشر النرويجي هالفدان و. فريهو
يقدم الروائي "هالفدان و. فريهو Halfdan W. Freihow" رواية مدهشة، ومشوقة في آن واحد، هي حكاية خاصة، لا تشبه بقية الحكايات، أبطالها أب وابنه، سمّاها "عزيزي غابرييل Dear Gabriel". تخبرنا هذه الرواية عن علاقة حب مفعمة بين أب وابنه المصاب بمرض التوحد، عبر وصف العلاقة بينهما في محطات متعددة يستحضرها الأب في ذاكرته يوماً بعد آخر، في محاولته مساعدة ابنه تخطي التحديات الاجتماعية والذهنية التي تواجهه. وهنا يحضر الروائي باستخدامه أسلوب السرد الذاتي أو ما سمي الرواية التي تقول سيرتها عارضاً للقارئ تفاصيل الحالة وتأثيراتها. وسيجد كل مهتم بالعلاقات الأسرية وخاصة حين يصيب المرض أحد الأبناء. ومرض التوحد بشكل خاص، كم ستساعدهم الحوارات والأفكار التي يطرحها فريهو في وصفه الأمين للعلاقة مع ابنه، موازناً ما بين الإحباط والخوف، وفي بعض الأحيان الشعور الرهيب بعدم الأمان مع الفرح والانتصار. يقول الأب في رسالته إلى ابنه "ما من أحد يستطيع أن يرى نفسه أو يفهم نفسه وحيداً، من دون مسافة ما. لذا أريد أن أخبرك عنا، عن حياتنا، عن المشاكل التي تواجهها، والتي ربما لن نكون قادرين دوماً على مساعدتك فيها (...) فكرت في أن هذا ربما كان خطيراً، ذلك أنه من حين إلى آخر يكون في مستطاع المرء أن يغمض عينيه وأن يأمل زوال الأذى حين يفتحهما من جديد...". إنه اعتراف مؤثر، وعميق لحالة إنسانية خاصة نقرأها بشكل رسالة موجهة من أب إلى ابنه المريض، وعبر نص شائق مشوب بالكثير من الحب والفخر. يصف "هالفدان و. فريهو" علاقة حب معقدة مشبعة بسوء الفهم أحياناً ولكنها مدعمة بحب غير مشروط بينهما دائماً. "الوحدة"، "الحب" أسئلة مهمة تطرحها رواية "عزيزي غابرييل" فهل يمكن لأحدنا أن يكون كياناً منعزلاً وهو في حالة حب؟
تكشف الرواية علاقة معقدة إنما حميمة بصورة مدهشة بين الأب والابن. علاقة يكتنفها غالباً سوء الفهم والاحباطات لكنها حافلة دوماً بالحب الذي لا ينضب.
تقع الرواية في 175 صفحة من القطع المتوسط ، وهي الكتاب الأول له . صدرت يالنرويجية سنة2004 وتُرجمت إلى الإنجليزية سنة 2007 وتم ترشيحها لنيل ( جائزة بريج ) ، وهي أرفع جائزة أدبية في النرويج .
تُعد هذه الرواية من أجمل الروايات النرويجية وكاتبها ( فريهو ) ولد في مكسيكو وترعرع في مدريد ، وبروكسل ، وأوسلو. وهو صحفي سابق ، عمل في الجرائد والتلفاز والإذاعة ومتمرس في صناعة النشر. أسس دار نشر( فونت فورلاج ) الخاصة به سنة 2005 . يسكن مع أسرته في جزيرة بعيدة عن الساحل الغربي للنرويج.