عندما اعتزل جمولـي الملاعب سـنة 1966

عندما اعتزل جمولـي الملاعب سـنة 1966

عمار علي الصافي
قرر اللاعب الدولي جميل عباس الملقب جمولي الاعتزال وتوديع الملاعب بعد مشوار طويل مع الكرة العراقية... ملبياً دعوات الصحافة التي حينها طالبته كثيراً بالاعتزال وهو في قمة عطائه... وهذا ما حصل وجاء القرار بعد استيائه من اضاعة ضربة جزاء بمرمى نادي روستوف السوفيتي حينها كان جمولي المتخصص رقم واحد بتنفيذ ضربات الجزاء .

وكان ذلك عام 1965 حيث خسر فريقه الفرقة الثالثة بنتيجة 2-صفر... ولم تكن ملاعبنا تعرف مباريات التكريم والاعتزال حتى عام 1966 حيث فكر المسؤولون باقامة مباراة وداع للاعبنا الكبير جميل عباس جمولي تكريماً وامتناناً لهُ لما قدمه من جهد رائع للكرة العراقية حيث اُقيمت له مباراة اعتزالية بين منتخب العرب وفريق الفرقة الثالثة في 12/ 4/ 1966 حيث ان الدورة الثالثة التي اقيمت في بغداد عام 1966 قد شهدت اعتزاله إذ انه في تلك الدورة لم يكن بين قائمة اللاعبين الذين مثلوا منتخب العرق الفائز بكأس الدورة وكانت مباراة الاعتزال رائعة وقدم فيها جمولي مستوى متميز حيث بدأت بهجوم للمنتخب العربي بواسطة الدولة والعصفور من الكويت ولكن تصد جمولي لهذا الهجوم مع لاعبينا بالمقابل شن فريق الفرقة الثالثة هجوماً تصد له مرزوق وباسل مهدي وحصل محمود حسن على عدة كرات سانحه للتسجيل بعد تمريرات رائعة من شدراك يوسف وكوركيس وعلي عطية لكن محمد ثامر حارس مرمى المنتخب العربي كان لها بالمرصاد وشن العربي بعدها هجمات خطرة بواسطة الدولة والعصفور وعادل خارج وسددوا عدة كرات تصدى حارسنا المبدع أنور مراد لأثنين منها بينما ذهب باقي الكرات بعيداً عن الهدف وفي الدقيقة الثلاثين من الشوط الأول سدد حسام كرة قوية ارتطمت بالعارضة وكاد ان يكملها عادل داخل المرمى ليضيع هدف محقق للمنتخب العربي وفي الشوط الثاني سدد جمولي كرتين من ضربة حرة لكن دون جدوى واستمر المباراة على هذا النحو... وقبل نهاية المباراة استبدل ثامر لإصابته بعد اصطدامه بمحمود اسد ولكن هذا لم يؤد إلى تغيير مجرى المباراة لتنتهي بالتعادل .
وقد مثل المنتخب العربي يومها محمد ثامر وباسل مهدي وطارق ارزوقي ومحمد نجم من العراق وحسام وعامر من فلسطين وعادل وزغلول من الأردن وعدنان من البحرين وشدراك وطرزان ونوري ومحمود اسد وكوركيس إسماعيل يومها ادار المباراة الحكم ممدوح حزمه من الأردن ونوري عباس وفاضل الانصاري من العراق وحضر المباراة ما يعادل الخمسة آلاف من الجماهير ونقلت محطتا الاذاعة والتلفزيون المباراة وعلق عليها يومها حسين علي النوح وفي النهاية تم تكريم جمولي يومها قدم له ساعة يدوية ومبلغ قدره خمسة دنانير وان الفتاة الصغيرة التي قدمت له باقة الورد هي ابنته الصغيرة سهير.
انتقل جمولي إلى جوار ربه بعد صراعٍ طويل مع مرضه العضال... ولن يبقى سوى تمثاله الذي صنعه له محبين الكرة الحقيقيين... وستبقى مستشفى النعمان التي رقد فيها أبو عصام تبكي بصمت على الإهمال الذي عاناه حيث رقد فيها أشهر كثيرة وحالته كانت في تدهور دائم امام اعين اصحاب الشان والبداية عام 2004 حيث اصيب جمولي بجلطتين في الدماغ... جعلت من الصعب عليه الكلام وقبل شهر ونصف من وفاته وصلت الحالة به على عدم مقدرته في الارتكاز على رجليه وكان شبه فاقد الوعي في أَغلب الأحيان وتم نقله إلى مدينة الطب وتبين انه مصاب بعجز في القلب وبعد عدة ايام وقع في انتكاسه أخرى... وشخص مرضه هذه المرة بالعجز بالكليتين وارتفاع اليوريا فتم ارقاده مره أخرى في مستشفى النعمان ثم تم نقله إلى مستشفى تخصصي بأمر من الأطباء وبعدها خرج منها ورقد حبيس الفراش.. حتى جاء اليوم الأليم على الكرة عراقية... وهو يوم الأربعاء الموافق 6 تموز 2005 الذي انتقل فيه جمولي إلى بعد عناء طويل مع المرض عن عمر يناهز الــ 78 عام ليعم عراقنا الحبيب ومنطقته لكسرة التي نشأ فيها الحزن والألم لفقدانها هذا النجم الكبير.