لنتذكر امير الغناء الريفي عبد الامير الطويرجاوي

لنتذكر امير الغناء الريفي عبد الامير الطويرجاوي

اعداد : نور الملاك
ولد عبد الامير بن كاظم بن حمادي الطويرجاوي في قضاء طويريج في محافظة بابل. و لمدينة طويريج تاريخ حافل في ميدان الغناء الريفي , مما ساعد الفتى عبد الامير على التعرف على اساتذة الغناء وهو في العاشرة من عمره. وفي عام 1915 بدأ الغناء وخاصة في المواليد ومواسم التعزية. ابتكر طوره الخاص به و سمي بطور الطويرجاوي وهو يختلف عن الاطوار الاخرى من حيث درجاته النغمية ويتميز هذا الطور بانه ينسجم مع طقوس المنبر و ليالي السمر معاً.

و كان الطويرجاوي من اوائل المغنين في اذاعة بغداد حين افتتحت عام 1936. وقد لقب بامير الغناء الريفي . توفي المطرب والشاعر عبد الأمير الطويرجاوي في بغداد صبيحة يوم 27 / تموز / 1970.

في العاشرة من عمره تولع بالغناء بعد أن تعرّف على أساتذة الغناء في ذلك الوقت الذين كانوا يعيشون في نفس المدينة، فلمدينة طويريج تاريخ خاص في مجال الغناء الريفي، من حيث الأبوذيات والمواويل والإيقاعات الخاصة بها.. بالإضافة إلى أن القسم الأكبر من هؤلاء المطربين هم من اكتشفوا مجموعة الأطوار الغنائية الريفية التي نشأت على أنغامها حناجر مطربي الريف منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا.
بدأ عبد الأمير الطويرجاوي بالغناء عام 1915 في بيوت آل قزوين في الهندية طويريج، وكانت بداية غنائه في المواليد ومواسم التعزية.
ابتكر طوره الخاص به والذي سمي باسمه " طور الطويرجاوي " الذي يمتاز باختلافه من حيث درجاته النغمية عن بقية الأطوار التي تعرف نغماتها بمجرد أن تسمعها للمرة الأولى.. ويتميز هذا الطور بأنه من الأطوار التي تنسجم مع طقوس المنبر وليالي السمر معاً. حين افتتحت إذاعة بغداد عام 1936 كان الطويراجوي من أوائل المغنين فيها.
حُكِمَ على المطرب عبد الأمير الطويرجاوي بالإعدام بعد فشل ثورة مايس 1941، إلا أنه أفلت من هذا الحكم بالاختفاء عند بعض الأصدقاء في بغداد إلى أن هدأت الأمور، وفي بداية الخمسينات سافر متخفياً إلى خارج بغداد.. وحين قيام ثورة 14 تموز1958 عاد إلى بغداد.
كانت للمطرب و الشاعر الطويرجاوي خبرة واسعة باصول المقامات التي تمرس في ادائها, ويمتلك حنجرة ذات قابليات كبيرة ساعدته في ان يحتل و بجدارة امارة الغناء الريفي لفترة طويلة من الزمن حتى اصبح مدرسة بحد ذاته يدرس و يتعلم منها معاصريه وكذلك الاجيال اللاحقة من مطربي الاغنية الريفية.و للطويرجاوي الفضل في ان يكون اول من عرف المدينة بالابوذية واول فنان ريفي يقرأ المواليد مع المطربين الكبيرين محمد القبانجي و المطرب يوسف عمر.
كتب عنه الاستاذ رياض العزاوي قائلا : عبدُ الامير الطويرجاوي 1895ـ1970م، هو أحد المبدعين والمتالقين في مجال الغناء بين انغام المقام العراقي والاطوار الريفية، مثل الحياوي والصبي والمثكل والملائي والعنيسي الذي عرف به (الطويرجاوي) يصفه في هذا المجال الناقد يحيى ادريس قائلا: (يغني ابياتا من الشعر من مقام الاوج لينتقل إلى الابوذية من المقام نفسه في طور العنيسي الشيء نفسه يفعله في طور العياش والصبا والحجاز..) هكذا كان يتميز، بصوت قوي يجمع بين الرخامة والانغام الشجية ذات النكهة والروحية العراقية والنفس الطويل في قراراته وجواباته الصافية، تفرد بلون وبطابع خاص لكونه يمتلك قدرات أدائية ولحنية مكنت له ان يقف في ريادة فناني مطربي الريف ،فالطويرجاوي، فنان مدهش وشاعر مؤثر وذو صوت يمتلك مقوماته الفنية، وشخصية يعتز بها (الفن التراثي) هذا ما وصفه مطرب العراق الاول (القبانجي) عندما سئل عنه في احد لقاءاته عام 1980م.
كان له دور أيضا في دعم حركة مايس/1941 ضد المحتل الإنجليزي من خلال الأغاني التي تبث روح الحماسة عند العراقيين,وحكم عليه بالإعدام لاشتراكه بتلك الحركة, ولكنه تمكن من الاختباء بين محبيه وأهله. يعد مرجعاً في أشكال الغناء العراقي ، بخاصه الأبوذيه الجنوبية. عرفت طريقته نسبة اليه " الطويرجاوي" وقد أخذ بعض المطربين وقراء المناقب النبوية طريقته في الأداء.ظل هذا الفنان دائم العطاء وقد سافر خارج العراق لتسجيل بعض الأسطوانات.
وبعد ثورة تموز المجيدة عام 1958م عاد ليزاول نشاطه الفني مع اشهر المطربين الريفيين، وهم كل من شخير سلطان ومسعود العمارتلي وخضير حسن وناصر حكيم وحضيري ابو عزيز.. حتى سجل معهم الكثير من الاسطوانات الغنائية لحساب شركات التسجيل آنذاك، وما تزال تباع اشرطته في محلات التسجيل في بغداد كافة، لأن هذه التركة الفنية ستبقى خالدة في ذاكرة الاجيال تتوارثها جيلا بعد جيل.
إهتم الموسيقار المرحوم جميل سليم بصوت المرحوم عبدالامير الطويرجاوي فسجل له ثلاث اسطوانات مع الفرقة الموسيقية وقد احيا عددا كبيرا من الحفلات كما كما قرأ بعض المقامات العراقية في مقهى البولنجية ومقهى المميز وقد دخل دار الاذاعة العراقية عند افتتاحها في 1/ 7/ 1936 وقدم اول حفلة على الهواء. وقد اشترك الطويرجاوي في ثورة مايس 1941 بالهوسات الشعبية ضد الانكليز وقد حكم بالاعدام الا ان الحكم لم ينفذ به وخلال ذلك عاد الى قضاء طويريج وعين مأمورا في سوادري الحلة بعدها عاد الى بغداد ثم واصل تقديم حفلاته الغنائية اذ سجل عددا من الابوذيات وقرأ طور الصبي والعياش والمثكل. وقد انفرد المرحوم عبدالامير بخاصية ميزته عن غيره من المطربين وقد تأثر المطرب حسن داود وبخاصة اجادته لطور الصبي. وقد كان الطويرجاوي شاعرا شعبيا متميزا حيث الف عددا من الاغاني منها (شنهو الراي دليني) ومن الشعراء الذين كتبوا له الملا منفي عبدالعباس فليح الحلي ملا سلمان الشكرجي والمرحوم جبوري النجار والملا عبود الكرخي.