الكيلاني المليئة علما وثقافة وخلقا رفيعا

الكيلاني المليئة علما وثقافة وخلقا رفيعا

صادق الطائي
اذكر جيدا محاولاتي اقناع السيدة الكيلاني لاجراء حوار صحفي وترددها في ذلك، أذ كانت تقول، ماذا سأقول في الحوار، كل ما لدي اقوله عادة في محاضرات علمية اقدمها في جامعة او مؤتمر، فقلت لها ان اللقاء الصحفي مختلف، لان المؤتمر او قاعة المحاضرات في الجامعة عادة يحضرها المختصون ،اما اللقاء الصحفي سواء في جريدة او تلفزيون فيحضره او يقرأه الانسان العادي غير المختص بالاضافة طبعا للمعني والمختص .

اقتنعت اخيرا ،وكان شرطها ان تقرأ الحوار قبل ان ادفعه للنشر، فوافقت فرحا، وفعلا تم اللقاء في بيتها بلندن،وعندما افرغت الحوار ارسلت لها نسخة بالايميل لاطلاعها وموافقتها على النشر او اذا كان لديها ملاحظات او تعديلات تحب اضافتها، وكم كانت سعادتي بمكالمتها هاتفيا وقولها لي :»هذا اللقاء من افضل اللقاءات التي اجريت معي في الصحافة والاعلام ، اذ انهم عادة ما يحذفون اشياء قلتها وهي مهمة او يقولونني اشياء لم اقلها»، ولا اكتمكم سرا كنت اتيه فخرا بهذه الكلمات التي قالتها قامة سامقة مثل د. لمياء الكيلاني بحقي ، ونشر الحوار في جريدة القدس العربي اللندنية بتاريخ 27 ايلول/سبتمبر 2015 . ولأن اللقاء مع د. الكيلاني لايمل ،لانها انسانة مليئة علما وثقافة وخلقا رفيعا ، طمعت بكسبها واقناعها باجراء امسية في مؤسسة الحوار الانساني بلندن، وفعلا وافقت ، وأقمنا الامسية بتاريخ 9 كانون الاول/ديسمبر 2015 وتشرفت بادارة هذه الامسية التي كانت بعنوان «الاستكشافات الاثارية وبعثات التنقيب في العراق في التاريخ الحديث».‏ ثم بعد مرور فترة وجيزة ، هاتفتها عارضا عليها قيام مؤسسة الحوار الانساني بالاحتفاء بمنجزها الفكري والاكاديمي عبر امسية يتم فيها تقديم درع مؤسسة الحوار الانساني لها، وهو تقليد دشنته المؤسسة منذ انطلاقها عام 2010 ،اذ تخصص امسيات شهر نيسان/ابريل من كل عام للاحتفاء برموز العراق من المبدعين والاكاديمين ، لكن د. لمياء سألتني ضاحكة، «يعني شنو أمسية عني؟ انا لا افهم ذلك ،انا افضل أن اتكلم او اقدم محاضرة عن موضوع ما»، فقلت لها ليكن الموضوع عن مسيرتك كأثارية عراقية ورحلتك الطويلة وفيها الكثير مما يمكن ان يقال في هذا المجال ، وقد لاحظت ترددها ، فقلت لها ستكون أمسية اقرب للحوار الصحفي الذي اجريناه، وانت ظهرت في حوارات تلفزيونية سابقة وكانت جميلة وناجحة ، اتمنى ان لاتحرمينا من ذلك في مؤسسة الحوار الانساني، فوافقت وفعلا اجرينا التكريم و كانت من أجمل الاماسي في 11 ايار / مايو 2016 ... رحم الله د. لمياء الكيلاني وجزاها خير الجزاء عن كل ما قدمته للعراق.