في ذكرى رحيله 30 كانون الثاني 1985..هكذا بدأ داخل حسن الغناء..

في ذكرى رحيله 30 كانون الثاني 1985..هكذا بدأ داخل حسن الغناء..

خالد جبر
قبل القاء الضوء على المطرب داخل حسن لابد ان ترجع بنا الذاكرة قليلا للخلف فقد كان هناك مطرب يدعى كاظم حسن وهو الشقيق الاكبر لداخل حسن وكان هذا المطرب يمتلك صوتاً عذباً شجياً يفوق كل الاصوات ومن ضمنهم صوت اخيه الاصغر داخل، فقامت شركات الاسطوانات آنذاك بتسجيل اكثر من (100) اغنية

وكانت تبث هذه الاغنيات من الاذاعة العراقية وفي احدى المرات عانى هذا المطرب الرائع من الام في صدره وبعد وقت قصير توفى وظلت امه تبكي عليه ليلا ونهاراً ويزداد بكاؤها الماً وحرقة عندما تستمع لصوته عبر اثير الاذاعة فهو يغني وهي تبكي ولم تطق سماع صوته فذهبت الى الملك غازي والذي كان المسؤول المباشر عن الاذاعة العراقية وطلبت منه راجية ان يمنع بث تسجيلات اغاني ولدها (كاظم) وحكت له قصة معاناتها اليومية وحزنها عند سماع صوته، وفعلاً امر الملك غازي بايقاف بث الاسطوانات ولم تكتف السيدة بهذا الامر بل طلبت منه ان يحرق كل الاسطوانات امام عينيها ونزولا عند رغبتها كان لها ما ارادت حيث تم حرق كل الاسطوانات امامها، وخرجت وهي تدعو للملك بالخير والعز والتوفيق.
اما ابنها الثاني داخل حسن والذي كان يطلق عليه (ابو كاظم) تيمنا باسم اخيه، فقد ولد في الناصرية في منطقة الشطرة عام 1902 وعمل في صباه في تصليح الزوارق وفي عام 1927 تقدم للعمل في سلك الشرطة ليصبح شرطياً فضلا عن انه كان يملأ المدينة غناءً بصوته العذب وكان يجيد اداء كل الاطوار الغنائية وفي عام 1936 ترك سلك الشرطة لياتي الى بغداد حيث دار الاذاعة العراقية وكانت شهرته سبقته اليها، وقامت شركات الاسطوانات بتسجيل اكثر من 137 اسطوانة له وعند ذهابه للقاهرة في بداية الخمسينيات التقى بالسيدة ام كلثوم واعجبت بصوته كثيرا ونادرا ما تطرب ام كلثوم على صوت غير صوتها وصوت المطرب محمد قنديل، وتوالت عليه الدعوات الفنية من كل انحاء الوطن العربي وفعلا كان سفير الاغنية الريفية وللعلم انه كان امياً لايقرأ ولا يكتب ولكنه كان يقوم بتأليف وتلحين كل اغانيه التي كانت تدخل في الاعماق اما عن طفولته فكان يجلس بقرب النهر ليستمع الى اصوات النساء اللواتي يملأن قدورهن، وان مساحة صوته الكبيرة ساعدته على اداء الاطوار كافة لاسيما الطور الشطراوي مع زميله حضيري ابو عزيز وتأثر باستاذه (محبوب) بعد ان بلغ سن الرشد واشتهر صوته في قريته التي ولد فيها وهي (قرية دار الشط) ثم بدأ بالذهاب الى القرى الاخرى ليجرب صوته في الحفلات والاعراس التي كانت تقام آنذاك وكان متفوقا بصوته على المطربين الاخرين وخاصة في قرية (الصواحب) وقضاء (الشطرة) وبعد ذلك شكل ثنائياً ناجحا مع حضيري ابو عزيز وكانا يتشاركان في تقديم سهرات غنائية لسلك الشرطة ووزارة الداخلية وحفلاتها الخاصة والعامة.
وقامت شركة (نعيم) وشركة(سودا) وشركة (كولومبيا) وشركة اسطوانات (جقماقجي) بتسجيل اغنياته والتي كانت تبث من الاذاعة العراقية والاذاعات العربية، واستمر ابو كاظم بالغناء بعد انطلاق البث التلفزيوني ولكنه لم يتخل عن زيه الرسمي وخاصة المسبحة التي كانت تداعب اصابعه عند الغناء، وشكل بعد ذلك ثنائياً مع المطربة حمدية صالح، وفي عام 1978 احيل الى التقاعد ليعود الى مدينته الناصرية / قضاء الشطرة ليمكث فيها بعض الوقت وانتقل الى رحمة الله عام 1985 بعد ان ارسى قواعد الفن الريفي واصبح نجما كبيرا ومازالت اغنياته لحد يومنا هذا اغنياته عبر الاذاعة والتلفزيون وله جمهور كبير من المعجبين.